الوطن

مساهل: الجزائر ستعيد فتح مقر سفارتها في ليبيا بعد أسابيع

قال إن زيارته إلى سوريا كانت لإدانة الإرهاب

 

  • المساس برموز الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية خط أحمر

 

جدد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، تأكيده أن الجزائر ستعيد فتح مقر بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الليبية طرابلس خلال الأسابيع المقبلة، وقد كان مساهل أول مسؤول عربي يزور طرابلس بعد دخول حكومة الوفاق الوطني إليها قبل أسابيع، وذلك دعما من الجزائر لهذه الحكومة المعترف بها دوليا. وردّ مساهل بقوة على الأطراف التي انتقدت زيارته الأخيرة إلى دمشق والتقى فيها ببشار الأسد خاصة الأحزاب السياسية الجزائرية. وقال مخاطبا هؤلاء بأن الزيارة كانت بغرض دعم الحلول السياسية للأزمة هناك، متسائلا عن طبيعة هذه الانتقادات التي وجهت إليه وإلى سياسية الدولة الجزائرية، حيث أكد على أن مسار الزيارة كان لنبذ الإرهاب وإدانته. وعاد المتحدث وانتقد ما قام به الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى الجزائر، حيث اعتبر أن تصرف فالس استفزاز غير مقبول.

قال عبد القادر مساهل، في ندوة صحفية عقدها بمقر الإذاعة الوطنية، أمس، تعليقا على ما يحدث في سوريا "إن موقف الجزائر من الأزمة السورية مرتبط بالدعم اللامشروط لدمشق للثورة الجزائرية"، مشيرا إلى "أن الجزائر تدعم دمشق في حربها ضد الإرهاب انطلاقا من تجربتها إبان العشرية السوداء". وأضاف الوزير بأن "زيارته إلى سوريا كانت بمناسبة عيد استقلالها، حيث كان الهدف منها تحقيق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية، وهي التي طالما دعمت الجزائر إبان الثورة التحريرية". وأجاب عبد القادر مساهل على الأحزاب التي انتقدت زيارته إلى دمشق بسؤال وجهه إليها قائلا: "هل أنتم مع الإرهاب أم ضده؟"، مؤكدا أن زيارته إلى سوريا كانت من أجل إدانة الإرهاب هناك.

وعاد المتحدث، في سياق متصل، للحديث عن مساعي الجزائر المتواصلة في مكافحة الإرهاب وتجريم تقديم الفدية للإرهابيين عبر العالم، وشدد على وجوب تحرك وتنسيق دولي لمكافحة الظاهرة التي أصبحت تهدد كيان واستقرار العديد من الدول.

وأكد ضيف الإذاعة الجزائرية أن الجزائر تواصل جهودها لاستقرار الأوضاع في كل من مالي ودول الساحل، وتسهر على تطبيق اتفاق السلام بين الأطراف المالية الموقع بالجزائر على أرض الواقع، رغم الصعوبات والتعقيدات التي تواجه العملية في ظل استمرار التهديدات الإرهابية ونشاط الجريمة المنظمة، والتي تأخذها الجزائر بعين الاعتبار من خلال الجيش الوطني المرابط على الحدود. مشيرا إلى أن السلم والأمن في إفريقيا يبقى أمرا رئيسيا فبدونها لا يمكن الحديث عن تنمية في القارة السمراء، ما استدعى إنشاء المركز الإفريقي للدراسات زيادة على الاستراتيجية الإفريقية لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، والعمل على تجفيف منابع الإرهاب، سواء من الفدية التي نجحت الجزائر في تجريم منحها أو العائدات الأخرى من تهريب المخدرات والبترول، مضيفا أن عائدات الجريمة المنظمة في دول الساحل 800 مليون دينار سنويا.

 

المساس برموز الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية خط أحمر

وحول زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وما أعقبها من جدل، أكد المتحدث أن المساس برموز الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية خط أحمر وغير مسموح وغير مقبول، والجزائريون يدينون هذه التصرفات مهما كان مصدرها، قبل أن يضيف "ما قام به فالس استفزاز غير مقبول وغير مبرّر والجزائر تدينه بشدّة".

 

الجزائر ستعيد فتح مقر بعثتها الدبلوماسية بليبيا

هذا وأعلنت الجزائر إعادة فتح مقر بعثتها الديبلوماسية في ليبيا، على لسان مساهل، وأوضح المتحدث أنه رغم مناداة بعض الخبراء والمحللين الدوليين، ورغم ما يدور في بعض السفارات المعتمدة بضرورة أن تغير الجزائر استراتيجيتها، فلن نحيد عن مبدأ تفعيل الحل السياسي وحل الأزمات عن طريق الحوار، مؤكدا أن الجزائر أثبتت صدق رؤيتها وأحقيتها حينما حذرت من نتائج التدخل العسكري في ليبيا وانعكاسه على الوضع الأمني في ليبيا ودول الجوار، بدليل تعرض الجزائر لاعتداء تيڤنتورين والأحداث التي شهدتها مدينة بن قردان بتونس.

وأشار المتحدث، في سياق متصل، إلى الجهود التي بذلتها الجزائر لأجل لم شمل الفرقاء الليبيين واستضافتهم بالجزائر وتمكينهم من الحوار المباشر، عكس البلدان التي استضافت جولات الحوار والتي كانت تتم عن طريق الوسطاء، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة إلى ليبيا تعبر عن دعم الجزائر لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، الذي كانت أول زيارة له إلى الجزائر، قائلا: "زيارتي إلى ليبيا واجتماعاتي بالمسؤولين لم تكن داخل قواعد عسكرية"، مشيرا إلى إشرافه على فتح السفارة الجزائرية بطرابلس بعد 4 سنوات من الغلق، وأعلن افتتاحها خلال الأسابيع المقبلة بعد استكمال الأشغال بها، وقال إن التنسيق الأمني يبقى قائما بين البلدين لاسيما على مستوى المناطق الحدودية.

 

لا خلاف بيننا وبين الرياض أو واشنطن وهما أهم حليفين للجزائر !!

وفيما يتعلق بالأنباء حول وجود تحالف أمريكي سعودي ضد الجزائر، نفى الوزير وجود ذلك، وأكد أن الجزائر لديها علاقات حسنة مع السعودية وأمريكا وهما حليفان استراتيجيان، كما ذكر المتحدث بأن الجزائر ليست لها عداوة مع أي بلد ومستقلة في مواقفها، لاسيما وأن والشعب الجزائري الذي دفع بمليون ونصف مليون شهيد وأكثر من 200 ألف قتيل في محاربة الإرهاب، اختار طريق السلم والمصالحة، مؤكدا أن الجزائر ليست في صراع جيواستراتيجي أو تنافس مع السعودية أو غيرها من الدول، وما يهم هو الجبهة الداخلية والعمل على تقويتها، وأن يكون الجزائريون فخورين بانتمائهم إلى هذا الوطن وقيادة حكيمة تعرف إلى أين تقود البلد فلن نخاف من أي أحد.

خالد. ش

من نفس القسم الوطن