الوطن

الحريات النقابية في تدهور وأغلب العمال في الجزائر يعيشون "تقشفا إجباريا"

النقابات تبدي رفضها لمشروع قانون العمل وتؤكد بمناسبة عيد الشغل:

 

صادق دزيري: الحكومة لا تعترف بالنقابات المستقلة كشريك لها

عبد الله بوخالفة: العقود الهشة أصبحت تمثل أكثر من ثلثيّ سوق العمل

 

احتفل أمس العمال الجزائريين بعيدهم العالمي الثاني في زمن التقشف أين تشهد وضعية العمال الاجتماعية تدهورا متواصلا، تجسد في تراجع القدرة الشرائية، بزيادة أسعار كل المواد الاستهلاكية وبقاء الأجور كما هي كما تؤكد النقابات المستقلة، التي اعتبرت أنه ليس فقط وضعية العمال الاجتماعية والاقتصادية شهدت تدهورا فالحريات النقابية هي الأخرى عرفت تراجع كبير هذه السنة مقارنة بالسنوات الفارطة وهي الوضعية التي ستتعقد أكثر حسب تعبير النقابات بعد المصادقة على مشروع قانون العمل هذا القانون الذي ترفضه أغلب التنظيمات العمالية بما أنها لم تشرك في مناقشته وبما أنه يكرس للعمل الهش ويقيد العمل النقابي.

أبدت أغلب النقابات المستقلة أمس استياءها من الوضعية التي وصل لها لعامل الجزائري بسبب ما يعرف بساسة التقشف مؤكدين أن العامل لم يكن يوما سببا في الحالة التي وصل إليها الاقتصاد الوطني بفعل تراجع أسعار النفط فلماذا يحمل المسؤولية بحرمانه من الزيادة في الأجور وتحسين وضعيته الاقتصادية بل الأكثر من ذلك فمنذ بداية 2016 دخل العامل الجزائري حسب تعبير النقابات في حرب مع "غلاء المعيشة" وارتفاع الأسعار الأمر الذي نسف بقدرته الشرائية أين أصبح أغلب العمال يعيشون على "الكريدي" كل هذا في كفة وتجاهل الحكومة لمطالب النقابات وأقصائها من المشاركة في لقاءات الحكومة مع الباترونا وكذا مساعيها لتكريس العمل الهش والحد م الحريات النقابية أكير من خلال مشروع قانون العمل في كفة اخري ما يعني أنه وبعد سنوات قليلة سيرجع سوق الشغل في الجزائر  لزمن العبودية ويتحول العامل الجزائري لمجرد عبد لدي رؤساء المؤسسات وأرباب العمل.

صادق دزيري: وضعية العمال في الحضيض والحكومة لا تعترف بالنقابات المستقلة كشريك لها

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري في أتصال هاتفي مع "الرائد" أن العامل الجزائري يطمع لان يكون أحسن مما هو عليه الأن مضيفا إقرار منصاب الشغل الغير قارة عن طريق العقود المؤقتة منذ 2006 تحول إلى هاجس بالنسبة للعمال وخلق هشاشة في قطاع لشغل بالجزائر أما عن الوضعية الاجتماعية للعمال قال  صادق دزيري أنه رغم الزيادة في الأجور الذي أستفاد منها العمال مند 2008 إلا أن القدرة الشرائية للعمال الجزائريين لا تزال في الحضيض بسبب غلاء المعيشة وما أزم الوضع أكثر هو سياسة التقشف التي طالت جيوب العمال حيث اثرت الزيادة في أسعار الكهرباء والبنزين وما أسفرت عنها من زيادة في أسعار كل المواد الاستهلاكية والخدمات على وضعية العامل وقدرته الشرائية أين أصبح بعص العمال يعيشون ظروف اجتماعية واقتصادية جد صعبة خاصة الفئات الهشة حيث تعيش هذه الفئة على "الدين"، وبالنسبة للحريات النقابية قال صادق دزيري أن هذه الأخيرة لا تزال غير مجسدة فالتعدد النقابي لا يزال مجرد حبر على ورق من حيث التمثيل خاصة على مستوي اجتماعات الحكومة التي لا تعترف سوي بالمركزية النقابية طرفا وشريكا لها، وهنا حذر صادق دزيري من مسودة مشروع قانون العمل الذي قال ان وزارة العمل لم تشركهم كنقابات مستقلة لا في أعدادها ولا في مناقشتها مضيفا في ذات السياق ا هذا القانون يحمل تقييدا واضح للحريات النقابية ويلغي الحق في الإضراب وهو المرفوض يضيف صادق دزيري بالنسبة للنقابات لأن الحق في الإضراب يكفله الدستور.

