دولي

توترٌ في الأقصى عقب سلسلة اقتحامات للمستوطنين ومنظمات دولية تندد

في اليوم السادس لـ "عيد الفصح" العبري

 

شهدت باحات المسجد الأقصى صباح أمس ، توتّراً كبيراً أعقب سلسلة من الاقتحامات الجماعية لعشرات المستوطنين وسط حماية أمنية مشدّدة من قبل الشرطة الإسرائيلية.

وذكر مسؤول الإعلام في "مديرية أوقاف القدس"، فراس الدبس، أن شرطة الاحتلال فتحت "باب المغاربة" للسماح باقتحام أكثر من مائة مستوطن يهودي لباحات المسجد الأقصى، وذلك في اليوم السادس لـ "عيد الفصح" العبري.

وأضاف الدبس بحسب وكالة "قدس برس" أن عناصر شرطية "إسرائيلية" رافقت المستوطنين خلال اقتحاماتهم للمسجد، والتي تخلّلها حلقات رقص وغناء وممارسات استفزازية عند "باب السلسلة". وأشار إلى أن الاحتلال فرض تشديدات على دخول المصلّين الفلسطينيين إلى المسجد في ساعات الصباح الأولى، ومنعت دخول الشبّان ممّن هم دون سن الثلاثين عاماً. ووفقاً لحرّاس الأقصى، فإن باحات المسجد شهدت توتّراً عقب محاولات مستوطنين تأدية طقوس تلمودية، حيث تصدّى لهم الحراس والمصلّون بالتكبير، ما أجبر شرطة الاحتلال على طرد ثلاثة منهم خارج أبواب المسجد الأقصى.  وكانت شرطة الاحتلال قد اعتدت على حرّاس المسجد الأقصى عقب تصدّيهم لاقتحامات المستوطنين خلال الفترة الصباحية أمس الأول، كما اعتقلت موظفي مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس باسم زغير والحارسين أحمد بدر ومهند الأنصاري، حيث أفرجت عن زغير وبدر شرط إبعادهما عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين، في حين أفرجت عن الأنصاري دون قيد أو شرط وفي هذا الصدد دعت أمس "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا"، "منظمة التعاون الإسلامي" وجامعة الدول العربية إلى تصعيد الجهود من أجل وقف جرائم الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى. وأكدت المنظمة، في بيان لها "أن هذه الجرائم وصلت مدى بعيدًا في تجريد المقدسي من مقومات البقاء في مدينته؛ فالاستيطان وهدم المنازل وسحب الهويات وإغلاق المؤسسات الإغاثية والاجتماعية مستمر دون أي رادع". وطالبت المنظمة، "أمين عام الأمم المتحدة بطرح جرائم الاحتلال في القدس وما يعده من مخططات لبناء الهيكل على مجلس الأمن؛ فكل الأدلة تشير إلى أن الاحتلال ماض في مخططات تهويد المسجد الأقصى، حسب قولها. وأشار بيان المنظمة، إلى أن "منظمات ما يسمى الهيكل مدعومةً من حكومة الاحتلال تستغل الأعياد اليهودية لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى وإقامة الصلوات التلمودية وتقديم القرابين". وذكرت أن "الأيام الثلاثة الماضية شهدت اقتحامات مكثفة رافقها رقص وصلوات ومحاولة تقديم قرابين بحماية كاملة من قوات الاحتلال، وأنه لدى اعتراض المصلين وحراس المسجد على هذه الانتهاكات تقوم قوات الاحتلال بالاعتداء عليهم بالضرب، ما أدى إلى إصابة العديد بجروح". وحذّرت المنظمة من أن "جرائم الاحتلال في حق المسجد الأقصى تتم في ظل صمت دولي وعربي وإسلامي؛ فالمؤسسة الرسمية في هذه المستويات لم تقم بما يلزم للجم الاحتلال ووقف اقتحامات المسجد المنظمة التي من شأنها إن استمرت تفجير حرب شاملة في المنطقة"، وفق البيان. من جهة أخرى أغلقت قوات الاحتلال، أمس ولليوم الثاني على التوالي، المنطقة الأثرية من سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة. ويتم إغلاق تلك المنطقة، لإعطاء المجال للمستوطنين للقدوم إلى البلدة، وأداء طقوس استفزازية فيها، تزامناً مع الأعياد اليهودية. وقال شهود عيان إن دوريات الاحتلال تواجدت صباح أمس بشكل مكثف في منطقة الأعمدة والمدرج الروماني، ومنعت المواطنين الفلسطينيين من التواجد والتجمهر، كما ضايقت أمس وفودا أجنبية وسائحين تواجدوا في المنطقة الأثرية. وكان عشرات المستوطنين نصبوا خياما في المنطقة المسعودية أمس الأول، ومكثوا في المنطقة يومين ثم غادروا فجر أمس بعد أن أقاموا حفلات صاخبة فيها، تحت حراسة عسكرية مشددة.  ويشار إلى أن أجزاء من سبسطية الأثرية والمسعودية تصنف ضمن منطقة (ج)، أي تخضع للسيطرة الصهيونية وفقا لاتفاقية أوسلو.

 

 

من نفس القسم دولي