الوطن

فرنسا تكتفي بالأقوال وتبيع الجزائريين الأوهام

بعد أن غرفت من الخزينة في فترة الرخاء

 
  • فالس يؤجل توقيع الاتفاق الخاص بمصنع بيجو - الجزائر دون سابق إنذار
 عادت مرّة أخرى باريس وأدارت ظهرها للجزائر، رافضة تقديم أي استثمار حقيقي من شأنه أن يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، وفاجأ الوفد الفرنسي الذي زار الجزائر في الساعات الماضية بتأجيل التوقيع على الاتفاق الخاص بإنجاز وحدة لتركيب سيارات بيجو بوهران، إلى تاريخ لاحق، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وقد خلف الإعلان الذي بدا أنه لم يكن مبرمجا من قبل، حالة استياء كبيرة لدى عدد من المتعاملين الجزائريين الذين أبدوا رغبة في خوض هذا الاستثمار، وظهر ذلك على رجل الأعمال المعروف وصاحب مجمع "بن حمادي"، بالإضافة إلى المدير العام لشركة "بروديفال" بالقاعة التي كانت ستشهد توقيع الاتفاق بين الأطراف المساهمة بحضور الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال ونظيره الفرنسي مانويل فالس، حسب ما كان مبرمجا في السابق.
ورفض وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، مواجهة الصحافة الوطنية والفرنسية التي كانت حاضرة، سواء فيما يخص الحديث عن هذا الملف أو ملف تورطه في تسريبات بنما، وغادر المكان بطريقة ملفتة للانتباه بدون إعطاء تفاصيل عن الملف. وكان بوشوارب قد أعلن في وقت سابق أن الجوانب الفنية المتعلقة بالمشروع قد تم الانتهاء من دراستها وأن المشروع جاهز للتوقيع.
إلى ذلك انتهى اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الثالث بين الجزائر وفرنسا، دون الخروج بملفات استثمارية هامة للطرف الجزائري، ووصف بعض المتابعين الاجتماع الذي جرى أمس بالعاصمة بـ"الهزيل"، حيث اكتفت فيه باريس بتوقيع الاتفاقيات التي تحتاجها في الوقت الراهن لتعزيز حضورها في السوق الجزائرية، وعدا ذلك فإن الحديث عن مشاريع استثمارية هامة كان خارج مجال الحدث، وفي وقت ربط البعض هذه الخطوة من باريس بوجود حالة من الفتور في العلاقة بين باريس والجزائر بسبب ما يعرف بتسريبات بنما وكيفية تناول الإعلام الفرنسي للموضوع وتجاوزه للخطوط الحمراء التي حركت الديبلوماسية الجزائرية لتوجيه إنذار للسفير الفرنسي بالجزائر، قال آخرون بأن قرار تأجيل ملف بيجو يبدو محسوما من قلب عند الفرنسيين، خاصة وأن باريس حرصت على تدشين استثمار ضخم في المغرب ساعات قبل حلول الوفد الفرنسي الرفيع المستوى إلى الجزائر.
وتم بالمناسبة توقيع 38 مذكرة تفاهم واتفاق في مختلف مجالات التعاون، وفي مجالات استثمار لا تحمل الفائدة للاقتصاد الجزائري، كما أنها لا تحوز على أي بعد استراتيجي هام، منها اتفاقية مجال زراعة الأعضاء والتعاون في المجال المنجمي مع شركة مناجم الجزائر، اتفاق حول توسيع مصنع "سيتال" بعنابة ومشروع إقامة مصنع "المايونيز" بالشراكة بين لوسيور الفرنسية ومجمع جعدي الجزائري.
ويخص بروتوكول الاتفاق الأول إنشاء شركة مختلطة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية وأغذية الأنعام، بالشراكة مع مؤسسة مناجم الجزائر (منال) فرع مجمع أسمدال والمجمع الفرنسي رويي، ومن المقرر أن يتم إنشاء هذا المصنع لتثمين الفوسفات بواد الكبريت (تبسة).
فيما يتضمن الاتفاق الثاني توسيع نشاط مصنع تركيب وصيانة عربات الترامواي (سيتال) الذي تم تدشينه في ماي 2015 إلى الهندسة وصناعة وصيانة العربات قصد توجيه جزء من الإنتاج إلى التصدير.
أما الاتفاق الثالث فيخص إنشاء مصنع للإنتاج الصناعي والتوظيب والتسويق بالجزائر والخارج لمنتجات تحمل علامة لوسيور (مجمع أفريل) المختص في الصناعات الغذائية.
خولة. ب
 

من نفس القسم الوطن