الوطن

الجزائر تدشن مشاورات مع البلدان المنتجة للنفط لتجاوز فشل اجتماع الدوحة

لقاء أول مع وزير الطاقة الإماراتي يليه زيارة سلال لروسيا

 

رزيق: الحكومة تريد صناعة موقف موحد من خلال مشاورتها للضغط على إيران والسعودية! 

 

تجري الحكومة هذه الأيام مشاورات حثية مع منتجي النفط من اجل التوصل لاتفاق للمساهمة في اعادة توازن السوق النفطية في مستوى مقبول تحضيرا لاجتماع أخر قد يجمع منتجي النفط في جوان المقبل بعد فشل اجتماع الدوحة وقد دشنت الجزائر هذه المشاورات مع الإمارات العربية المتحدة خلال الزيارة التي قام بها وزير الطاقة الاماراتي للجزائر كما ستكون زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال لروسيا اليوم فرصة كذلك لمناقشة الوضع في الأسواق النفطية.

وتحاول الجزائر من خلالها مشاوراته هذه الخروج بموقف موحد مع عدد من البلدان الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الأوبك من أجل الضغط خلال الاجتماع المقبل والخروج بموقف يعيد لأسواق النفط عافيتها  وهو ما أكده الطرفان الجزائري والإماراتي لدي زيارة وزير الطاقة الإماراتي للجزائر اين أتفقا الطرفان خلال بحثهم لوضعية السوق النفطية على مواصلة التشاور للمساهمة في اعادة توازن السوق في مستوى مقبول، كما اتفقت الجزائر مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاق مبادرة لإقناع الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك وخارجها لخفض إنتاج النفط، بما أن الجزائر والإمارات متفقتان مبدئيا على مبدأ وضع حد لانهيار الأسعار"، بسبب أن  الالتزامات المالية للجزائر والإمارات في مجال تمويل مشاريع التنمية الضخمة، تفرض على البلدين التعاون والتنسيق لإقناع الدول المصدرة للنفط بالانضمام إلى هذا المسعي، من جهة اخري ستكون الزيارة المرتقبة للوزير الأول عبد لمالك سلال لروسيا اليوم فرصة أيضا لدراسة وضعية سوق النفط خاصة بعدما أبدت روسيا في وقت سابق نيتها في مواصلة المشاورات حتي بعد فشل اجتماع الدوحة حيث كان وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك قد أكد في نهاية اجتماع الدوحة أنّ  بلاده لم تغلق الباب أمام التوصل إلى اتفاق عالمي على تجميد مستويات الإنتاج رغم شعوره بخيبة الأمل لعدم أخذ قرار، وقال نوفاك إنه توجه إلى الدوحة متوقعا أن توقع كل الأطراف على الاتفاق لا أن تتناقش بخصوصه، وقال إن الاتفاق انهار لأن السعودية طالبت بمشاركة إيران وهو ما وصفه بالأمر “غير المعقول” لأن طهران غابت عن المحادثات، معتبرا أن إيران ليست السبب في فشل محادثات تثبيت الإنتاج.

رزيق: الجزائر تريد صناعة موقف موحد من خلال مشاورتها للضغط على إيران والسعودية 

وعن مدي جدوة هذه المشاورات بالنسبة للجزائر وأسواق النفط اكد أمس الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن كل المساعي التي تراعاه الجزائر لن تأتي بنتيجة بالنسبة للأسواق وقد راينا قبل سنتين يضيف رزيق مشاورات ولقاءات أوسع من ذلك دون جدوي مشيرا أن عدد من البلدان داخل وخارج منظمة الأوبك منها الجزائر يحاولون من خلال هذه اللقاءات والمشاورات الثنائية صناعة موقف موحد أكثر قومة من موقف اجتماع الدوحة هذه المرة للضغط على السعودية وليس ايران كون السعودية وحسب العديد من الأطراف هي من تسببت هذه المرة في فضل اجتماع الدوحة بسبب تعنتها وليس ايران، من جانب اخر قال رزيق أن هذه المشاورات ستطول بما أن المجتمعون في الدوحة المرة السابقة لم يحددوا تاريخا جديدا لاجتماع ثاني ما يعني ان أسواق النفط ستبقي على ما هي عليه مضيفا حتي وان تم التوصل لاتفاق بتثبيت أنتاج النفط فأن الأسعار لن ترتفع بمستوي كافي لإنقاذ اقتصادات الهشة للدول لان تخمة المعروض المجودة في السوق لن تزول قبل 6 اشهر على الأقل، بالمقابل ورغم هذا أكد رزيق أن هذه المشاورات التي بدأتها الجزائر هي مؤشر إيجابي سيسمح بتعزيز المواقف.

للإشارة فقد فشل ممثلو دول منتجة للنفط، خلال مشاوراتهم في الدوحة لبحث تجميد الانتاج بغية إنعاش الأسعار، في التوصل إلى اتفاق، بعدما كان وزراء مشاركون في المفاوضات، أعربوا، عن تأييدهم اقتراحاً لتجميد الانتاج بهدف إرساء الاستقرار في الأسواق ودعم الأسعار المتدنية بفعل فائض في العرض. وعقد اجتماع بعد نحو شهرين من اتفاق السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر على تجمد الانتاج عند مستويات جانفي، بشرط التزام المنتجين الكبار الآخرين، وأبرزهم إيران، بالأمر نفسه. إلاّ أنّ إيران، العائدة حديثاً إلى سوق النفط العالمية، بدت حاسمة في رفض أي تجميد لإنتاجها عند مستوى جانفي الماضي، بما سيعني بالنسبة إليها العودة إلى مستويات ما قبل رفع العقوبات الدّولية عنها. وكان انضمام إيران للاتفاق، شرطاً وضعته السعودية لالتزامها بالتجميد، وهو موقف كرّره ولي العهد السعودي في تصريحات صحافية وعلى الرغم من إعلان إيران بداية مشاركة ممثلها في "أوبك" باجتماع الدّوحة، عادت وأكّدت عدم حضورها بشكل كامل، الأمر الذي أفشل الاجتماع بسبب تعنت إيران والسعودية وتقرر عقد اجتماع أخر فهل ستتمكن هاتين الدوليتين من تجاوز خلافاتهمها في الاجتماعات المقبلة. 

س. زموش

من نفس القسم الوطن