الوطن

شكيب خليل يحدد أدواره

في أول خرجة مرتبة للرأي العام

 

 
بدا وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، في ظهوره الأول، بعد الجدل الكبير الذي قيل حول تورطه في قضايا فساد كبيرة هزت أكبر مؤسسة عمومية في الجزائر "سوناطراك"، حريصا على أدق التفاصيل التي ستضبط تحركاته خلال المرحلة القادمة التي يحاول أن يكون فيها طرفا فاعلا في ظل أزمة اقتصادية حالكة تمر بها الجزائر بسبب انهيار أسعار النفط، التي حرص على الخوض فيها في تصريحات صحفية أطلقها، أمس، من الجلفة التي حلّ بها كمكرم من قبل زاوية سي امحمد بن مرزوق ببنهار وأعيان زاوية عين وسارة بذات الولاية، فبدا كل شيء بأنه قد تم اختياره بدقة، سواء المكان ممثلا في زاوية سي امحمد بن مرزوق الموجودة في بلدية بنهار دائرة البيرين بولاية الجلفة، على الطريق الرابط بين البيرين وعين وسارة، أو الزمان الذي كان يوم الجمعة وبمسجد الزاوية الكبير، أو الهيئة التي كرمته ممثلة في رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر باسين الذي يعد نجل شيخ الزاوية، وهي من الزوايا التابعة للطريقة الرحمانية، إضافة إلى اختيار الوفد الصحفي المرافق وإعلام بعض القنوات والعناوين الصحفية التي تولت مهمة "إعادة الاعتبار" لشكيب خليل.
ورأى مراقبون أن هذه الحملة المنظمة بدقة متناهية والتي ألبسته لباس الدين في تسويق سياسي -  أمريكي، حتى وإن نفى الوزير الأسبق لقطاع الطاقة حيازته لأي جنسية أخرى غير الجزائرية، وهو يرد على بعض الأسئلة الصحفية التي تحدث بإسهاب فيها، وهي التصريحات التي انتظرها البعض منذ دخوله لأرض الوطن، مؤكدا فيها أنه مستعد لخدمة "بلاده". واعتبر مراقبون أن هذه الرسائل التي بعث بها شكيب كانت كحملة وأسلوب لا تقبل إلا أن تكون محاولة منه لتقديم نفسه كمرشح مستقبلي للبلاد، أو كمحاولة إلهاء وإبعاد للرأي العام عن المرشح الرئاسي القادم وإشغال الجميع به كـ"مرشح أرنب"، بالرغم من التأكيد على أن لشكيب خليل حجمه المناسب في الحصول على الدعم الدولي وحتى اللوبي المتنفذ داخل البلاد والذي أصبح يسير البلاد بسياسة الأمر الواقع.
وحرص خليل على التأكيد على أنه خدم الجزائر خلال الثورة، وفي عهد بومدين، وخلال تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للحكم كغيره من إطارات الجزائر، مضيفا أنه خدم ويبقى في خدمة الجزائر. وأضاف يقول: "أنا حريص على العمل من أجل أن تكون الجزائر دائما بخير، وقد تربيت على نهج مساعدة وخدمة بلادي ومساندتها في كل الأحوال".
من جهة أخرى، توقع وزير الطاقة الأسبق أن تعرف أسعار النفط استقرارا خلال الأشهر القليلة القادمة، وقال أن العالم قد يعرف أزمة معاكسة خلال العام 2017 بارتفاع صاروخي للأسعار نظرا لوصول السوق مستوى التشبع، والزيادة السنوية المستمرة للطلب عالميا، وذكر بالأزمة التي حلت بالجزائر العام 2008، حيث نزلت أسعار البترول إلى 30 دولارا، إلا أن قرار منظمة الأوبك بخفض الإنتاج في اجتماعها بوهران، أعاد الأسعار إلى مستواها آنذاك والتي تجاوزت 160 دولار.
وعن تكريمه، قال نجل شيخ الزاوية ورئيس المنظمة الوطنية للزوايا،عبد القادر باسين، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن "الجزائر وشعبها لا يمكن أن ينسوا إطارات الجزائر، الذين ساهموا في إخراجها من الأزمة"، مضيفا أن "زاوية سي امحمد بن مرزوق وباسم شيخها تتشرف باستقبال الدكتور شكيب خليل ضيفا عزيزا، عرفانا لما قدمه للجزائر وأدائه النوعي وهو الخبير الاقتصادي الذي ترك بصمته في مجال الطاقة"، على حدّ تعبيره.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن