الوطن

حكومة الوفاق تستهدف الاستقواء بالشعب الليبي

بعد ترحيب الجزائر بوصول المجلس الرئاسي لطرابلس

 

في رسالة طمأنة وبعث الثقة للشعب الليبي، حرص رئيس حكومة الوفاق الوطني، في أول أعماله داخل العاصمة الليبية طرابلس، الظهور بقوة، كما قام أمس بأداء صلاة الجمعة بمسجد ميزران وسط العاصمة طرابلس، حيث استقبل من عدد غفير من المصلين، وفقا لبيان المجلس الرئاسي. وبعد الصلاة تعالت التكبيرات والأناشيد مرحبة بمرحلة جديدة تعيشها ليبي. من جهته، كان لرئيس الحكومة فائز السراج عدة أنشطة التي تشغل الرأي العام الليبي، على ما بحثته الحكومة أول أمس مع صندوق موازنة الأسعار من المشاكل التي تواجه الصندوق والمقترحات لكيفية توفير السلع التموينية الأساسية للمواطن خلال الفترة القليلة المقبلة. وتم التأكيد على أن تلبية حاجات المواطن والإسراع بإيجاد الطرق الأمثل لتوصيل السلع في كافة أنحاء ليبيا هي أهم أولويات المجلس الرئاسي. كما زار السراج أمس ميدان الشهداء، كما تفقد قوات الجيش والشرطة، في تحية لدورهم الوطني في استتباب الأمن والأمان، ووقف على أحوال المواطنين الذين صادفهم في جولته وتبادل معهم الحديث حول أوضاعهم واحتياجاتهم.
من جهة أخرى، قال أحد أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور المجتمعين في مدينة صلالة بسلطنة عمان، أن المشاركين في الاجتماع توافقوا على أن تكون طرابلس عاصمة الجمهورية الليبية وبنغازي مقر السلطة التشريعية، في حين اختيرت سبها مقر المحكمة الدستورية في محاول لاسترضاء كل المكونات السياسية والقبلية.
وقد رحبت الجزائر، أمس، عبر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن "الجزائر تشيد بوصول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية إلى طرابلس، وتعتبر أن استلام مهامه بالعاصمة الليبية يشكل خطوة حاسمة في مسار تنصيب الهيئات وفقا للاتفاق الموقع عليه يوم 17 ديسمبر 2015، وفي عودة السلام والاستقرار في هذا البلد الجار". وأضاف قائلا أن "هذا الأمر من شأنه فتح الباب واسعا أمام المصالحة الوطنية التي تقوم عليها وحدة ليبيا الوطنية والترابية".
على صعيد آخر، أعلن مسؤول في جهاز حرس المنشآت النفطية في ليبيا، أمس، أن هذا الجهاز الذي يحمي موانئ التصدير الرئيسية في شرق البلاد لن يسمح بتصدير النفط منها "إلا لصالح حكومة الوفاق الوطني"، المدعومة من المجتمع الدولي، وقال المسؤول لوكالة فرانس برس أنه تم وضع "كافة الموانئ الواقعة في نطاق سيطرتنا" تحت سلطة "حكومة الوفاق منذ اللحظة الأولى لدخول" رئيس الحكومة فايز السراج وأعضاء آخرين فيها إلى طرابلس الأربعاء.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن موانئ البريقة والزويتينة وراس لانوف "ستشرع في التصدير مباشرة لصالح حكومة لوفاق"، مضيفاً "لن نصدر إلا لصالح" هذه الحكومة. وأشار إلى أن هذه الموانئ "لم تكن مقفلة"، لكن الصراع على الحكم بين سلطتي الشرق وطرابلس والهجمات التي تعرضت لها على مدى الأشهر الماضية من قبل تنظيم داعش الإرهابي عرقلت عملية التصدير منها، والتي استمرت رغم ذلك على فترات متقطعة.
ودخلت حكومة الوفاق الوطني الأربعاء إلى طرابلس رغم معارضة السلطات الحاكمة فيها ورفضها التخلي عن الحكم، ويقيم رئيسها فايز السراج وأعضاء آخرون في حكومته في قاعدة طرابلس البحرية منذ وصولهم، وتحظى حكومة الوفاق بدعم داخلي متصاعد أملاً في أن تضع هذه الحكومة المحملة بوعود مالية واقتصادية وأمنية، والمدعومة من المجتمع الدولي، حداً للفوضى الأمنية وللتدهور الاقتصادي بفعل النزاع على الحكم منذ أكثر من عام ونصف.
 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن