دولي

صدق أبو عبيدة وكذب "نتنياهو"

القلم الفلسطيني

 

تعوّدَ الشعب الفلسطيني الصدق دائما من قبل قوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام؛ فلم يثبت حتى الآن أن أي تصريح أو بيان رسمي تابع للقسام قد تبين عدم دقته وصحته لاحقا. تنبع مصداقية القسام لدى الشعب الفلسطيني والتي تصل حتى 100%؛ كون كل كلمة للقسام يتم تغطية حسابها بدماء الشهداء الطاهرة، فلا مجال لغير الحق وقول الحق حتى وإن كان يخاطب جبهة الأعداء، وحتى إن جمهور "نتنياهو" يصدق تصريحات أبو عبيدة أكثر من تصرحات "نتنياهو" عبر تراكم صدقية ما يقوله القسام من بيانات وتصريحات. صدق أبو عبيدة بقوله أن "نتنياهو" يكذب على جمهوره بالادعاء أنه توجد اتصالات حول إعادة الأسرى لدى حركة حماس؛ وكذب "نتنياهو" الذي يكذب كما يتنفس؛ ولا يعنيه سوى البقاء على كرسي الحكم كعادة الزعماء العرب الكذابين على شعوبهم، والذي يبدو أن العدوى انتقلت منهم إلى "نتنياهو" المتغطرس الكاذب الأشر. توقيت كتائب القسام لإعطاء تصريح حول أسرى الاحتلال جاء في وقته المناسب؛ فهو كذب "نتنياهو" وقلل من مصداقيته لدى جمهوره في الوقت الذي تشتد فيه الضغوط على "نتنياهو" من قبل المعارضة وأهالي أسرى الجنود المفقودين. كما أن تصريح أبو عبيدة؛ جاء لرفع معنويات الشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى؛ عبر وضعه في الصورة الحقيقية لصفقة الأسرى كما هي، فالقسام لا يعد وعود في الهواء؛ بل يضع شعبه في قلب الحقيقة؛ بعكس "نتنياهو" المخادع.  تصريحات أبو عبيدة ستزيد من الحراك الداخلي في دولة الاحتلال لإنجاز الصفقة؛ وهذا على ما يبدو الهدف الرئيس للتصريح المفاجئ، ولا يهم كم تطول أو تقصر مدة إنجاز الصفقة على أهميتها؛ لأن الأعمال بخواتيمها، ولأن القسام يواجه أخطر احتلال عرفه التاريخ؛ فلا مجال للتسرع أو العواطف؛ بل الحكمة والصبر والتأني حتى يرضخ "تنيياهو" المكابر. يعتبر إكبر إنجاز للقسام هو تراكم صدقيته؛ فكلما زادت المصداقية زاد التفاف الجماهير حول من ينجز ويصدق على الدوام؛ بعكس من اتفق على إنجاز دولة فلسطينية خلال خمس سنوات من عمر "أوسلو" وبحسب نصوص الاتفاقية؛ وإذا بها تطول لأكثر من 23 عاما دون دولة حتى الآن. كل ثانية من حياة قرابة 7000 أسير تترقب صفقة الأسرى؛ ولكن القسام وضع الأسرى وعائلاتهم في حقيقة الوضع؛ والوضع يتطلب طول نفس وليس قصر نفس، وتصريح القسام سيسرع من إنجازها؛ كمنطق للأمور والحوادث فكل حدث يدفع حدث آخر. فالقسام  يحارب أعتي قوة شيطانية على وجه الأرض سبق وقتلت الأنبياء وأعجزت البشرية جمعاء، وهو ما دفع هتلر لقتل الكثير منهم؛ مع عدم جواز ذلك ومعارضتنا له؛ كون اليهود تجمعهم الإنسانية ومعانيها مع بقية البشر؛ وكانوا جزءا من دولة الأندلس الإسلامية ويعيشون بحمايتها وبازدهار، وأصلا الخلاف والصراع هو مع اليهود الذين استوطنوا فلسطين واحتلوها بقوة الإرهاب والبطش والقتل؛ وتشربوا بالفكر الصهيوني الذي أجاز لهم ذبح وطرد شعب مسالم في منافي الأرض. في المحصلة؛ ستتم صفقة الأسرى رغم أنف "نتنياهو"؛ وهي بالمجمل لن تكون الصفقة الأخيرة؛ فما دام يوجد احتلال؛ توجد مقاومة، وسينتصر من أعد الخطط جيدا، والمقاومة التي تطورت من حجر لصاروخ يدق تل الربيع "تل أبيب" هي من ستنتصر، كونها صاحبة حق تقره مختلف الشرائع والقوانين" والله معكم ولن يتركم أعمالكم

خالد معالي

من نفس القسم دولي