الوطن

حمس ترافع للتداول على السلطة في ملتقى مغاربي للأحزاب الوسطية

بعد أن فشلت في توحيد المعارضة وقطب الإسلاميين توجهت إلى الخارج

 

 

جددت حركة مجتمع السلم، في البيان الختامي لأشغال الملتقى المغاربي للأحزاب الوسطية التي احتضنته الجزائر على مدار اليومين الماضيين، بمبادرة من حمس، التأكيد على أهمية التداول السلمي على السلطة، مجددة الدعوة إلى تعزيز وحماية الحريات وترسيخ الديموقراطية التي قيل بأنها لن تكون إلا عن طريق هذه الآلية، وكان الملتقى فرصة لتعود حمس للنشاط بعيدا عن قطب المعارضة سواء التنسيقية أو هيئة التشاور والمتابعة ولم تفوت الفرصة في دعوة حزب الأفلان وإعطاءه الكلمة وتبادل الرسائل المشتركة بينهما إضافة إلى ممثل وزارة الخارجية وكلها مؤشرات على مسارات قد تكون قيادة حمس تتوجه نحوها دون الإعلان عنها.

ويرى المراقبون بأن المؤتمر الثاني للمعارض الذي عقد قبل أسابيع كان بداية النهاية لهؤلاء خاصة وأن حمس تعاني داخليا وخارجيا بعد أن فشلت قيادتها في توحيد البيت الداخلي للحركة الذي يعاني من الاختلافات وكذا الفشل في التوصل لقطب جامع للتيار الإسلامي في الجزائر، حيث يعتبر هذا التوجه نحو استقطابات خارجية فرصة لتموقع حمس داخل أروقة السلطة بالنظر للتهديدات الإقليمة التي تحيط بالبلاد ورسالتها في ذلك أنني" أملك أوراقا مؤثرة في الأإقليم يمكنها أن تدعم توجهي المعارض الذي قد يكون أقلق البعض داخل السلطة ".

وقد ترجم البيان الختامي هذه الرسائل حين عبر المشاركون على كون اللقاء قد جاء نظرا للتحولات والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها منطقتنا المغاربية وأمتنا الإسلامية، وأضاف هؤلاء يؤكدون على أنه بالنظر للتحديات المتنوعة والأزمات المتعددة التي تستوجب بذل الجهد للمحافظة على وحدة المنطقة، واعتبارا لأهمية حماية مكتسبات الدول الوطنية وتحسين صورة المشروع الوسطي الجامع للأمة، وما يتطلب من تكثيف للتنسيق والتشاور لدعم جهود التقارب والتكامل والوحدة، بادرت مجموعة من الأحزاب الوسطية إلى تنظيم ملتقى مغاربي يهدف إلى إيجاد إطار تنسيقي يهتم بفضاءات النقاش ودراسة أشكال التكامل السياسي والتنموي بالاعتماد على ما تتوفر عليه هذه الأحزاب من مرونة سياسية وحس وطني مسؤول وحرص على المصالح العليا للشعوب المغاربية، وضمن هذا المنظور جاء هذا الملتقى الذي حمل شعار" الفضاء المغاربي تكامل وتنمية "، حيث تناول فيه المشاركون بالبحث والنقاش مجموعة من الأوراق السياسية أبرزها واقع وآفاق التكامل المغاربي ودور الأحزاب والمنظمات فيه، التيارات الوسطية وإشكالية العنف والتطرف، بالإضافة إلى موضوع الأزمات الأمنية والإقليمة وأثرها على المنطقة، وكذا الأحزاب الوسطية المغاربية بين ممارسة السلطة والمعارضة، التجربة والدروس.

وبعد النقاش الجاد والمسؤول خلص المشاركون إلى إصدار التوصيات تمحورت حولاعتبار الملتقى إطارا سياسيا مفتوحا لكل الأحزاب الوسطية التي تتقاسم الرؤية حول تحقيق التكامل السياسي والتنموي في الفضاء المغاربي، تثمين المبادرات الرسمية والشعبية الهادفة إلى تحقيق التكامل والوحدة المغاربية.

وتم في هذا السياق دعوة الحكومات وحثها على تفعيل القرارات و الاتفاقيات المشتركة و البينية الهادفة إلى تحقيق التكامل السياسي و التنموي و تشجيع المبادرات الشعبية و المدنية الخادمة لذلك، وكذا إدانة كافة أشكال العنف و التطرف و الإقصاء و التمييز و بث ثقافة الكراهية من أي جهة أو تيار أو هيئة، وإشاعة ثقافة السلم و الحوار و المصالحة و التسامح و التوافق.

وتم أيضا التأكيد على أهمية  تعزيز و حماية الحريات و ترسيخ الديموقراطية و التداول السلمي على السلطة، وقبل ذلك الدعوة إلى تنقية الأجواء السياسية و رفع الحواجز المانعة للتواصل بين الشعوب المغاربية، كما رافع المشاركون لمسألة دعم ورشات النقاش المتخصص بين مختلف مكونات المجتمعات المغاربية و السعي إلى تشبيك العلاقات بين فئات الشباب و النساء و المنتخبين، وكذا تعزيز مكونات الهوية المغاربية في بعدها العربي و الإسلامي.

وأكد هؤلاء على أهمية تشجيع تبادل الخبرات و التجارب بين الأحزاب الوسطية المغاربية، من خلال إبرام بروتوكولات التعاون الثنائية و الجماعية بين الأحزاب الوسطية المغاربية.

هذا وقد أصدر المشاركون ميثاق مبادئ للتعاون و التنسيق بين الأحزاب الوسطية المغاربية يتضمن الرؤية و الرسالة و الأهداف و آليات و فضاءات التعاون يتم اعتماده من قبل مؤسسات الأحزاب المعنية، مع الحرص على اعتماد لقاء دوري سنوي للملتقى المغاربي في أحد دول الأعضاء.

يذكر أن اللقاء عرف مشاركة كل من حركة مجتمع السلم بالجزائر، حزب العدالة و التنمية بالمغرب، حركة النهضة بتونس، حزب تواصل الموريتاني، حزب العدالة و البناء ليبيا.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن