دولي

نتنياهو وجنون العظمة

القلم الفلسطيني

 

بات من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي قد انتقل اليوم من جنون الإرهاب واستباحة الدماء وطمس المقدسات وتهويد القدس والضفة الغربية ومواصلة تهديد مصير المسجد الأقصى، قد انتقل من جنون كل ذلك إلى جنون العظمة، وقد انتقل من جنون الإفساد والقهر والتسلط إلى جنون الغرور، ومن جنون الاعتقالات والمطاردات الأمنية وأحكام الطوارئ وسن القوانين العنصرية إلى جنون كبت الناس وإغلاق أفواههم والحجر على عقولهم وتكسير أقلامهم وحرمانهم من حرية التعبير. والنموذج الرديء الصارخ الذي بات يقوم به الاحتلال الإسرائيلي كمثال على كل ما قلت هو إصرار الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة فرض سيادته الباطلة على المسجد الأقصى وإصراره على مواصلة اعتداءاته الدائمة عليه فوق الأرض وتحت الأرض وعلى الحجر والبشر فيه صباح مساء، ومواصلة إلغائه لدور هيئة الأوقاف الإسلامية والادعاء أنها لا تملك إلا حق (الإدارة الدينية) فيه بمعنى تنظيم شؤون الصلاة والأذان والوضوء والإمامة وخطب الجمعة فقط. وفي نفس الوقت مواصلة الادعاء أن( الإدارة الأمنية) للاحتلال الإسرائيلي وحده فهو الذي يملك الحق الوحيد - وفق إدعائه الباطل - بنشر جنود احتلاله وشرطته الاحتلالية على كل أبواب المسجد الأقصى ، ويملك - وفق هذا الادعاء الباطل- وحده أن يدخل من يشاء إلى المسجد الأقصى ، وأن يبعد من يشاء عن المسجد الأقصى، وأن يضرب من يشاء في المسجد الأقصى وأن يسب الذات الإلهية ويشتم الرسول عليه الصلاة والسلام ويركل القرآن بقدميه ويخلع الحجاب عن بعض المسلمات ويشد البعض من شعورهن ويؤذي البعض منهن بكلمات سافلة هابطة حقيرة ، وأن يواصل في نفس الوقت اعتقال من يشاء من الرجال والشباب والأطفال بادعاء ان هذا مرابط ، وهذا معتكف ، وهذا يواصل شد الرحال يوميا إلى المسجد الأقصى ، وهذا يواصل تنظيم الحافلات يوميا أو كل ليلة جمعة أو ليلة سبت إلى المسجد الأقصى ، وهذا يواصل تصوير اقتحامات صعاليك الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وهذا يواصل الجلوس على مصاطب المسجد الأقصى وقراءة القرآن أو إلقاء الدروس أو التحلق مع سائر المصلين عليها. وأن يواصل هذا الاحتلال الإسرائيلي في نفس الوقت التصريح علانية والعمل بقوة السلاح جهارا على فرض تقسيم زماني، ثم تقسيم مكاني على المسجد الأقصى، ثم بناء هيكل خرافي على أنقاض قبة الصخرة التي تقع في مركز المسجد الأقصى متوهما انه سينجح في تحقيق كل ذلك، لقد دفع جنون العظمة وجنون الغرور وجنون كبت الناس الاحتلال الإسرائيلي أن يواصل ارتكاب كل تلك الجرائم طوال الوقت بصلف ما بعده صلف، وفي نفس الوقت دفعه هذا الجنون بكل مركباته الحمقاء أن يواصل رجم كل من يواصل منا الدفاع عن المسجد الأقصى ( بالإرهاب)، ورجم كل من يواصل منا فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة في المسجد الاقصى( بالتطرف) ورجم كل من يواصل منا الوقوف بخاصة في وجه صعاليك الاحتلال الإسرائيلي الذين يقتحمون الأقصى ( بالتحريض)، ورجم كل من يكشف عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الحفريات في المسجد الأقصى ( بتوتير الأجواء) ، ورجم كل من يواصل التحذير من تصريحات نتنياهو وزبانيته التي تتعلق بالمسجد الأقصى ( بتأجيج المشاعر ) في القدس والمسجد الأقصى المباركين، وكأن هذا الجنون بكل مركباته الذي تغلغل في الاحتلال الإسرائيلي حتى النخاع بات يدفع الاحتلال الإسرائيلي أن يواصل ارتكاب كل تلك الجرائم متحديا بذلك كل الشعب الفلسطيني والأمة المسلمة والعالم العربي والضمير الإنساني، وبات يدفعه أن يفرض علينا الصمت المطبق والمطلق والأبدي على كل جرائمه.*بل لعل هذا الجنون بكل مركباته بات يدفعه أن ينتظر منا أن نهتف باسمه مرددين : عاش الاحتلال الإسرائيلي ، وعاشت جرائم الاحتلال الإسرائيلي ، وعاش الإرهاب الإسرائيلي ، وعاش التطرف والتحريض والعنصرية الإسرائيلية ، وعاش تهويد القدس والضفة الغربية ، وعاشت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على المسجد الأقصى وعلينا في المسجد الأقصى ، وعاش تنفيذ حكم الإعدام الميداني الذي بات ينفذه فينا الاحتلال الإسرائيلي حرقا أو خنقا أو رميا بالرصاص في القدس والمسجد الأقصى المباركين وغزة العزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني (48) ، بل لعل هذا الجنون بكل مركباته بات يدفعه أن ينتظر منا أن نوزع باقات الأزهار على جنود احتلاله الذين لا يزالون يطلقون علينا الرصاص، وأن نقدم دروع التقدير الفضية إلى سائقي جرافاته الذين لا يزالون يهدمون بيوتنا في القدس المباركة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني(48) وأن نوزع الجوائز الثمينة على حاخاماته الإرهابيين الذين لايزالون يفتون بوجوب قتلنا وترحيلنا عن أرضنا إلى الشتات والمستقبل المجهول ، وأن نوزع( الشوكولاطة) واللعب والعصائر والفطائر والمناقيش  والمعجنات على صعاليكه خلال اقتحامهم اليومي للمسجد الأقصى ستبقى الحركة الإسلامية باقية ونامية بعد حظرها كما كانت قبل حظرها ، وسيبقى منصب رئاسة الحركة الإسلامية واضحا وصادحا بعد حظر الحركة الإسلامية كما كان قبل حظرها   ولكن سلفا وبناء على ما ذكرت أعلاه أقول: هيهات هيهات أن نعطي الدنية في أي موقف من مواقفنا بكل أبعادها وامتداداتها  الفلسطينية والإسلامية والعروبية بسبب أي ضغط من الاحتلال الإسرائيلي أو من قياداته سواء كان نتنياهو أو أي واحد من زبانيته .

 

الشيخ رائد صلاح

من نفس القسم دولي