الوطن

البرلمان يتحول إلى حلبة صراع

ولد خليفة وصف النائب ميسوم بـ"الكاذب" في جلسة علنية

 

  • استمرار المشادات بين رئيس الغرفة ومنتقدي الوزراء من نواب المعارضة
تحولت الجلسة المخصصة لمناقشة مشروع قانون العقوبات التي جرت أمس بالبرلمان، إلى مشادات كلامية عنيفة بين النائب الطاهر ميسوم عن التجمع الجزائري ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة، والتي وصلت إلى وصف رئيس المجلس النائب "سبيسيفيك" بـ"الكاذب" وبأنه راوي قصص قصيرة لا أكثر"، مؤكدا أن "ما يقوم به خلال مناقشة المشاريع وما يطرحه في مداخلاته مجرد بطولات إعلامية، كما طالبه بالتوجه إلى وسائل الإعلام والكف عما يقوم به".
واعتبر النائب الطاهر ميسوم المعروف باسم "سبيسيفيك" في مداخلته له، خلال الجلسة العلنية التي خصصت لتقديم ومناقشة مشروع القانون المتمم للأمر رقم 66-156 المتضمن قانون العقوبات "، أن "جل التعديلات والقوانين التي تناقش وتدرج تبقى مجرد حبر على ورق، باعتبار أن الواقع عكس ذلك"، مطالبا "بضرورة معرفة الأسباب الحقيقة وراء التحاق الشباب الجزائري بالجماعات الإرهابية، محملا الدولة مسؤولية التحاق هذه الفئة بمختلف التنظيمات الإرهابية كونها أهملتهم ولم تلب حقوقهم الدستورية. وقال النائب "الإدارة سبب الإرهاب"، معتبرا أن "المواطن الجزائري اليوم أصبح لا يثق في العدالة، وأعاب على القطاع عدم التحرك في قضية وثائق "بنما" التي ورد فيها اسم وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، واستطرد قائلا: "الدول المتقدمة بالرغم من صدور وثائق بنما في الجرائد، فتحت تحقيقات وهناك وزراء استقالوا بها، إلا في الجزائر فهي لا حدث". وأضاف أنه "بالرغم من أن الوثيقة نشرت في الجرائد إلا أن الأمر لا يمنع أن يتم تحريك الدعوى القضائية لتقصى الحقيقة سواء بالإدانة أو البراءة". وعقب المداخلة التي ألقاها النائب "سبيسيفيك"، تدخل رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، وقال: "سمعنا مجموعة حكايات، وهناك فرد يأتي ليسرد حكايات قصيرة هي مجرد بطولات إعلامية، والأجدر به التوجه إلى الإعلام ويقدم ما يملكه".
من جانبه طالب النائب حبيب زقاد في مداخلته رئيس المجلس محمد العربي ولد خليفة والنواب بضرورة تبادل الاحترام فيما بينهم، قائلا: "عيب علينا كل مرة نقذف بعضنا البعض"، ليشبه قبة البرلمان "بالملعب بدلا من مؤسسة تشريعية"، موضحا أن "المشكل في الجزائر ليس في تغيير النصوص وتعديلها بل يكمن في كيفية تطبيقها على أرض الواقع، إن استقبال وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل بمثل تلك الحفاوة هو استفزاز للشعب"، مطالبا أصحاب القرار بالكف عن ذلك، داعيا وسائل الإعلام "للتحلي بالموضوعية والشفافية في التعاطي مع الملفات الشائكة". 
وكشف ذات المتحدث أن "هناك 10 وزراء من حكومة سلال أفلتوا من الحساب من بينهم وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، إضافة إلى وزير الطاقة شكيب خليل الذي عاد معززا مكرما من هروبه بأمريكا، فبعدما كان مجرما أصبح اليوم مثل المهدي المنتظر".
وفي ذات السياق، قال النائب عن جبهة العدالة والتنمية، حسن عريبي، "عن أي قانون تتكلمون يا قادة الوطن وأنتم الأوائل في انتهاك قوانين الجمهورية ؟"، متسائلا: "كيف لعدالتكم أن توجه مذكرة اتهام لشكيب خليل ثم نجدكم تستقبلونه عبر البساط الأحمر معززا مكرما، ثم تقيلون النائب العام من منصبه لأنه أراد أن يطبق القانون على متهمين باختلاس أموال الشعب ؟". كما انتقد عريبي "المادة 87 مكرر 11 من مشروع قانون العقوبات بالخصوص، والتي تنص على تجريم تنقل الأشخاص إلى الخارج وتجنيدهم لتنفيذ أعمال إرهابية"، متسائلا عن الكيفية التي سيتم بها إثبات التهمة على الشخص المشتبه به على أساس أنه قد سافر بنية التجند لارتكاب أعمال إرهابية دون سواها ؟ داعيا إلى "إعادة النظر في صياغة هذه المادة لرفع الالتباس وتوضيح كيفية إثبات التهمة على المشتبهين لأن الأعمال قد تتشابه فيما تكون نيات أصحابها مختلفة تماما".
خولة. ب
 

من نفس القسم الوطن