الوطن

ماذا بعد اجتماع الدوحة ؟!

آمال الجزائر تتلاشي بعد فشل مساعي تجميد إنتاج النفط

 

  • خبراء: الوضيعة المالية للجزائر ستتأزم... وعلى الحكومة دعم برامجها لمواجهة الأزمة
  • أسعار النفط تتأثر بنتيجة الاجتماع وتنخفص بنسبة 5 بالمائة في الأسواق الدولية 

 

لم ينجح منتجو النفط المجتمعون أمس الأول في الدوحة في التوصل لاتفاق يعيد لأسعار الذهب الأسود عافيتها بل بالعكس ففشل الاجتماع أثر على أسعار النفط في تعاملات أمس التي انخفضت بنسبة 5 بالمائة، لتتحطم أمال البلدان المنتجة ذات الاقتصادات الهشة التي تضررت من هذه الوضيعة على غرار الجزائر التي كانت تعول كثيرا على توصل الاجتماع لاتفاق ينتهي تهاوي الأسعار ما يعني أن الحكومة مطالبة الأن بذل المزيد من المجهودات وإلغاء أمكانية ارتفاع أسعار النفط من برامجها. 

عادت أسعار النفط إلى الهبوط في تعاملات أمس وذلك بعد فشل منتجيه في الاتفاق على تجميد مستويات إنتاج الخام خلال اجتماع الدوحة الذي طال انتظاره.  وانعكس فشل اجتماع الدوحة على أسواق النفط، إذ تراجع سعر النفط الخام الأمريكي بنسبة 4.91% ليصل إلى 38.38 دولار للبرميل، كما هبط سعر مزيج "برنت" العالمي بنسبة 4.57% ليصل إلى 41.13 دولار للبرميل.

وبخصوص اجتماع الدوحة أكد أمس الخبير الاقتصادي كمال رزيق لـ"الرائد" أن فشل الاجتماع كان متوقعا بسبب وجود توترات بين الرياض وطهران، خاصة وان هذه الأخيرة بدت حاسمة في رفض أي تجميد لإنتاجها عند مستوى جانفي بما أن ذلك يعني بالنسبة إليها العودة إلى مستويات ما قبل رفع العقوبات الدولية عنها، مضيفا أنه حتي وفي حالة نجح الاجتماع وخرج باتفاق لتثبيت الإنتاج فان ذلك كان  لن يكون له تأثير كبير على الأسواق والاسعار كون السوق العالمية تعاني تخمة في المعروض الذي يزيد عن الطلب بنحو مليوني برميل يوميا، ما يعني أن الرهان يبقي على زيادة الطلب كون التجميد لن يقلص معروض النفط، إلا أن الفشل يضيف رزيق يعني مزيد من الانخفاض في أسعار النفط الفترة المقبلة وهو ما بدا امس حيث انخفضت الأسعار بمجرد انتهاء الاجتماع بنسبة 5 بالمائة، من جانب اخر قال رزيق ان التوترات والحسابات الجيوسياسية بين ايران والسعودية ستجعل الفشل مصير باقي الاجتماعات المقبلة التي أُعلن عنها خلال الاجتماع فلا احد من البلدان المنتجة يرغب في تجميد أو تثبين انتجاه بل بالعكس مشيرا إلى ان المشاورات التي سيبدأها البلدان المنتجون لن يكون لها أي اثر على مستوي السوق مشيرا على ان الأسعار حتي وان ارتفعت فأنها لن تتعدي حدود الـ50 دولار وهذا لا يعني شيء بالنسبة للجزائر ووضعيتها المالية والاقتصادية المعقدة.

وفي هذا الصدد قال رزيق أنه على الحكومة أن لا  تترقب أي ارتفاع في أسعار النفط  على الأقل الستة أشهر المقبلة، خاصة وان الوضع الدولي ينذر ببدء حرب على الحصة السوقية بين كبار المنتجين، لاسيما بعد أن هددت الرياض بزيادة كبيرة في الإنتاج في حالة عدم التوصل إلى اتفاق وهو ما حدث، ونصح رزيق الحكومة بمواصلة الإجراءات التي اتخذتها لحماية الاقتصاد الوطني مشيرا حقيقية الوضيعة المالية للجزائر ستتأزم أكثر المرحلة المقبلة إلا ان الإمكانيات الصناعية والفلاحية والسياحية للجزائر تمكنها من تجاوز الأزمة إن تم استغلالها بطريقة فعالة.

يذكر أن 18 دولة من أعضاء منظمة "أوبك" وخارجها نمن بينهم الجزائر اجتمعت صباح يوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة لإقرار اتفاق كان قيد الإعداد منذ فيفري لتثبيت إنتاج الخام عند مستويات جانفي حتى أكتوبر لكن السعودية أكبر منتج في "أوبك" أبلغت الحاضرين أنها ترغب في مشاركة جميع أعضاء المنظمة في اتفاق التجميد بما في ذلك إيران التي غابت عن المحادثات. بينما أعلنت طهران رفضها تثبيت الإنتاج سعيا لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها وبعد ساعات من النقاش خرج وزير الطاقة القطري محمد السادة ليقول للصحفيين "خلصنا إلى حاجتنا جميعا للوقت من أجل مزيد من التشاور"، ما يعني فشل الاجتماع.

س. زموش

من نفس القسم الوطن