الوطن

ملك السعودية والرئيس الإيراني وجها لوجه

رغم تدني سقف التوقعات في قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تنطلق اليوم بإسنطبول

 

  • قمة قياسية في مستوى التمثيل

 

تنطلق اليوم أشغال قمة التعاون الإسلامي الثالثة عشرة بإسطنبول، التي اعتبرها الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدني، بأنها تاريخية من حيث التمثيل، إذ من المتوقع أن يحضر أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى رؤساء البرلمانات ووزراء خارجية. وأثار مشروع البيان الختامي ردود فعل من خارج قاعة المؤتمرات، خاصة فيما تعلق بالقضايا الإسلامية الكثيرة. وكان إعلان الرئيس الإيراني المشاركة في القمة قد أثر على مجريات أشغال القمة، خاصة أن مشروع البيان رافع عن المطالب السعودية، ولا يستبعد مراقبون أن يكون أردوغان قد تدخل من أجل التوصل إلى توافقات بين الدول الأعضاء، وهو ما أكده الوفد السعودي الذي حرص على أنهم يسعون إلى التوافق، وقد ساهم هذا الموقف في الضغط على مصر من أجل رفع مشاركتها عبر وزير الخارجية، خاصة أنها البلد الذي يفترض أن يسلم رئاسة المنظمة إلى الأتراك، واتجهت الإمارات إلى نفس الموقف من خلال تخفيض مشاركتها مشترطة تطبيع علاقاتها مع أنقرة يمر عبر إعادة العلاقة بين تركيا ومصر.

ومن المتوقع أن تكون قاعة المؤتمرات اليوم فضاء للتعبير عن المواقف، وينظر الجميع إلى ما يمكن أن تقدمه تركيا في إعادة الحوار السعودي الإيراني، رغم صعوبته في المرحلة الحالية، إلا أن وجود قادة الدولتين في قاعة واحدة بعد كل الحروب الدبلوماسية والإعلامية وحتى الميدانية بين البلدين، يعد في حد ذاته إنجازا يحسب للأتراك، ورغم أن القمة لا تختلف عن سابقاتها، إلا أن توقيتها ومستوى التمثيل فيها قد يضفي على منظمة التعاون أعباء جديدة وهي مطالبة، كما قال أمينها العام، بأن تقدم رسالة أنها في حالة جيدة وقادرة على تقديم حلول لمختلف الأزمات الراهنة، رغم أنه عجز عن تفسير تأخر دعم المنظمة وعدم التزامها بمساعدة صمود المقدسيين في مواجهة مخططات التهويد، ويؤاخذ على المنظمة كغيرها أنها تكتفي بإصدار البيانات دون أي تحرك عملي في أي قضية.

وعن موقف المنظمة إزاء الأزمة السورية وغياب دور فاعل لوقف المأساة، قال أمين عام المنظمة أنهم حرصوا منذ البداية على متابعة المطالب السلمية وأنها كانت تتواصل مع النظام قبل أن يتطور الوضع وتجمد عضوية سوريا. وأعرب عن تأييد المنظمة لمبادرة جنيف واحد، وأن الموقف الآن أنه لا موقع للأسد في أي حل سوري قادم. كما عبر إياد مدني عن موقع المنظمة من ظاهرة الإرهاب، وأن رهانها قائم على استيعاب الشباب بدل إبقائها للجماعات الإرهابية التي فسر انتماءهم لها لأسباب متعددة. وأشار إلى جماعة بوكو حرام في الساحل الشرقي الإفريقي، حيث قام بزيارة معاينة وخلص إلى أن البطالة والتهميش هي عوامل التحاقهم بالجماعات، وقال أن الحل لا يجب أن يكون أمنيا وعسكريا فقط ولكن بإعادة الأمل ومنح الثقة للشباب. وقال أن القمة ستنشغل بمسألة التطرف والإرهاب وأن تترجمه في برامج.

أما عن دور المنظمة في شمال إفريقيا وموقعها من المشهد الليبي وغياب مبادراتها، أقر الأمين العام بغياب منظمته في الملف الليبي، ولكنها حضرت في تحقيق المصالحة في شمال مالي، وكان لها دور في الصومال وتحقيق المصالحة بين أوغندا والصومال. وقال أن منظمته دعمت دور المجتمع الدولي في ليبيا وأيدت اتفاق الصخيرات وأنها على تواصل مع القادة الليبيين، واعتبر أن السلاح يعد أحد مصادر القلق من الجميع بما فيها دول الجوار.

ولم تحظ القمة بحضور مكثف للصحافيين باستثناء الصحافة المرافقة للوفود الرسمية، كما لوحظ غياب كلي للمعلومات باستثناء ندوة صحفية واحدة للأمين العام للمنظمة، ولم يستوعب المشاركون في القمة التجاذبات القائمة والتي تدور خارج أسوار القاعة، وواضح أنها تدار من قوى فاعلة.

تركيا: سليمان شنين

من نفس القسم الوطن