الوطن

مواطنون يطالبون بإعادة استيراد منتوج البطاطا الذي تم تصديره مؤخرا؟

بسبب الندرة الموجودة في السوق المحلية ووصول أسعارها لـ 90 دج للكيلو

 

لم تدم الوفرة التي حققها الفلاحون عبر الوطن طويلا على مستوي أسواق الخضر والفواكه فبعد استقرار شهدناه الفترة الماضية في هذه الأسواق عادت الأسعار لترتفع بصفة جنونية بالإضافة إلى ندرة فيما يخص مادة البطاطا والبصل "اليابس" وهو ما جعل الجزائريين يتذمرون من الوضع متسائلين أين هي الوفرة التي دفعت الحكومة إلى تصدير كميات كبيرة من البطاطا مطالبين في هذا الصدد وزارة الفلاحة للتحرك واسترجاع المنتوج المصدر؟؟

تشهد أسعار أغلب الخضر والفواكه ارتفاعا كبيرا في أسواق التجزئة ففي جولة قادتنا أمس لسوق الحراش بالعاصمة تفاجأنا بوصول أسعار البطاطا سقف 90 دينار جزائري وهي التي كانت لا تتجاوز منذ فترة قصيرة الـ 30 دج، وبلغت أسعار البصل "اليابس" 130 دينار جزائري مع تسجيل ندرة في هذا النوع من البصل كما أكده البائعون وهو الأمر الذي أثر على الأسعار التي تعد جنونية، من جانب اخر بلغ سعر الفلفل الحلو 200 دج اللوبياء الخضراء 350 دج في حين وصل سعر "القرنون" 150 دج، هذه الأسعار أثارت حفيظة المواطنين وهم الذين تابعوا على مدار الأسابيع الفارطة عمليات التصدير التي طالت العديد من المنتجات الفلاحية بعدما سجل الفلاحون وفرة كبيرة على غرار البطاطا والطماطم وعليه أبدي اغلب المواطنين الذين ألتقينا بهم استغرابهم من قرار وزارة الفلاحة تصدير الفائض من المنتجات لتخلق بذلك ندرة كبيرة في السوق المحلي الامر الذي أنعكس على الأسعار وطالب هؤلاء المواطنين وزارة الفلاحة أتخاذ إجراءات فعالة لإعادة الاستقرار للسوق حتي أن اضطر الامر إعادة استيراد المنتوج الذي تم تصديره مؤخرا.

إلى بلدان عربية أو أوروبية معتبرين أن التصدير يكون في حالة واحدة وهو الاكتفاء الذاتي الوطني الذي يمكن الجزم به من خلال وفرة المنتوج في السوق وكذلك من خلال انخفاض أسعاره وهو ما لم يحدث مع منتوج البطاطا الذي وجهته وزارة الفلاحة والتجارة للتصدير بحجة وجود فائض لتصل أسعار البطاطا هذه الأيام 90 دج، ما يؤكد أن لا للوفرة الذي تتحدث عنها وزارة الفلاحة في الأسواق الوطنية.

خضر فاسدة تباع في الأسواق 

من جهة أخري فان الاشكال الموجود في سوق الخضر والفواكه هذه الايم لم يقتصر فقط على الأسعار المرتفعة فحتي نوعية وجودة هذه الخضر فيما الكثير ما يقال حيث اشتكي المواطنون سوء نوعية البطاطا المسوقة هذه الأيام في ظل غياب الرقابة من طرف الجهات المعنية سواء مصالح الفلاحة أو مصالح قمع الغش ويؤكد المواطنون أن أغلب منتوج البطاطا السوق هو منتوج غير طازج وغير صالح للاستعمال  وحسب ما أفادنا به بعض التجار فإن السبب يعود إلى سوء التخزين و انعدام الظروف المواتية داخل غرف التبريد التي تفتقر أغلبها لأجهزة التبريد وهو الامر الذي يؤدي إلى تحويل طعم المحاصيل و فسادها لتصبح غير صالحة للاستعمال خاصة و أن المحاصيل المخزنة مضى على تاريخ وضعها بالغرف للتخزين أكثر من ستة أشهر مما جعلها تفقد صلابتها و يتحول طعمها و بالتالي أصبحت غير قابلة للبيع بالأسواق إلا أنه  و في ظل غياب الرقابة عمد بعض المضاربين إلى ترويجها في ظل نقص المادة بالأسواق و الطلب الزائد عليها كونها تعد من المواد الأساسية التي تدخل ضمن الغذاء اليومي للمواطن الجزائري لتفادي أزمة بطاطا قبل وصول موسم الإنتاج خلال الأشهر القادمة. وحتى نوعية البصل المسوق هذه الأيام هي الأخرى رديئة حيث يؤكد أغلب المواطنين أن اضطروا لرمي كل كميات البصل اليابس التي اقتنوها بسعر 130 دينار جزائري لأنه غير صالح للاستعمال حيث تظهر القشرة العلوية صالحة في حين أن حبات البصل من الداخل متعفنة وهو الامر الذي صنفوه في خانة خداع المستهلك.

توقعات بانخفاض أسعار البطاطا بداية من منتصف الشهر الجاري 

هذا وقد أعترف المدير العام للديوان الوطني المهني المشترك للخضر واللحوم صحراوي بن علال بالندرة الموجودة في مادة البطاطا وارتفاع أسعارها لمستويات قياسية حيث أكد بن علال نهاية الأسبوع الفارط أن الديوان سيخرج 60 ألف طن من البطاطا من المخازن من اجل استقرار السوق خلال شهر أفريل قبل دخول موسم الجني شهر ماي. وأوضح المدير العام للديوان انه "بما أن جني البطاطا بالوادي يشارف على الانتهاء فإننا شرعنا في إخراج 60.000 طنا من المخازن جمعت منذ ثلاثة أشهر من إنتاج الموسم الأخير". وقال أن هذه الكمية تأتي لتعزيز سوق البطاطا الممونة حاليا من المحاصيل الأخيرة بكل من الوادي في الجنوب و مستغانم و سكيكدة في الشمال.

مضيفا ان شهر أفريل يشكل فترة فراغ تأتي بين نهاية الموسم (من ديسمبر إلى مارس) وقبل بداية موسم الجني (من ماي إلى منتصف سبتمبر). وبالتالي فان سعر هذا المنتوج قد سجل ارتفاعا محسوسا منذ بداية الشهر الجاري مطمئنا المستهلكين بان هذا المنتوج متوفر في الأسواق وأن الأسعار ستبدأ في الانخفاض ابتداءا من النصف الثاني من شهر أفريل وذلك بفضل دخول محاصيل مناطق الإنتاج المبكر على غرار مستغانم وعين الدفلى وسكيكدة.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن