الوطن

خبراء: سوق الاتصالات في الجزائر غير جاهز لاستقبال الـ 4 جي

بسبب المشاكل التقنية، غلاء الأسعار وجهل المستخدمين لهذه التكنولوجيا

 

تعتزم وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إطلاق خدمة الجيل الرابع بالنسبة للهاتف النقال بداية أكتوبر على أكثر تقدير وهو الأمر الذي يعتبره الخبراء ممكن من الناحية التقنية ليبقي الإشكال في مدي جاهزية سوق الاتصالات في الجزائر لاستقبال هذه الخدمة ومدي احتياج المشتركين وزبائن السوق لإضافة خدمة الجيل الرابع لقاموسهم بالنظر إلى ان خدمة  ال3 جي التي مر حوالي 4 سنوات على أطلاقها لم تتمكن من تحقيق النجاح لتبقي محدودة الاستعمال بسبب غلاء الأسعار والمشاكل التقنية التي تعرفها بعدد من الولايات وهو الأمر الذي يوحي لفشل مبرمج لتقنية الجيل الرابع في الوصول للأهداف المسطرة من خلالها.

وحسب ما أكدته وزير القطاع هدي ايمان فرعون فان خدمة الجيل الرابع ستكون متوفرة في الجزائر بداية أكتوبر على اكثر تقدير حيث تم إمهال المتعاملين المشاركين في المناقصة  ولذين تمكنوا من سحب دفتر الشروط الأيام الماضية 3 أشهر لاقتناء وتنصيب العتاد، فيما تلتزم سلطة الضبط بدراسة الملف والعروض في ظرف شهر على أقصى تقدير على أن يتم  الإعلان عن نتائج المناقصة يوم 15 ماي المقبل،  هذا ومن المنتظر أن تخضع عروض المتعاملين للرقابة من حيث التسعيرة ونوعية الخدمة والولايات المعنية بالتكنولوجيا وطريقة توظيف الإطارات الوطنية والأجنبية، 

من جانب آخر فقد ألزمت سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، متعاملي الهاتف النقال في دفتر شروط الجيل الرابع بنشر تغطية التدفق السريع للأنترنت الجوال في أربع سنوات فقط. وتم تقسيم 48 ولاية من البلاد إلى فئتين تتألف الفئة الأولى  من خمس عشرة ولاية أما الفئة الثانية  فتتمثل في 33 ولاية، وحددت شرطة البريد والتكنولوجيات آلية الانتشار التي يجب انتشارها في الولايات مع ضمان الحد الأدنى للجدول الزمني المطلوب، ومبدأ هو مشاركة الفئتين في كل مراحل الانتشار، حيث أوضحت أنه بالنسبة للسنة الأولى يجب اختيار 2 ولايات من فئة C2، ويمكن للمتحصل على المرتبة الأولى أو أحسن عرض الجيل الرابع اختيار ولايتين من بين ثلاثة وثلاثين في فئة س 2، والثاني يختار اثنين من المتبقية وسوف يغطي الثالث ولايتين من اختياره من بين 29 المتبقية.

المشاكل التقنية، غلاء الأسعار وجهل المستخدمين كلها عوامل ترهن نجاح أطلاق الجيل الرابع في الجزائر 

وزارة البريد التي يبدو أنها ضبطت كل الأمور التقنية تري ان أطلاق الجيل الرابع سيكون ناجحا وبدون عوائق وهو ما عارضه الخبراء الذين يؤكدون أن أطلاق الجيل الرابع من الناحية التقنية أمر ممكن إلا أن الإشكال يكمن في مدي نجاح هذه التقنية على مستوي سوق الاتصالات ومدي احتياج زبائن هذا السوق للـ4 جي خاصة وان اغلب زبائن متعاملي الهاتف النقال لازالوا يعتمدون على الجيل الثاني من خدمات الهاتف النقال بعد حوالي 4 سنوات من أطلاق خدمة الجيل الثالث  حيث توضح أرقام سلطة الضبط أن عدد مشتركي الهاتف النقال بلغ 45 مليون مشترك 8 مليون منهم فقط هم من المشتركين في خدمة الجيل الثالث وهو عدد قليل مقارنة بعدد زبائن الهاتف النقال الذي فاق عدد سكان الجزائر، فأغلب مشتركي الهاتف النقال في الجزائر لا زالوا يستعملون النقال لمجرد الصوت فقط رغم المزايا الكثيرة التي تقدمها خدمة الجيل الثالث وهي المزايا التي تتضاعف عند أطلاق خدمة الجيل الرابع ويرجع هذا العزوف عن خدمات الجيل الثالث بسبب الأسعار المطبقة من طرف المتعاملين والتي لا تمت بأي صلة للإشهارات التي يكثفها المتعاملون، حيث يشتكي أغلب الجزائريين من دفع أضعاف ما تقدمه الدول الجارة مقابل خدمات أفضل وانترنت أسرع. 

وهو ما دفع عدد من الخبراء في مجال الانترنت لدعوة وزارة البريد للتريث قبل أطلاق الخدمة ومعالجة العوائق الموجودة حاليا من خلال إجراء حوار بين سلطة الضبط ووزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال ومتعاملي الهاتف النقال الثلاثة، كما يؤكد الخبراء أن خدمات تقنية الجيل الرابع في الجزائر لن ينهي معاناة الجزائريين مع الأنترنيت ولابد من توصيل جميع الولايات بالألياف البصرية والمقدّرة بـ 66 ألف كلم لإنجاح هذه التقنية. من جانب آخر، اعتبر الأخصائيون أن أسعار خدمات الأنترنت في الجزائر باهظة الثمن مقارنة بأسعار هذه الخدمة في دول الجوار على غرار المغرب وتونس، مطالبين من المتعاملين والحكومة ضرورة إعادة النظر في التسعيرة الحالية من خلال التوقف عن استيراد المحتوى الأجنبي والاعتماد على المحتوى المحلي لتخفيض الأسعار وجعلها في متناول المواطن البسيط، ويحذر الخبراء كذلك من خصوصية الجيل الرابع وعدم معرفه المستهلكين لهذه التقنية بشكل كبير خاصة ما تعلق بسرعة نفاذ سعة الأنترنت للجيل الرابع نظرا لسرعة التدفّق الكبيرة لهذه الخدمة، الأمر الذي لن يستوعبه المستهلك الجزائري. ويتساءل عدد من الخبراء عن سر تحمس وزارة البريد لإطلاق تقنية الجيل الرابع بهذه السرعة وأكثر من المتعاملين أنفسهم رغم أن هناك عدد من الولايات لم تعرف الـ 3 جي إلا منذ مدة قصيرة، وهو ما يمكن تفسيره برغبة وزارة البريد والحكومة تحقيق عائدات نمو إضافية بفضل الـ 4 جي خاصة في ظل الفترة الحالية التي تتسم بتراجع مداخيل الدولة بالمقابل يرى الخبراء أنه من الممكن أن يحقق القطاع معدلات نمو أعلى إذا جرى العمل وفق منهج تنظيمي فعال ومنضبط. 

س. زموش

من نفس القسم الوطن