دولي

بعد 6 شهور على الانتفاضة.. مخاوف صهيونية من القادم

عدد عمليات المقاومة وصل 155 عملية شهر مارس

 

 

يتخوف جيش الاحتلال الصهيوني من حدوث تصاعد في عمليات انتفاضة القدس، رغم أن تقديراته الأمنية تزعم بأن تلك العمليات شهدت انخفاضاً ملحوظاً في الشهر الماضي.

ويقول ضباط صهاينة إن العمليات التي بدأت قبل نحو 6 شهور، حيث انطلقت الانتفاضة في أكتوبر الماضي، أصبحت تنفذ بالأساس في نهايات الأسبوع، إلا أن ذلك يبقينا نعيش حالة من الخوف والقلق من أن تعود للصعود مرة ثانية.

وقالت صحيفة "هآرتس" أمس إن شهر مارس الماضي سجل انخفاضا في عدد العمليات قياسا بشهر  فيفيري، حيث بلغ عدد العمليات فيه 155 عملية، وفقا لمعطيات جهاز الأمن العام (الشاباك).  وبلغ عدد العمليات في شهر جانفي الماضي، عندما اندلعت الانتفاضة، 620 عملية في الضفة الغربية وشرق القدس وحول قطاع غزة وداخل الأراضي المحتلة. وأشارت الصحيفة إلى أنه في جيش الاحتلال يسمون الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية بـ"موجة إرهاب" أو "انتفاضة شعبية محدودة"، ويرفض ضباط الاحتلال تسمية الهبة بالانتفاضة، بادعاء أنه تم الحفاظ على حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وعدم وجود حواجز عسكرية كثيرة، إضافة إلى عدم إغلاق بلدات وقرى واعتبر هؤلاء الضباط أن سببا آخر لعدم تسمية الهبة بالانتفاضة يعود إلى حجم قوات الاحتلال المنتشرة في الضفة، حيث يوجد حاليا 26-27 كتيبة عسكرية، بينما كان عدد الكتائب في الانتفاضتين يصل إلى 80 كتيبة. إضافة إلى ذلك، فإن حجم المشاركة الشعبية في الهبة الحالية ضئيل ولا توجد قيادة توجهها. ويعتبر جيش الاحتلال أن أحد المؤشرات على أن "الهبة الحالية ليست انتفاضة" هو عدم وجود مشاركة ملحوظة فيها من جهة مخيمات اللاجئين. وبحسب معطيات الجيش فإنه من أصل 250 فلسطينيا نفذوا عمليات خلال الشهور الستة الماضية، 25 فلسطينيا جاؤوا من مخيمات اللاجئين، بينهم عشرة جاؤوا من مخيم شعفاط في شمال شرق القدس المحتلة. وتظهر هذه المعطيات أن أكثر من 50% من منفذي العمليات هم دون سن 20 عاما، وأن 12% من منفذي العمليات هن نساء.

ولعل الفرق الأهم بين انتفاضة القدس والأقصى، التي اندلعت في العام 2000، هو الحفاظ على التنسيق الأمني بين الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بلإن هناك من يرى أنه بات أفضل مما كان عليه في العقدين الماضيين. رغم ذلك، لا يستبعد جهاز الأمن الصهيوني حدوث تصعيد في "الهبة"، وكذلك يصف ضباط صهاينة "الهبة" بأنها غير مسبوقة من حيث شدتها في السنوات العشر الأخيرة، منذ انتهاء الانتفاضة. وبرز مؤخرا سجال في الكيان حول تعليمات إطلاق النار الموجهة لجنود الاحتلال، وذلك في أعقاب جريمة إعدام الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف على يد جندي، لكن ضابطا اعتبر أن تعليمات إطلاق النار "متوازنة"، وقال "إننا موجودون في حالة خطر على حياتنا، ولا توجد معضلة حيال ذلك". وبحسب الضابط نفسه فإن جنود الاحتلال متأثرون نفسيا من أن عمليات الطعن تقع من دون أي تحذير مسبق، وأن "هذا احتكاك يضعك في وضع عاطفي معقد جدا". ويتابع: "برأيي، فإن كل واحد من مقاتلي الجيش الإسرائيلي، أنهى ثلاث سنوات خدمة، بحاجة إلى علاج نفسي كهذا أو ذاك. إذ أن كل واحد منهم رأى مشاهد مثل مسنة عند حاجز أو طفلا يبكي أثناء الاعتقال أو دماء قتلى أو مقتل زميل له". 

سالم. أ / الوكالات

من نفس القسم دولي