الوطن

مختصون يؤكدون على أهمية الوعي في إرساء قواعد الأمن والسلم

في ندوة سلطت الضوء على الدور التاريخي للجهة الجنوبية في المحافظة على وحدة الوطن

 

ثمن مختصون أمنيون وخبراء وباحثون في أشغال ندوة وطنية نظمت، أمس، بولاية أدرار، تناولت مواضيع تتعلق بالأمن والسلم، الألغام والتفجيرات النووية والدور التاريخي للجهة الجنوبية للوطن في المحافظة على الوحدة الترابية للبلاد، الدور الذي قامت به الجهة الجنوبية للبلاد في إرساء عناصر السلم والأمن وتحصين الوحدة الوطنية، سواء في الفترة الاستعمارية أو في الوقت الراهن الذي تشهد فيه البلاد أوضاعا أمنية خطيرة بسبب التهديدات القادمة من دول الجوار.
وقدم الإعلامي ومدير مركز الرائد للدراسات الاستراتيجية، سليمان شنين، مداخلة في الموضوع سلط فيها الضوء على مسألة السلم والأمن، حيث أشار المتحدث إلى أبرز التهديدات التي تواجه الأمن في البلاد والتي ربطها بالدرجة الأولى بالهشاشة الأمنية التي تعيشها دول الجوار،التي وصلت لدرجة أن غابت فيها مؤسسات الدولة ومقوماتها كليبيا التي تعيش اليوم وضعا أمنيا خطيرا، أثر على استقرار المنطقة ككل، وأصبحت بوابة للجماعات الإرهابية.
ولم يكن الملف الليبي حسب المتحدث السبب الرئيسي في الوضع الأمني الحالي الذي تشهده منطقة الساحل والمغرب العربي، فالتحولات الإقليمية التي تتزامن مع تقديم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية، والذي لوحظ بداية وعي دولي حول الملف ودعم القوى الدولية لحق الصحراويين في تقرير المصير، قوبلت بتحرشات من الرباط، آخرها ما صدر منها تجاه البعثة الأممية المينورسو التي تم طردها، مخالفين الأعراف والمواثيق الدولية التي فوضت البعثة للوقوف على التجاوزات التي يوم بها المخزن تجاه الشعب الصحراوي. ورأى شنين بأن محاولة صناعة محور للأنظمة الملكية ضدّ الجمهوريات يكون السبب وراء هذه التحولات التي تعيشها المنطقة ككل.
وعرج المتحدث في سياق التطرق للوضع بالمنطقة، على مسألة الهجرة غير الشرعية التي أصبحت مسألة أمن قومي عند جميع الدول، خاصة الغربية التي تعرف منذ أشهر عديدة موجة نزوح عجلت بطرح القضية على مستويات كبرى لدى الدول الغربية.
ومن بين المقترحات التي تقدم بها الأستاذ سليمان شنين لتجاوز الوضع الأمين الراهن، ركز المتحدث على محورية المواطن وأهمية إشراكه في المنظومة الأمنية عبر سيادة دولة القانون والاهتمام بانشغالاته، كما أكد على أهمية تفعيل دور المجتمع المدني في مختلف القضايا. وأكد على أهمية إدانة الاستعمار الفرنسي عبر التركيز على جرائمه، وعرج بالمناسبة على التحرشات الفرنسية على الجزائر والتي قال بأنها لم تتوقف منذ فترة، وأن حملاتها الأخيرة تدخل ضمن سياساتها المقللة من شأن الجزائريين والإمعان في إهانتهم.
وفي سياق محاور الندوة، تم الحديث عن موضوع تطور عملية نزع الألغام التي زرعها المستعمر الفرنسي في الصحراء الكبرى، والتي لا تزال وحدات الجيش الوطني الشعبي تقوم بعمليات كبيرة في سبيل التخلص منها، رغم صعوبة المهمة. فقد أشار العقيد أحمد آدمي، بصفته ممثلا لوزارة الدفاع الوطني، إلى مساهمة أفراد الجيش الوطني الشعبي في نزع الألغام وتسليم الأراضي المطهّرة منذ بداية الاستقلال إلى يومنا هذا، وعرج المتحدث بلغة الأرقام للحديث عن تطور العملية التي تطمح المصالح المشرفة على العملية الانتهاء منها في المستقبل القريب، من خلال تدمير آخر لغم زرعه المستعمر الفرنسي فوق أرض الجزائر.
ومعروف أن عملية التطهير مرّت بمرحلتين، امتدت الأولى من 1963 إلى 1988، حيث شهدت نزع وتدمير 7.819.120 لغما، وإعادة تطهير، وتسليم أكثر من 50 ألف هكتار من الأراضي إلى السلطات المدنية، فيما تستمر المرحلة الثانية التي انطلت في 2004 إلى غاية الانتهاء من تدمير آخر لغم تركه المستعمر الفرنسي.
خولة. ب

من نفس القسم الوطن