الوطن

السراج يصل إلى طرابلس للتعجيل بتطبيق خطوات الحل السياسي

البحرية الليبية أمنت دخوله وحمايته رغم التهديدات

 

خطت، أمس، ليبيا خطوات جريئة نحو إقرار ما تبقى من الحل السياسي المطروح دوليا لإخراجها من عزلتها الدولية التي فرضتها عليها الأوضاع الأمنية المتردية وغياب مؤسسات الدولة، حيث بات يفصل بين الفوضى والسلم خطوات قليلة تنتظر المترددين من النواب في المصادقة على تشكيلة حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فايز السراج، الذي دخل أمس إلى العاصمة الليبية طرابلس، رغم العراقيل والتهديدات التي طالته وحكومته في حال وصولهم إلى هناك، ورغم أن المجال الجوي لمطار معيتيقية قد أغلق أكثر من مرةّ في الساعات الماضية في وجهه، إلا أنه حرص على دخول طرابلس عبر البحر، حيث أمنت البحرية الليبية دخولهم مساء أمس.
قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، إن المجلس "سيعمل على توحيد مؤسسات الدولة الليبية، وتنفيذ حزمة من التدابير العاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين الأمنية والاقتصادية، والإسراع في إنجاز ملف المصالحة الوطنية وجبر الضرر". وأكد على أن حكومة الوفاق حريصة على أن لا تنزف دماء الليبيين وستسعى لتحقيق المصالحة الوطنية وعودة المهجري، وسنقدم خطة عمل للحكومة في وقت لاحق ندعو لتوحيد جهود الليبيين لمواجهة تنظيم داعش، ونراهن على الشباب للدفاع عن ليبيا.
وأضاف السراج، في تصريح صحفي فور وصوله إلى العاصمة طرابلس: "آن الأوان لنعمل معًا كليبيين من أجل ليبيا، وطي صفحة الأمس والنظر إلى المستقبل بروح متسامحة واثقة في الله، فليبيا لليبيين جميعًا، والانتقام والإقصاء والتشفي والحقد لا يبني دولة ولا يقيم أمة".
ويرى مراقبون أن وجود الحكومة والمجلس الرئاسي داخل العاصمة طرابلس، رغم التهديدات المستمرة باستهدافهم وعدم السماح لهم بالتواجد هناك، إلا أن دخولهم للعاصمة سيمهد لتطبيق الخطوات المتبقية في الحل السياسي المدعوم دوليا، كما يكون السراج قد أمضى شهادة وفاة حكومة الثني، وسيعمل خلال الأيام القليلة القادمة على إقناع النواب المترددين بالالتحاق بالركب الدولي في التعاطي مع الحكومة من خلال التصويت عليها.
ويؤكد آخرون بأن تواجد حكومة السراج في طرابلس هو رسالة للشعب الليبي على بداية استتباب الأمن، وعلى إمكانية عودة هيبة الحكومة قبل الدولة في ليبيا، وهي المظاهرة التي غابت عنها طوال السنوات الماضية.
وفور وصول السراج إلى طرابلس سالما رفقة أعضاء من حكومته، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، إن وصول المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس "هو خطوة مهمة جدًّا في عملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا والطريق نحو السلام والأمن والازدهار".
وكان رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق، فائز السراج، قد وصل إلى العاصمة طرابلس رفقة عدد من نواب وأعضاء المجلس عن طريق البحر إلى قاعدة أبوستة البحرية، وكان في استقبال رئيس وأعضاء المجلس حشد كبير، ولم يعرف بعد المقر الذي ستتخذه حكومة الوفاق مقرًا رئيسيًا لها. وقال المستشار الإعلامي لمجلس الرئاسة، فتحي بن عيسى، إن أعضاء المجلس الرئاسي وصلوا على ظهر زورق ليبي اسمه "السدادة"، وإن البحرية الليبية تولت حماية الزورق حتى رسوه في القاعدة البحرية.
بدوره، قال نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أحمد معيتيق، عبر موقع الرسمي عبر الفايسبوك، أن المجلس سوف يباشر أعماله من العاصمة، مقدمًا شكره وامتنانه "إلى جميع من ضحوا من أجل الوصول بالبلاد إلى مستقبل أفضل لنمضي جميعًا على بركة الله، في طريق العدل والصلاح، وفرص البناء والنجاح، ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد".
في حين أكد عضو مجلس النواب حمودة سيالة أن المجلس الرئاسي متواجد في قاعدة أبو ستة وتحت حماية أسود البحرية الليبية، نافيًا أية معلومات خلاف ذلك. وقال سيالة في منشور عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، إن رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وصلوا إلى القاعدة البحرية في طرابلس على متن الزورق الحربي "السدادة" رقم 643، بكامل العتاد والتجهيزات وعلى ظهره ضباط وجنود البحرية الليبية فقط. وأوضح أن الإبحار كان في تمام الساعة 7:15 صباحًا من صفاقس والوصول في تمام الثانية ظهرًا.
خالد. ش
 

من نفس القسم الوطن