الوطن

الإسلاميون يستثمرون في الجمود السياسي لأحزاب الموالاة لفرض تواجدها

من خلال ملتقيات ومؤتمرات حول الجبهة الاجتماعية ودعم فلسطين

 

تعيش الساحة الحزبية حالة من الفراغ السياسي غذاها غياب أكبر قادة أحزاب الموالاة، يتقدمهم عمار سعداني الغائب، وأحمد أويحيى المنشغل بالضربات التي يتلقاها من خصومه، في حين انتعشت بورصة الإسلاميين الذين باشروا نشاطات ميدانية مستغلين هذا الفراغ لفرض تواجدهم على مستوى القاعدة.
قررت الأحزاب الإسلامية التوجه نحو القاعدة الشعبية وفرض تواجدها داخليا وحتى خارجي، وهو الأمر الذي بادرت به حركة مجتمع السلم التي تخوض حاليا خرجات ماراطونية استهلتها بخرجات نحو ولايات الجنوب خلال الشهر الفارط وندوات داخلية وحتى خارجية, حيث احتضنت الملتقى المغاربي الذي شهد لأول مرة تواجد أحزاب من الموالاة في ضيافة حمس، ويشارك في الملتقى عدد من قيادات وممثلي الأحزاب الوسطية بدول المغرب العربي، كحزب العدالة والتنمية من المغرب، حركة النهضة من تونس، حزب العدالة والبناء من ليبيا، حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية من موريتانيا، إضافة إلى رؤساء وممثلين عن بعض الأحزاب الجزائرية ومنظمات المجتمع المدني، أفضى إلى إصدار ميثاق مبادئ للتعاون والتنسيق بين الأحزاب الوسطية المغاربية، يتضمن الرؤية والرسالة والأهداف وآليات وفضاءات التعاون، يتم اعتماده من قبل مؤسسات الأحزاب المعنية.
كما كانت الحركة قد نظمت فعاليات الملتقى المغاربي لكسر الحصار عن غزة ودعم انتفاضة القدس، الذي تنظمه الأمانة الوطنية لفلسطين والقضايا العادلة، والذي يسعى من خلاله المشاركون إلى تدارس الأوضاع في فلسطين والبحث عن السبل التي من خلالها يتم الإسهام في كسر الحصار عن غزة ودعم الانتفاضة في القدس، والعمل على تحرير فلسطين, إلى جانب عقد ندوات موضوعاتية حول التربية والفلاحة وغيرها من المواضيع.
يأتي هذا في وقت تواصل أحزاب الموالاة غيابها عن الساحة السياسية، يتقدمهم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الذي لم يظهر له أثر منذ تجمع القاعة البيضوية يوم 30 مارس القادم وما صاحب غيابه من تأويلات وانتقادات طالته بسبب صمته عن الحملة الفرنسية التي طالت الرئيس. بالمقابل، يتواجد الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي منشغلا بكواليس مؤتمره الذي يواجه العديد من العراقيل، في حين تسعى أحزاب الموالاة الأخرى للتغطية على هذا الغياب عبر تكثيف خرجاتها على غرار ما يقوم به رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، إلا أن هذا الحراك في نظر المراقبين لم يكن قويا للردّ على مبادرات المعارضة، وخاصة الأحزاب ذات التوجه الإسلامي التي تكثف من تواجدها مع المواطنين وتتفاعل عبر البيانات واللقاءات والمؤتمرات مع كل ما يحدث في الجبهة الاجتماعية داخليا وعربيا.
أمال. ط
 

من نفس القسم الوطن