دولي

خيارات حماس والحصار

القلم الفلسطيني

 

في مهرجان جماهيري، نظمته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة الخميس الموافق 28/4/2016، كان أهم ما جاء فيه تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، الذي تحدث بلهجة قوية حول حصار غزة، محذراً الاحتلال الإسرائيلي من إساءة تفسير صبر حركته في غزة، إذا استمر الحصار، فحماس لا تقبل أن يبقى الشعب الفلسطيني في دائرة المعاناة، قائلا:" للصبر حدود، لا تضيّقوا الخناق على غزة ". أما التصريح الثاني، وكان واضحاً وضوح الشمس، وهو تصريح لكتائب القسام جاء فيه: رفع الحصار أو الانفجار. ما هي دوافع هذه التصريحات في هذا التوقيت؟ وما هي الخيارات لو لم يستجب العالم لنداء رفع الحصار؟ مضت عشر سنوات، وما زال الحصار على قطاع غزة، موت بطيء يستهدف الفلسطينيين، تقارير أممية تحذر من كارثة إنسانية، معابر مغلقة، بطالة مستشريه، فقر مدقع، تقابله دبلوماسية نشطة من أجل رفعه أو تخفيفه. لكن، للأسف كان يصطدم في كل مرة بحائط صخري رافض رفع الحصار، وهذا الحائط متغير، فتارة يكون فلسطينياً، وتارة أخرى عربياً، وتارة اسرائيلياً، وأحياناً دولياً، حتى باتت تشعر غزة أن العالم كله يحاصرها لكسر إرادتها، فللحصار هدف واحد ووحيد، هو تدجين الشعب الفلسطيني، لكي يكفر بالمقاومة ومن يمثلها. بعد كل ما سبق، ماذا ينتظر العالم من أكثر المناطق كثافة سكانية؟ بالتأكيد سيكون الانفجار. ولكن، هل من الضروري أن يكون الانفجار باتجاه حرب تنطلق من قطاع غزة؟ وما هي الخيارات لو لم يستجب العالم لنداء رفع الحصار؟ للإجابة على التساؤل السابق، واستشراف الخيارات، لابد من حصر الأشكال الممكنة للانفجار: الانفجار السلمي باتجاه الحدود، خروج عشرات الألوف من الأطفال والنساء والرجال للحدود مع الاحتلال للمطالبة برفع الحصار. انفجار سياسي دبلوماسي من خلال القيام باعتصامات وإضرابات وإرسال رسائل دبلوماسية للعواصم المؤثرة.  انفجار عسكري ينطلق من غزة. وهذا سيجر إلى حربٍ، أعتقد أن المقاومة تدرك جيداً خطورة الخطوة، وعليه، يعد الإقدام عليها من دون أن تكون الحسابات دقيقة، انتحاراً سياسياً، إلا أن ثقة شعبنا بمقاومته تجعله مطمئناً تجاه خطواته المحتملة. انفجار عسكري خارج قطاع غزة، ويأخذ عدة أشكال: ممكن يكون زيادة وتيرة التصعيد للانتفاضة في الضفة والقدس ودخول فصائل المقاومة على خط العمل المنظم أو استئناف العمليات الاستشهادية في داخل فلسطين المحتلة، أو غيرها من أشكال المقاومة.  قد يكون الانفجار المقصود ذو هدف تحريكي إعلامي فقط للفت الانتباه لما يجري في قطاع غزة. قد يكون حديث الانفجار للفت الانتباه لشيء سار قد يقدم خلال أيام متعلق بمسار المفاوضات التركية الإسرائيلية أو العكس جاء نتيجة أن المفاوضات فشلت بسبب فيتو محلي أو اقليمي أو دولي على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه قطاع غزة، والعمل على رفع الحصار الجائر نهائياً، فهذا الحصار يخالف كل القوانين والأعراف الدولية. وانفجار قطاع غزة لا يخدم الاستقرار، وبقاء الحصار سيكون وصمة عار في جبين الإنسانية، كونه أحد أشكال العقاب الجماعي.

 

حسام الدجني 

من نفس القسم دولي