الوطن

المعارضة تطالب بإبعاد الجيش عن الصراعات السياسية

رأوا بأنهم كقطب السبيل الوحيد للوصول بالجزائر إلى مرفأ الأمان والاستقرار

 

أجمعت قوى المعارضة والشخصيات الوطنية، التي شاركت في مؤتمر المعارضة الثاني، على ضرورة إبعاد الجيش عن الصراعات السياسية. وفي وقت كانت قيادات الأحزاب المحسوبة على الموالاة تطالب بالوقوف جميعا كجزائريين شعبا ومؤسسات وأحزابا مع الجيش الوطني الشعبي في الظروف الأمينة المتردية التي تعيشها الحدود الجزائرية ومساعي الجماعات الإرهابية ضرب وحدة وأمن واستقرار الجزائر، اختارت المعارضة أن تطالب بصون هذه المؤسسة العسكرية وحمايتها وعدم إخضاعها لأي صراعات قد تحدث بين الساسة. وشكل الحديث عن هذا المطلب محور غالبية مداخلات القوى السياسية والحزبية والشخصيات الوطنية التي نشطت مؤتمر المعارضة الثاني.

 

بن فليس: الظرف الأمني الراهن يستدعي السعي وراء تحقيق الإجماع الوطني !!

وبخصوص هذا الموضوع، قال رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، أن الجزائر مهددة بسبب التطورات المقلقة جدا على الحدود، والتي دفعت بالجيش للتقدم دون التأخر، وهو ما لا يمكن تجاهله أمام هذا الظرف الذي يستدعي تحقيق إجماع وطني ووحدة وطنية لبلوغ هدف حماية الوطن والدفاع عنه. وأضاف يقول بخصوص هذا الموضوع: "أخشى أن يستغل النظام توظيف الأخطار المحدقة بالأمن الوطني في حسابات خاصة به، ومن هذا المنظور من الواضح أن الخطاب البليغ الذي يصلنا في الآونة الأخيرة لم ينجح في إخفاء الأهداف الحقيقية للنظام اليائس القائم".

وأوضح في هذا السياق بن فليس أن عوامل عديدة هي سبب الأزمة التي نعيشها الآن كجزائريين، أبرزها مسألة الانحلال المؤسساتي والإداري الذي يظهر في الإدارات العمومية وغيرها، وحمل المتحدث الحكومة وسياستها مسؤولية هذه الفوضى التي توضح بأنها "عاجزة" عن التحكم في الوضع.

 

مقري: نحن القادرون على إيصال الجزائر لبرّ الأمان !!

في حين فضل رئيس حركة مجمع السلم التأكيد على أنهم قطب يضم المعارضة هم القادرون على إيصال الجزائر لبرّ الأمان. وقال في هذا الصدد "المعارضة هي الجهة الوحيدة التي تستطيع إيصال البلاد لمرفأ الأمان بنظام سياسي حاكم"، معترفا "بعدم قدرتها على إحداث تغيير جذري سريع، لكن يمكنها كسب نقاط كل يوم إلى غاية يوم التغيير المنشود وهو آت لا محالة".

وأكد مقري في الصدد ذاته أن الجهة التي ستجرّ البلاد إلى الويلات معروفة، مشيرا إلى أن التوترات الأمنية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستحكم في البلد إلا إذا كانت هناك أوضاع اجتماعية مزرية.

 

بحبوح: المعارضة الآن أكثر نضجا ومشروعها وطني

وفضل رئيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية، نور الدين بحبوح، توجيه رسائل للمشككين في المعارضة، وقال أن هذه الأخير قد بلغت من النضج السياسي وزادتها التجربة والممارسة، وعليها أن تتخلى عن ذاتيتها وتجدول عملها لإنقاذ البلد، وما لقاؤنا اليوم بالرغم من ممارسة ضغوطات وأدوار القذف والتشويه التي تقوم بها بعض دوائر السلطة، يدل على أنها لا تزال تنتهج الخطاب المعادي للمعارضة". واعتبر بحبوح أن "مشروع المعارضة هو مشروع سياسي وطني يهدف إلى إعادة بناء المنظومة الفكرية للنظام السياسي القائمة على الانتقاء والإقصاء وتغيب إرادة الشعب وسيادته".

 

جاب الله: أي حوار مع السلطة سيكون منصبا حول الهيئة الوطنية للإشراف على الانتخابات

وعاد رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، في كلمته، إلى التأكيد والتذكير بالمطالب الرئيسية للقوى المعارضة، والتي ترتبط بأي حوار قد يجرى مع المعارضة، حيث قال أن أي حوار مع السلطة اليوم يجب أن يتعلق بكيفية تنصيب الهيئة الوطنية التي تتولىّ الإشراف الكامل على الانتخابات. وقد كانت هذه المسألة ضمن أبرز المطالب الرئيسية للقوى المعارضة، والتي ترفضها السلطة بالرغم من المساعي التي تمت في هذا السياق للوصول إلى نقاط توافق بين مطالبهم وبين رؤية السلطة للموضوع.

 

البناء الوطني: الجدار الوطني أساس لحل أزماتنا !!

جددت حركة البناء الوطني، على لسان أمينها العام، أحمد الدان، وبغياب واضح لرئيسها الشيخ مصطفى بلمهدي الذي استقبل المعارضة في مقر حركته قبل أشهر، التأكيد على أهمية مشروع الجدار الوطني الذي طرحته منذ فترة، وفي إشارة منها للتقارب في الفكرة، رغم اختلاف الطريقة مع الأفلان. واعتبرت أن الوقوف مع الدولة ومؤسساتها واجب وطني في هذه المرحلة، في الوقت الذي انتقد الدان ممارسات السلطة، معبرا عن الفارق بين الأمرين. وركز الدان في كلمته على التهديدات المحيطة بالبلد وأهمية تقوية الجبهة الداخلية بعيدا عن الاصطفافات الحزبية مهما كان نبل مضمونها ومحتواها.

خولة. ب

 

من نفس القسم الوطن