الوطن

أنظار الدول ذات الاقتصادات الهشة تتجه اليوم للدوحة والجزائر متفائلة؟

تكهنات المحللين تنحصر بين النظرة الإيجابية، الحذر والتشكك في فرص نجاح المجتمعين

  • 3 سيناريوهات محتملة لنهاية الاجتماع 

يشارك اليوم كبار منتجي النفط من منظمة الدول المصدرة للنفط وخارجها في اجتماع الدوحة لبحث سبل تثبيت الإنتاج في خطوة تهدف للتخفيف من زيادة المعروض والحد من النزيف المستمر للأسعار، وتعول الدول ذات الاقتصاد الهش والتي تضررت وضعيتها الاقتصادية بتهاوي أسعار النفط منها الجزائر على هذا الاجتماع كثيرا رغم أن فرص نجاحه ضئيلة حسب المؤشرات الأولية. 

تسود اليوم حالة من الترقب قبيل اجتماع الدوحة وهو الاجتماع الذي سبقته تصريحات رسمية وتكهنات للمحللين تراوحت بين النظرة الإيجابية والحذر وحتى التشكك في فرص نجاح الاجتماع وأن تكون مخرجاته قادرة على تحقيق النتائج المأمولة منه لإعادة التوازن واستقرار الأسواق، 

وتشارك الجزائر في هذا الاجتماع بتفاؤل كبير عكسته تصريحات وزير الطاقة صالح خبري منذ أيام والذي أكد أن اجتماع الدوحة سيكون حاسما لتحسين أسعار النفط، متوقعا أن تستقر الأسعار حول 40 دولارا للبرميل، عبر الاتفاق على تجميد الإنتاج عند مستويات جانفي الماضي، واعتبره خطوة ضرورية لتعافي أسعار النفط تدريجيا. إلا ان المؤشرات المحيطة منها رفض إيران المشاركة في الاجتماع واشتراطها عودة أنتاجها إلى ما قبل العقوبات قبل حديث عن أية مساعي لتجميد أنتاج النفط يقلل من فرص نجاح هذا اللقاء في التوصل لاتفاق تثبيت كفيل برفع الأسعار فوق مستوى 40 دولارا للبرميل.

 

تكهنات المحللين بين التفاؤل، الحذر والتشكيك في فرص نجاح الاجتماع

من جهتهم رجح خبراء دوليون أن اتفاقا لهذه الدول على تثبيت الإنتاج من شأنه أن يضع حدا لهبوط الأسعار المتواصل منذ عامين، في حين حذر خبراء من أن فشل الاجتماع سيؤدي إلى انهيار جديد للأسعار وذهب "بنك أوف أميركا ميريل لينش" إلى أن من شأن الاتفاق أن يعيد التوازن إلى سوق النفط العالمي، وبالتالي المضي قدما برفع الأسعار لتقفز قريبا فوق خمسين دولارا للبرميل وأضاف البنك أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حاسم بالدوحة فإن أسعار مزيج برنت العالمي ربما تهبط دون أربعين دولارا للبرميل في المدى القريب جدا. كما حذر من أنه وفي حال فشل الاجتماع ولجأت السعودية -أكبر مصدر للنفط-إلى زيادة إنتاجها ردا على عودة إيران إلى السوق فإن أسعار مزيج برنت ربما تتراجع إلى ما بين ثلاثين و35 دولارا للبرميل. من جهتهم قال خبراء أخرون إن الانطباع العام يؤكد أنه سيتم الاتفاق في الدوحة على تجميد الإنتاج عند مستوى جانفي الماضي، مرجحين أن يمنح ذلك الأسعار دفعا إضافيا على المدى القصير. في حين أن، المنظمة الدولية للطاقة حذرت من الإفراط في التوقعات من الاجتماع، معتبرة أن الموقف الإيراني لن يكون المشكلة الوحيدة، لأن قدرة إيران على زيادة إنتاجها في 2016 تقتصر على نحو ثلاثمئة ألف برميل يوميا وأن التحدي الأساسي بالنسبة للمنتجين هو إذا كانت روسيا -أكبر منتج للنفط خارج أوبك-ستثبت إنتاجها.

