الوطن

ترقب للوساطات وإنهاء التوترات الإقليمية

في انتظار بداية أشغال قمة التعاون الإسلامي بإسطنبول

 

 

تشهد مدينة إسطنبول التركية حالة استنفار أمني قصوى لتأمين أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي الثالثة عشرة التي ستقام في وسط اسطنبول في فندق الهيلتون ليس بعيدا عن منطقة التقسيم التي شهدت عملية انتحارية قبل أقل من شهر، وقد بدأت أشغال القمة التي تعرف مشاركة جزائرية ممثلة في وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة بعقد أشغال كبار الموظفين في منظمة التعاون الإسلامي تحضيرا للقمة التي ستنطلق يوم غد، والتي ستتصدر كعادة القمم السابقة القضية الفلسطينية جدول أعمالها، كما سيتناول المشاركون الأوضاع الراهنة في كل من سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان والصومال والبوسنة والهرسك وكشمير، وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد نزاعات داخلية أو توترات أمنية، حيث سيحاول المشاركون في القمة عقد وساطات لإنهاء بعض هذه الأزمات التي توتر المنطقة والدول الأعضاء في التكتل.

وتعتزم السلطات التركية تجاوز أي محاولة تعطيل السياحة في بلادها، وقد عرف مدخل قاعة المؤتمرات إجراءات أمنية مشددة عبر تعدد نقاط التفتيش بجهاز السكانير وانتشار واسع لرجال الأمن في مختلف النقاط والأماكن القريبة من قاعة المؤتمر.

وأكدت الخارجية التركية على مشاركة 30 رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى رؤساء برلمانات ووزراء خارجية. وتشارك الجزائر بوفد يقوده عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، إضافة إلى حضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي سيحضر لقاء وزراء الخارجية غدا الأربعاء. وقد وصل أمس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في زيارة إلى تركيا يشارك بعدها في أشغال القمة.

من جهته، أعلن أردوغان عن انعقاد المجلس الثالث الأعلى للتعاون بين إيران وتركيا بعد نهاية القمة، ما يؤكد مشاركة الرئيس الإيراني، رغم استبعاد إمكانية مشاركة الرئيس الإيراني في القمة، ويبقى التمثيل على مستوى وزير الخارجية بسبب الخلافات الإيرانية السعودية، خاصة أن أغلب الملفات المطروحة هي نقاط الخلاف بين البلدين، وتتهم السعودية إيران بالتسبب في كل هذه الأزمات. ورغم تداول إعلامي إمكانية التوصل إلى وساطات في ملفات مختلفة على غرار الأزمة اللبنانية الخليجية والتي أشارت تقارير ومصادر إعلامية إلى إمكانية التقاء رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مع ملوك وأمراء خليجيين، ومحاولة حلحلة الانسداد القائم في العلاقات اللبنانية الخليجية عموما، خاصة فيما تعلق بالهبات السعودية، وكشفت وسائل إعلام سعودية عن إمكانية الوصول إلى التهدئة دون أي تصعيد آخر.

كما تحدثت مصادر إعلامية عن وساطة سعودية بين تركيا ومصر، رغم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غير مرحب به خاصة من الرئيس التركي أردوغان، وتعتزم الرياض المضي في تشكيل محور الرياض أنقرة على أن يضم القاهرة، للوقوف ضد طهران، وهو ما لا تراه أنقرة التي تحرص على علاقات متوازنة مع طهران، بالنظر للجغرافيا وحجم التبادلات الاقتصادية بين البلدين، كما أن أنقرة تعد العلاقة مع إيران استراتيجية وبوابة لإعادة الدفء مستقبلا مع دمشق.

وينشغل المراقبون إلى المصالحات المحتملة أو اللقاءات المرتقبة بين الدول التي تعرف صراعا كبيرا، خاصة الرياض وطهران أكثر من اهتمامهم بأشغال المؤتمر وجدول أعماله، رغم التطورات الحادثة في الملف الفلسطيني والتصعيد الإسرائيلي، وحرص أنقرة على إيجاد موقف إسلامي مشترك يمكنها من الضغط أكثر على إسرائيل في فترة إعادة الدفء لعلاقاتهم الثنائية.

من المنتظر أن يشارك وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي, رمطان لعمامرة، ابتداء من اليوم، في أشغال الاجتماع الوزاري التحضيري للدورة الـ13 لمؤتمر القمة الإسلامي, المزمع عقدها تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام".

وحسب بيان لوزارة الخارجية، فإنه سيتم خلال هذه القمة مناقشة عدد من الملفات، أبرزها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والإسلاموفوبيا، وكذا الأوضاع الراهنة في عدد من الدول الإسلامية، كما يرتقب اعتماد قرارات ومبادرات هامة من شأنها تعزيز العمل الإسلامي المشترك, لاسيما الخطة العشرية الجديدة 2015-2025، وسيجري الوزير على هامش مشاركته في هذا الاجتماع التحضيري محادثات ثنائية مع عدد من نظرائه من الدول العربية والإسلامية.

إسطنبول تركيا: سليمان شنين

من نفس القسم الوطن