عبد الله بوخالفة: العقود الهشة أصبحت تمثل أكثر من ثلثيّ سوق العمل

من جهته اكد أمس رئيس النقابة المستقلة لعمال الكهرباء والغاز  عبد الله بوخالفة أن وضعية العامل في الجزائر السنوات الأخيرة تتجه من السيء إلى الأسوأ مضيفا أن مسير بجاية امس خير دليل أن العمال غير راضون عما يعيشوه من ظلم وفقر، واصح  بوخالفة أن المسيرة جاءت لمناهضة العمل الهش في الجزائر حيث قال ذات المتحدث ان العقود الهشة أصبحت تمثل أكثر من ثلثي سوق العمل مشيرا إلى أن أكثر من 60 بالمائة من عمال الكهرباء و الغاز على سبيل المثال هم من أصحاب العقود الهشة وهي العقود التي ستكرس أكثر ضمن قانون العمل الجديد حيث أوضح بوخالفة ان قانون العمل الذي تدرسه وزارة العمل والمركزية النقابية بعيدا عن مشاركة التنظيمات المستقلة يعد ضربة للعمل النقابي في الجزائر معتبرا أنه في الوقت الذي كان من المفروض تعزيز الحريات النقابية أكثر جاء هذا القانون ليحد منها ويجعل العامل رهينة لرب العمل، مؤكدا في السياق ذاته أن هذه المسيرة ليست هي الأخيرة والنضال مستمر لفضح كل التجاوزات التي تحدث على مستوي الإدارة وكذا لمناهضة هذا القانون الذي سيظلم العامل.

إلياس مرابط: هناك تدهور في الحريات النقابية والحوار الذي تروج له أغلب الوزرات مجرد أكذوبة

من جهته اكد رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية الياس مرابط أن العمال في الجزائر بصفة عامة والأطباء بصفة خاصة يعانون من تدهور في قدرتهم الشرائية ويعيشون ظروفا صعبة لم يكونوا هم السبب فيها وانما سياسات الحكومة الخاطئة مضيفا ان وضعية العمال الاجتماعية الاقتصادية تدهورا بطريقة مخيفة السنوات الفارطة رغم الزيادات التي شهدتها الأجور اخرها مراجعة المادة 87 من قانون العمل الا أن نسب التضخم المرتفعة وغلاء الأسعار أفرغ أي زيادة من محتواها وجعلها مجرد اجراء للترويج الإعلامي، من جانب اخر قال رابط أن العقود الهشة موجودة أيضا في قطاع الصحة فالألاف من الأطباء يعملون في المستشفيات بصيغة عقود ما قبل التشغيل، بعضهم في بداية العقد وبعضهم في نهاية العقد وسيحالون على البطالة، وهو الأمر المخزي فهل يعقل لطبيب درس أكثر من 12 سنة أن يعمل في اطار عقود مؤقتة واجرة لا تتعدي ال18 الف دينار وبشروط ظالمة، وحول الحريات النقابية قال مرابط ان هذه الأخيرة في الحضيض وان سبل الحوار والتشاور الذي تروج لها الوزرات الوصية مجرد أكذوبة وخير دليلي على ذلك الاضراب الذي دخل فيه الأطباء الشهر الجاري والذي اعتبرته الوصاية غير شرعي وعليه اقرت إجراءات تأديبية وخصم من أجور الأطباء دون حتي أن تفتح أبواب الحوار  وأضاف مرابط أن هذا الامر لن يخيف النقابة ولا الأطباء الذين سيستافون اليوم حركتهم الاحتجاجية.

س. زموش

من نفس القسم الوطن