3 سيناريوهات محتملة لنهاية اجتماع الدوحة 

ووضع الخبراء 3 سيناريوهات محتملة لنهاية اجتماع الدوحة الذي يعد حسب الكثير من المحللين أخر فرصة أمام المنتجين لأنقاض سوق النفط وتمثل السيناريو الأول حسب الخبراء  في اتفاق كل الدول المجتمعة على الالتزام بسقف إنتاج جانفي الماضي، وفي هذه الحالة سترفع مستويات الأسعار نسبيا في السنة الجارية إلى حدود 50 دولارا، على ان لا تتجاوز هذه النسب بسبب معطيات السوق الحالي والتخمة الموجودة في المعروض العالمي والتي لا يمكن امتصاصها في فترة وجيزة، أما السيناريو الثاني فيتمثل في  في تعنت إيران في موقفها الرافض لتسقيف الإنتاج واتفاق بقية المنتجين، وفي هذه الحالة من المتوقع أن تستقر الأسعار عند معدل 40 إلى 45 دولارا خلال هذه السنة، مع احتمال مراجعة إيران نفسها وتغيير موقفها، في حين هناك سيناريو ثالث هو الأسوأ على الإطلاق يتمثل في عدم الخروج بأية اتفاق يقضي يتسقيف الإنتاج بل بالعكس تأثير الموقف الإيراني على عدد من البلدان على غرار السعودية ودفعهم لزيادة انتاجهم وهو الأمر الذي من شأنه دفع الأسعار لما دون الـ 30 دولار.

الاجتماع لن يكون في صالح الجزائر بأي حال من الأحوال 

من جهتهم أكد الخبراء الاقتصاديون في الجزائر أن اجتماع الدوحة لن يكون في صالح الجزائر وباقي الدول المنتجة للنفط كون هذا الأخير سيغلب عليه طابع الحسابات الجيو سياسية بين عدد من البلدان  الأمر الذي سيؤثر على رغبة بعض الدول في تجميد الإنتاج من أجل تعافي الأسعار خاصة في ظل تعنت إيران ورفضها المشاركة في الاجتماع وهو الامر الذي جعل فرص نجاح هذا اللقاء حسب الخبراء في الجزائر  ضئيلة وعليه أكد الخبراء أن الجزائر مطالبة بعدم التعويل كثيرا على هذا الاجتماع ومواصلة برامجها واستراتيجيتها التي سطرتها من أجل تجاوز الازمة كون أنه حتي وأن ارتفعت أسعار النفط بعد اجتماع الدوحة اليوم  إلى 40 دولار أو 45 دولار للبرميل إلا أن هذا لن يعيد للاقتصاد عافيته معناه أن الحكومة مطالبة بمواصلة العمل من أجل التخلص من التبعية للمحروقات ومواصلة تقليص فاتورة الاستيراد وتشجيع الاستثمار واستقطاب الأموال المتداولة في الأسواق الموازية وترشيد النفقات وتشجيع عدد من القطاعات على غرار الفلاحة، الصناعة والسياحة وتفعيل كل السياسات التي اتخذتها بعد انهيار أسعار النفط حتي وإن تعافت هذه الأسعار.

أسعار النفط تنخفض عشية الاجتماع 

هذا وقد عرفت أسعار النفط عشية اجتماع الدوحة انخفاضا وسط تعاملات هزيلة، في وقت قال محللون أن اجتماع منتجي النفط في الدوحة اليوم لن يساهم كثيراً في التخلص من تخمة المعروض العالمي سريعاً، وإن كان ذلك يضع حداً لهبوط السوق، وأفاد متعاملون بأنهم يعزفون عن تكوين مراكز جديدة قبل وبعد الاجتماع، وبلغ سعر خام «برنت» مساء أمس الأول في العقود الآجلة 42.94 دولار للبرميل بانخفاض 90 سنتاً عن سعره عند التسوية السابقة. ونزل الخام الأميركي 85 سنتاً إلى 40.65 دولار للبرميل. ورأى «بنك باركليز» أن اجتماع الدوحة لا يغير موازين سوق النفط في شكل ملحوظ. واستبعد أن تخفض السعودية إنتاجها وتقبل بزيادات كبيرة في الإنتاج من منتجين آخرين. ورأى أن اتفاقاً شاملاً بين المشاركين قد يساهم في بناء الثقة بين منتجي النفط والتمهيد لخفض الإنتاج مستقبلاً.

س. زموش

من نفس القسم الوطن