الوطن

عبد السلام بوشوارب... الفضيحة العالمية

وثائق مسربة تكشف تورط مسؤولين مقربين من شكيب خليل في قضية سوناطراك 2

 

  • هولاند: التسريبات أنباء طيبة لأنها ستزيد عائدات الضرائب المحصلة ممن يمارسون الاحتيال
 
كشف تحقيق صحفي ضخم شاركت فيه أكثر من مائة صحيفة حول العالم، ضمن "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين"، فيما يقارب 76 بلدا، ونشر أن 140 زعيما سياسيا من حول العالم، ذكر منهم اسم وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، قاموا بتهريب أموال من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية. بالمقابل، أوردت وثائق مسربة 3 أسماء تعد من أكثر المقربين من شكيب خليل وهم فريد بجاوي، عمر حبور، وكذا رضا حمش ابن شقيقة شكيب خليل، وذلك في قضايا فساد تخص قضية سوناطراك 2.
وورد اسم وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، في قلب فضيحة فساد عالمية، تورط فيها 140 شخصية بينها 72 رئيس دولة حاليا وسابقا. وكشفت وثائق مسربة من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية، عن تهريب بوشوارب أموالا من الجزائر إلى "ملاذات ضريبية"، ليصبح بذلك وزير الصناعة ثاني مسؤول في الحكومة تلاحقه شبهة فساد عالمية، بعد وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل.
وجاء في "وثائق بنما" التي وصل عددها إلى 11 مليون وثيقة، أن بوشوارب قام في أفريل الماضي بتأسيس شركة "روايال أريفال كورب" ومقرها بنما، تعمل في مجال التمثيل التجاري والمفاوضات التجارية والأشغال العمومية، إضافة إلى النقل البحري وبالسكك الحديدية، وتنشط حسب أوراق اعتمادها في كل من الجزائر، تركيا وبريطانيا.
وحسب الوثائق المسربة، فإن بوشوارب تمكّن من خلال هذه الشركة من فتح حساب مصرفي بالبنك السويسري NBAD، مضيفا أن تسيير شركة "روايال أريفال كورب" يتم من شركة فرعية يملكها وزير الصناعة بلوكسمبورغ ويتعلق الأمر بـ"شركة الدراسات والاستشارات" أو ما يعرف بـ "CEC".
بالمقابل، نشرت صحيفة "لوموند"، رسالة وصلت إلى مكتب فونسيكا، أكد خلالها ضابط من ملكية روايال أريفال كورب، أن مالك الشركة هو الوزير بوشوارب منذ أفريل 2014، وحسب بحث فونسيكا فإن الشركة شككت في مصدر أموال الوزير بعد علاقتها بعبد المؤمن خليفة.
هذا ولم تتوقف فضائح المسؤولين الجزائريين عند هذا الحد، فنقلا عن موقع "كل شيء عن الجزائر"، فإن التسريبات التي أطلقتها مئات وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية أو ما يعرف بـ"وثائق بنما"، كشفت عن اختلاسات في حق الدولة الجزائرية، حيث وردت في الوثائق المسربة 3 أسماء تعد من أشد المقربين من وزير الطاقة والمناجم السابق، شكيب خليل، العائد مؤخرا إلى الجزائر، وهم فريد بجاوي، عمر حبور، وكذا رضا حمش ابن شقيقة شكيب خليل، وذلك في قضايا فساد تخص قضية سوناطراك 2.
وحسب الجريدة الفرنسية "لوموند" فإن العدالة الإيطالية عنيت بتتبع مسار 198 مليون يورو ناتجة عن فضيحة رشوة شركة سايبام الإيطالية لمسؤولين سامين في سوناطراك، ومن بينهم شكيب خليل. وذكرت صحيفة "لوموند" أن تلك الأموال تم تهريبها إلى ملاذات ضريبية. وحسب لوموند فإن مؤسسة Mossack Fonseca أنشأت شركة "myriade de sociétés offshore" لفريد بجاوي الذي قدم نفسه في العديد من المرات كيد يمنى ومتوسط لشكيب خليل لدى المؤسسة. 
كما ورد في التسريبات أسماء رؤساء حكومات وملوك، حيث ورد اسم محمد منير الماجيدي السكرتير الخاص للملك محمد السادس المُكلف بإدارة ثروة الملك.
الوثائق أفادت بأن اسم محمد منير الماجيدي ظهر أيضا في إطار هجرة الأموال إلى الجنات الضريبية باعتباره مسيرا لشركة عقارية تحت اسم "ORION SA" الموجود مقرها في اللوكسمبورغ، وأن هذه الشركة رفعت مبلغا ماليا قدره 42 مليون دولار سنة 2003 عبر شركة اسمهاMossack Fonseca التي تُسَيِّر مجموع شركات الواجهة المملوكة لأصحاب ثروات ضخمة مُخبَّأة في أماكن الجنات الضريبية عبر أنحاء العالم. وقد توالت ردود الفعل الدولية بشأن هذه الفضيحة العالمية غير المسبوقة، والتي جاءت كلها داعمة ومطالبة بحماية الصحفيين، حيث عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على أهمية مثل هذا الجهد وضرورة حمايته، معتبرا إياه مساهما في الشفافية. وقال الرئيس الفرنسي إن تسريبات "وثائق بنما" المتعلقة بحالات تهرب ضريبي محتملة هي أنباء طيبة يمكن أن تعزز عائدات الضرائب. و"أؤكد لكم أنه مع ظهور المعلومات ستنطلق التحقيقات وتُفتح قضايا وتُجرى محاكمات. التسريبات أنباء طيبة لأنها ستزيد عائدات الضرائب المحصلة ممن يمارسون الاحتيال".
أمال. ط

من نفس القسم الوطن