دولي

فعاليات "معبد الهيكل".. الطريق إلى تهويد الأقصى

ستقام هذه السنة قبالة المسجد الأقصى

 

يعكف ما يسمى "معهد الهيكل" الصهيوني بالتعاون والتنسيق مع ما يسمى "الائتلاف من أجل الهيكل" المزعوم، على إخراج فعاليات ونشاطات إلى حيز التنفيذ في الأيام القريبة، والترويج لها، من خلال إعلانات تدعو للمشاركة والتبرع لتنظيم مراسيم التدريب الافتراضي على "تقديم قرابين الفصح العبري في المسجد الأقصى أو على أنقاضه".

وقال المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى في تقرير له إن إحدى الدعوات اعتبرت التبرع لمعهد الهيكل بمثابة تنفيذ للوصايا والشعائر التوراتية، بادعاء أن المعهد يعمل على إعداد كافة الأدوات والتجهيزات اللازمة لإقامة "الهيكل الثالث" -المزعوم -على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وحثت على التبرع بعملة نصف شاقل التوراتية -تعادل اليوم 39 شاقل وفق تقديرهم -لجمع مبلغ 25 ألف شاقل. تدريبات افتراضية في حين تقدمت منظمة "نساء من أجل الهيكل" خطوة إلى الأمام في تعليقها على إعلان التبرع في صفحتها على "الفيسبوك"، وتوقعت أن العام الحالي سيكون الأخير الذي تجري فيه تدريبات افتراضية، قائلة: "سنحتفي معا في العام القادم بتقديم القرابين واقعاً وحقيقة في مكانها" تقصد المسجد الأقصى. ويشير الإعلان إلى أن فعالية التدريب على تقديم القرابين ستقام الاثنين 18 أفريل الحالي في مستوطنة "بيت أوروت" على جبل الطور/الزيتون قبالة المسجد الأقصى، من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى السابعة مساءً، ويتقدم المشاركين "راب" مدينة القدس "أرييه شطيرن" و"راب" مدينة صفد "شموئيل ألياهو"، بالإضافة إلى العديد من الربانيم من مستوطنات القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة، عدا عن مشاركة عضو الكنيست "ميكي زهر" -حزب الليكود -وعضو البلدية العبرية في القدس "أرييه كنج". يشار هنا إلى أن فعالية التدرب على تقديم قرابين الفصح العبري، بدأت تتحول في السنين الأخيرة من فعالية متواضعة يشارك فيها أفراد في مواقع بعيدة عن القدس القديمة والمسجد الأقصى، إلى فعالية تقترب أكثر فأكثر إلى المسجد الأقصى، ويشارك فيها المئات وسط تغطية إعلامية "إسرائيلية" كبيرة. ففي الأعوام الماضية شارك العشرات فقط في هذه الفعالية التي كانت تقام في أحياء غربي القدس المحتلة، أما في العام الماضي، فأقيمت في حي "كريات موشيه" وسط القدس المحتلة بمشاركة نحو ألف مشارك، في حين توجهت الدعوة هذا العام لإقامة الفعالية على بعد مئات الأمتار من المسجد الأقصى، في موقع مطلّ عليه ويكشف صحن قبة الصخرة. وقد علق العديد من المدونين من أتباع منظمات الهيكل على صفحات التواصل الاجتماعي، حول هذا النشاط ومكانه، "أننا رويدا رويدا نقترب من الوقت والموقع الحقيقي لتقديم قرابين الفصح العبري".

إلى ذلك تلقى رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو وأذرعه الأمنية، دعوات لتوفير الترتيبات اللازمة لتقديم قرابين الفصح العبري في المسجد الأقصى يوم الجمعة القادم 22 أفريل الحالي. بينما دعت منظمات متفرقة إلى تنظيم مراسيم مشابهة في القدس القديمة في حي الشرف – الذي هدمه الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وأقام على أنقاضه حي استيطاني يطلق عليه اسم "الحي اليهودي" - يوم الاثنين المقبل، تسبقه مسيرة وشعائر حول "المحصول المقدس"، من عدة مناطق في الداخل نحو القدس، تبدأ يوم الأحد وتنتهي صباح الاثنين بصلوات قرب المسجد الأقصى، ثم دعوات لاقتحام جماعي وتقديم القرابين في المسجد، وفي حال عدم التمكن من ذلك فستتم المراسيم في حي الشرف كما ذكر.   وفي سياق متصل دعا "معهد الهيكل" للمشاركة الفاعلة في معرض حول أدوات الهيكل المزعوم، خلال أيام عيد الفصح العبري، يقام في قاعات العرض التابع للمعهد في قلب القدس القديمة قريبا من الجهة الغربية للمسجد الأقصى، عند درج حي المغاربة سابقا، فيما أعلن عن إصدار موسوعة مصورة بعنوان "بيت المعبد في القدس" تزامنا مع حلول عيد الفصح العبري. يلاحظ من هذه الإعلانات والنشاطات المتنوعة على مر السنين، أن "معهد الهيكل" - المزعوم - يكثف من فعالياته ويستغلّ موسم عيد الفصح العبري بشكل خاص لاستهداف المسجد الأقصى والربط بين عيد الفصح العبري وتقديم القرابين اليهودية بين أسوار المسجد الأقصى المبارك، لاعتباره هذا العيد "فرصة ذهبية" والطريق الأفضل لطرح هذا الملف كجزء من الرواية التلمودية، علماً أن الصورة الرئيسية لصفحة "معهد الهيكل" على الفيسبوك تبين رافعات كبيرة تقوم ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وفي الأمر إشارات خطيرة واضحة.

 

من نفس القسم دولي