الوطن

غياب شخصيات وقوى فاعلة يقلل من مصداقية المبادرات

لم تشارك لا في تجمع "البيضوية" ولا في مؤتمر"زرالدة"

 

اختار بعض الفاعلين السياسيين الغياب من لقاءات 30 مارس كموقف على عدم قبول التخندق في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، خاصة أن الغياب من الشخصيات في المعارضة ذات ثقل سياسي ولهم وزنهم، على غرار رؤساء الحكومات السابقين سواء مولود حمروش أو سيد أحمد غزالي، وكلاها له دراية واطلاع بما يحدث داخل سريا النظام من جهة، وحتى داخل مراكز القرار الدولي، وما يعد مستقبلا للبلاد. ولا يستبعد غيابهما سعيا منهما ليكونا أحد الأوراق البديلة في المرحلة القادمة، ولا يمكن لأي جهة أن تتهم هاتين الشخصيتين بالتخلي عن خطاب المعارضة ورفض السياسات المتبعة، وقد اختارا أن يكون لهما ظهور إعلامي قبل نهار أمس حتى لا تلصق بهما تهمة الغياب والانتظار كما جرت العادة.

حمروش وعبر ندواته السياسية في بعض الولايات، حرص على أن لا يحسب ضد الرئيس، رغم أنه حضر ندوة مزفران الأولى، كما حرص في كل خرجاته على عدم التجريح في الأشخاص بقدر حرصه على تحميل المسؤولية لبعض المؤسسات، حتى وإن شخصها أحيانا، كما ابتعد عن مصطلحات الخلاف على غرار الشغور ولا الشرعية الكاملة، هذه الحسابات جعلت خياره ضمن الغائبين في لقاء زرالدة مدعوما بحليفه السياسي، الأفافاس، الذي كان تغيبه منطقيا بالنظر لرفض أحزاب المعارضة لمبادرته السياسية التي كان بالإمكان أن تجمع أكبر عدد ممكن من القوى الوطنية من المولاة والمعارضة.

الفيس بدوره اختار الكرسي الشاغر بعد أن شعر بأن أطرافا في المعارضة طلبت من قياداته الحضور كشخصيات وطنية لا كحزب، بحجة أن حزبهم محظور قانونا، وهو ما لم تستسغه قيادات الفيس رغم تمثيلها في كل مراحل التحضير، ورغم الحسابات التي تكون قيادة الفيس اعتمدتها، إلا أن غيابهم سيزيد من عزلتهم السياسية ويقلل من أطروحاتهم بأنهم جزء أساس من حل الأزمة السياسية التي تزعم المعارضة أنها بصدد تقديم وصفة لحلها وإنهائها.

في الطرف الثاني، كان للغياب المنتظر لأحمد أويحيى وحزب الأرندي صداه في القاعة البيضوية. فالرجل لازال يشغل منصب مدير ديوان رئيس الجمهورية، ويعرف عنه الانضباط الكلي مع مبادرات السلطة، وتغيبه أمس أوصل رسالة أن تجمع أمس هو أفلاني إن لم يكن لسعداني فقط، وأن السلطة لا تبارك هذا المسعى، وأن دور تجمع البيضوية هو عمل كمبارس في انتظار المعارك السياسية الحاسمة التي لا يبدو أنها انطلقت بعد.

بالمقابل، عمارة بن يونس، الذي يحاول أن يبحث عن دور في العملية السياسية القادمة، لم يكن ليغيب لولا قراءاته للمشهد السياسي العام، وربما حتى طلب من بعض الجهات عدم الارتباط بمسعى سعداني والبقاء في حالة استعداد إلى حين تتضح الصورة والمشهد العام للبلاد.

الغياب وبهذا الحجم السياسي قلل من شأن لقاءات أمس، بل جعل البعض يقرأها ضمن محاولة تحويل الأنظار على ما يعد فعليا للبلاد، وهي لعبة يتقنها أصحاب القرار في كل مراحل التحول التي تمر بها الجزائر.

 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن