الوطن

واقع خطير يعيشه الجنوب بسبب البطالة

رابطة الدفاع عن حقوق الانسان تطالب بخلق طاقات إنتاجية جديدة وتفعيل التنمية

 

المهاجرون غير الشرعيين يحلون محل العمالة الجزائرية بأجور منخفضة
أكدت أمس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن واقع التشغيل في الجنوب يعاني من مشاكل معقدة، خاصة بعد تزايد أعداد العاطلين في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها البلاد، من انهيار أسعار البترول وحالة الركود الاقتصادي، وازدياد عجز الحكومات المتعاقبة على وضع السياسات الكفيلة بخلق ما يكفي من الوظائف لامتصاص الأعداد الوافدة إلى سوق الشغل، داعية في هذا الصدد السلطات العمومية لخلق طاقات إنتاجية جديدة تستوعب الأيدي العاطلة في الجنوب.
ونبهت الرابطة في تقرير لها تحصلت "الرائد" على نسخة منه الحكومة بضرورة تفكيك القنابل الموقوتة لملف التشغيل قبل فوات الأوان، من خلال البحث عن حلول جذرية لتفشي ظاهرة البطالة التي تجاوزت 30 بالمئة لدى الشباب ما يعادل حوالي 850.000 بطال ، رغم 98 بالمئة من مداخيل الجزائر مصدرها الجنوب، وأعتبر المكلف بالملفات المتخصصة في الرابطة هواري قدور أن من أهم الأسباب والمشاكل في قطاع التشغيل التي يعاني منها سكان ولايات الجنوب  هو غياب التنمية المحلية في مناطق الجنوب وغياب الاستثمار الذي يخلق مناصب الشغل وضعف عائدات العمل الفلاحي في الصحراء ووجود عجز واختلالات في الوكالات الولائية للتشغيل منها وغياب الشفافية في التوظيف وكذا  تفشي مظاهر المحسوبية والمحاباة في تقسيم مناصب العمل وعدم استطاعة الوكالات الولائية للتشغيل فرض على الشركات الاجنبية لمنح الأولوية التوظيف للعاطلين عن العمل من المنطقة الجنوب زيادة على ذلك غلق الحدود بين الدول الجوار وما ترتب عنه من انعكاسات من تبادل الحر او كما يسمى في الجنوب '' تجارة المقايض" ، مضيفا في ذات السياق أن  تكوين الطلاب في الجامعة والمعاهد لا تتناسب مع احتياجات المنطقة زد على ذلك ركود السياحة في جنوب الجزائر بسبب عزوف السيّاح الأجانب عن زيارة الجنوب الجزائري و ما ترتب عنه أيضا عن بطالة أكثر من 30 ألف عامل بالمنشآت السياحية، والأنشطة السياحية الأخرى ، وعليه طالب قدور بضبط أداء الوكالات الولائية للتشغيل وتصحيح مسارها، كون الأمر يتعلق بملف حساس، طالما شكل صداعا للمسؤولين التنفيذيين بسبب تأثيره على التنمية، فضلا عما خلفه أكثر من مرة من انزلا قات خطيرة، وصلت إلى حد تخريب الممتلكات العمومية والخاصة والتهديد بالانتحار الجماعي للبطالين  وكذا مساعدة الفلاحين في تسويق منتوجاتهم فلاحية  إيجاد حلول لأسعار الكهرباء أو إيجاد طاقة بديلة مثل طاقة الشمسية والترويج للسياحة الصحراوية. 
المهاجرون غير الشرعيين يحلون محل العمالة الجزائرية بأجور منخفضة
من جانب أخر أضاف هواري قدور أن  ظاهرة البطالة المتفاقمة في الجنوب الجزائري سابقة على الوضع الراهن بسبب البنية الاقتصادية المشوهة والتي ارتكزت على تعزيز القطاع الريعي '' البترول '' على حساب قطاعات الإنتاج وغياب القدرة على استيعاب الشباب الوافدين إلى أسواق العمل، مؤكدا أن الجشع والمنافسة غير المشروعين وغياب المسؤولية الوطنية أدّيا إلى استباحة ميادين العمل وإحلال اليد العاملة المنافسة '' المهاجرين غير الشرعيين '' محل العمالة الجزائرية بأجور منخفضة ، وحتى لا يكون تسويق إعلامي مغلوط من طرف الأرباب العمل و الفلاحين الكبار بان الشباب الجنوب لا يعمل يضيف قدور، فقد ارتأينا تنوير الرأي العام بان الفلاحين و المقاولات تستبدل الجزائريين في الجنوب بالمهاجرين غير الشرعيين بسبب يد عاملة افريقية رخيصة وغير مكلفة بسبب المنافسة غير الشرعية ولا تطالب بحقوقها  وأضاف قدور بان البطالة في الجنوب تؤثر السلوكية المألوفة للسكان الجنوب المعرفيين بالأخلاق العالية وحسن الضيافة ، قائلا "وقد نبهنا في عدة مرات الحكومة بان المنافسة غير الشرعية التي تقوم بها المؤسسات الاقتصادية في الجنوب هي التي تؤدي إلى حالة من شعور الرفض والعداء تجاه أخر منهم الأفارقة ، و الحوادث التي وقعت للأفارقة في الجنوب منها في ورقلة و بشار ليس منعزلة كما يعتقد البعض و تتحمل الحكومة و الأرباب العمل جزء من تلك الحوادث ، الأمر الذي انعكس على الضيف والمضيف على حد سواء ،بعد انتهز كثير من أرباب عمل مناخ التراخي السلطات الوصية في تحقيق الميداني في استغلال الافارقة في ظروف التي يعملوا فيها تشبه العبودية مما اصبح المنافسة غير شرعية بين يد عاملة الجزائرية و يد العاملة الافارقة".
س. زموش
 
 

من نفس القسم الوطن