الوطن

انخفاض في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدينار والسكوار في طريقه للانهيار!

بعد قرار بنك الجزائر إعادة تفعيل مكاتب الصرف عبر الوطن

منظمة حماية المستهلك تنصح الجزائريين بعدم اقتناء العملة الصعبة هذه الأيام 

 

تعرف أسعار العملات الأجنبية في الأسواق السوداء انخفاضا ملحوظا جاء مباشرة بعد إعلان محافظ بنك الجزائر محمد لكساصي عن قرار إعادة تفعيل مكاتب الصرف في الجزائر بداية من أفريل وهو الخبر الذي هز أسواق العملة الصعبة وعلى رأسها سوق السكوار أين بدأ بعض باعة العملة هناك بتخفيض سعر الصرف من أجل تصريف المبالغ الضخمة من العملة الصعبة التي بحوزتهم قبل تطبيق هذا القرار رسميا وهو ما من شأنهم أن يكبدهم خسائر بالجملة.

شهد، أمس، سعر الدولار تراجعا كبيرا في سوق السكوا بالعاصمة، حيث بلغت ورقة 100 دولار حدود 15300 دينار جزائري، بعدما تجاوزت في وقت سابق بالسوق ذاته حدود 17000 دينار جزائري، كما تواصل سعر الأورو في التراجع بالغا 16700 دينار جزائري لورقة 100 أورو، حيث عرفت العملة الأوروبية الموحّدة تراجعا حادا في قيمتها، بعدما بلغت مستويات قياسية، متجاوزة سقف 20 ألف دينار جزائري في بعض الولايات لورقة 100 أورو. وفي سياق ذي صلة، تراجع سعر الجنيه الإسترليني البوند بسوق السكوار إلى 20160دينار جزائري لورقة 100 بوند، بعدما كانت تساوي ذات الورقة 24 ألف و500 دينار جزائري، حيث أرجع تجار العملة هذا الانخفاض إلى الإقبال الضعيف عليها من قبل المواطنين، مقارنة بعملتي الأورو والدولار. وفي المقابل، شهد الدولار الكندي انخفاضا هو الاخر  هذه الفترة، حيث وصل إلى حدود 11 ألف و600 دينار الجزائري لورقة 100 دولار كندية، بعدما كان يساوي 12300 دينار جزائري للورقة ذاتها قبل بداية شهر مارس، في انتظار ما ستشهده السوق في الأيام القليلة القادمة في ظلّ التذبذب المتواصل في أسعار العملات الأكثر رواجا بالجزائر لدى التجار والسياح الجزائريين المتوجّهين إلى الخارج وكذا رجال الأعمال، ويرجع هذا الانخفاض لقرب إفراج بنك الجزائر على القانون المحدد لشروط إنشاء مكاتب الصرف في الجزائر ومراقبتها، بعدما انهى مجلس النقد والقرض إعداد نص يعوض أحكام   التنظيم  رقم 07/95 الصادر عن بنك الجزائر بتاريخ 23 ديسمبر 1995 المتعلق بمراقبة الصرف، وذلك على خلفية اتساع رقعة التعاملات التي تبقى خارج نطاق البنوك والمؤسسات المالية، واتساع دائرة السوق الموازية بعدما أضحت بديلا للبنوك في مجال التعاملات الخاصة بالعملة الصعبة، ومقياسا لمستوى سعر الصرف الفعلي للدينار مقابل العملات الرئيسية، واكد محافظ بنك الجزائر مؤخرا أن النص الجديد  سيتبع بعد صدوره في الجريدة الرسمية بتعليمة من بنك الجزائر ترسم  الشروط الجديدة لإنشاء واعتماد مكاتب  صرف النقد الأجنبي، مفيدا بانه سيتضمن حوافز جديدة  للراغبين في خوض هذا النشاط  منها  رفع هامش ربحهم  في معاملات الصرف و توسيع قاعدة زبائنهم لتشمل  المواطنين  والأجانب  الغير مقيمين  و المؤسسات الأجنبية و الوطنية، وهو الاجراء الذي ساهم بشكل كبير في تراجع أسعار العملات الأجنبية في الأسواق الموازية، وأحدث وفرة في العرض حاليا بالسوق ذاته، فبمجرد انتشار خبر تفعيل مكاتب الصرف سارع العديد من مالكي العملة الصعبة ببيعها في السوق السوداء، مخافة تواصل انهيار أسعارها أكثر.

من جانب أثار قرار بنك الجزائر القاضي بإعادة تفعيل مكاتب الصرف عبر الوطن تخوفات لدي تجار العملة الصعبة بسوق "السكوار" من خسائر بالجملة سيتكبدونها إن سارع بنك الجزائر في فتح هذه الصرافات دون اعطائهم الفرصة لتصريف المبالغ المالية الضخمة من العملة الصعبة التي بحوزتهم زيادة على الخسائر التي تكبدها هؤلاء بمجرد انتشار خبر أعادة تفعيل مكاتب الصرف وانخفاض أسعار الدولار والاورو بشكل سريع، ويطالب هؤلاء الباعة الحكومة بضرورة اتخاذها إجراءات لامتصاص هذه الأموال الموجودة لديهم أو تأطيرهم وادماجهم ضمن هذه المكاتب التي ستفعل من طرف بنك الجزائر، في حين يصر باعة اخرون في سوق السكوار على تحدي الحكومة وبنك الجزائر مؤكدين أن نشاطهم سيستمر حتي بعد فتح مكاتب الصرف.

منظمة حماية المستهلك تنصح الجزائريين بعدم اقتناء العملة الصعبة هذه الأيام 

من جهتها نصحت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أمس الجزائريين الراغبين في شراء العملة الصعبة بالتريث لأيام اخري في انتظار مزيد من الانخفاض في أسعار الصرف مؤكدة أن قرار تفعيل مكاتب صرف العملات على أرض الواقع، خلق تذبذب في أسعار العملة الأوربية الموحّدة التي تراجعت في ظرف وجيز وهو التراجع الذي سيستمر الأيام المقبلة مع اقتراب تطبيق القرار، الجزائريون الراغبون في شراء العملة الصعبة من جهتهم لاحظوا هذ الانخفاض في قيمة الأورو والدولار ما دفعهم للاكتفاء بشراء قيم صغيرة من العملة الصعبة وعدم المغامرة بشراء مبالغ كبيرة رغم ان هذه الفترة معروفة ببداءة أنتعاش البيع والشراء في بورصة "السكوار" موازاة مع موسم العمرة واقتراب موسم العطل.

س. زموش

من نفس القسم الوطن