الوطن

سعداني لأويحيى: عليك الرحيل.. أنت تخدع الرئيس

هاجم بعض وزراء الحكومة وانتقد عمل وتقارير لكصاسي

 
  • مقاطعة تجمع الموالاة اليوم خطأ سياسي فادح ولا مبرر له 
 
عاد الأمين العام للحزب العتيد، عمار سعداني، ليوجه انتقادات لاذعة لغريمه التقليدي أحمد أويحيى، واصفا إياه بالرجل غير المخلص للرئيس، والساعي لخلافته في سدّة الحكم، قبل أن يؤكد على أن مسألة رحيله من الرئاسة التي يشرف عليها كمدير للديوان بكونها قد أصبحت الآن مطلبا أفلانيا، ولم يكتف بهذا القدر من الانتقاد بل أشار إلى أن "أويحيى لم ولن يقدم شيئا للجزائر للرئيس ورحيله أصبح مطلبا أفلانيا". وفي سياق الانتقادات التي أطلقها سعداني على القوى السياسية، خاصة المعارضة التي جدد القول بأنها "عقيمة"، وأن هدفها ومشروعها يرتبط بالوصول لكرسي الرئاسة فقط وأنها لا تهتم لمستقبل الجزائر ولا لما تمر به الآن من تحديات أمنية خطيرة، عرج على حكومة عبد المالك سلال الرابعة وانتقد وزير المالية، مشيرا إلى أن عمله "نسخ ولصق"، أما فيما يخص عمل محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي فقد وصفه بـ"غير المقنع" وأنه سبب تهريب الأموال، مؤكدا على أنه كارثة على الاقتصاد الوطني، شأنه في ذلك شأن وزير الفلاحة الذي قال إنه تسبب في "كارثة" على الاقتصاد الوطني. وبالنسبة للقاء اليوم الذي سيعقده قطب الموالاة بزعامة الأفلان، فقد رأى في من يقاطع اللقاء خاصة ممن هم محسوبون على كتلة الموالاة بكونهم يرتكبون خطأ سياسيا فادحا، معتبرا أنه سيكون غيابا غير مبرر.
شنّ عمار سعداني، أمس، في لقاء إذاعي بثّ عبر كل قنوات الإذاعة الوطنية، تزامنا مع تنظيم الموالاة وبالتحديد حزب جبهة التحرير الوطني للقاء شعبي لدعم مبادرة الأفلان "الجدار الوطني"، انتقادات لاذعة لمن هم محسوبون على الموالاة والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أكثر من تلك التي وجهت للمعارضة التي ستجتمع بدورها في لقاء يهدف لتأكيد الانسجام داخل قطب المعارضة، التي رأت بأنه من الضروري الآن الذهاب نحو مؤتمر ثان يعزز مطالبها السياسية ويدعم رؤيتها لبعض المشاكل التي تعاني منها الجزائر اليوم خاصة الاقتصادية. وعن لقاء اليوم لم يفوت سعداني التأكيد على أنه سيكون فرصة لمعرفة لصف من هي الأغلبية بالرغم من محاولاته المتكررة للتأكيد على عدم أهمية الاجتماعات التي تقوم بها بين الحين والآخر المعارضة، في صورة أعطت الانطباع بأن سعداني يعتبر لقاء اليوم الذي ستعقده المعارضة لا يكاد يتعدى لقاء روتينيا.
وشكلت مسألة الحديث عن الأمين العام بالنيابة في التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، الذي يبدو بأنه سيغيب عن لقاء الموالاة اليوم، الحيز الأكبر لتصريحات سعداني، حيث شنّ هجوما عنيفا عليه متهما إياه بعدم الإخلاص للرئيس والسعي لخلافة بوتفليقة على كرسي الرئاسة، وقال أنّ "أويحيى ليس رجلا مخلصا مع الرئيس بوتفليقة.. هو يريد أن ينتزع الكرسي من الرئيس والترشح للرئاسة"، وأضاف أن "أويحيى لم ولن يقدم شيئا للجزائر وحتى للرئيس بوتفليقة، ورحيله أصبح مطلبا أفلانيا"، مؤكدا أنه "لا يزال يعيش سنوات التسعينيات فهو كالغراب لم يظهر على حقيقته إن كان مع الموالاة أم مع المعارضة"، مبرزا أن "طلاقه هذه المرة لن يكون مع التجمع الوطني الديمقراطي وإنما مع أمينه العام بالنيابة أحمد أويحيى".
وبخصوص لقاء اليوم لأقطاب الموالاة والداعمين للرئيس، أشار المتحدث إلى أنه لقاء يأتي في إطار مبادرة الجدار الوطني للتأكيد على نصرة الجيش الشعبي الوطني وجهوده في الحفاظ على استقرار الوطن، في ظل المخاطر الأمنية التي تحدق بالجزائر، والتأكيد أيضا على مساندة برنامج رئيس الجمهورية الذي كان ثريا ومنسجما في صالح الشعب الجزائري، وأطاح بمخططات الغرب لنقل فوضى ما وصفه بالخريف العربي إلى الجزائر للاستيلاء على ثرواتها الطبيعية بالجنوب. وفي هذا السياق أكد المتحدث أن التحالف والالتفاف حول مبادرة الجدار الوطني ليس تحالفا انتخابيا أو رئاسيا، وإنما هو للتضامن مع الجيش الشعبي الوطني، معبرا عن أخلص تعازيه لقيادة الأركان عن شهداء المروحية المنكوبة التي كانت في مهمة الذود والدفاع عن الحدود وتأمينها.
وعن تزامن تجمع القاعة البيضوية لتأييد برنامج الرئيس ونصرة الجيش الوطني الشعبي مع اجتماع المعارضة، فقال ضيف فوروم الإذاعة إن جدول أعمال مبادرة الجدار الوطني واضح ويهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول استقرار الجزائر، والبحث عن سبل تخطي الأزمة الاقتصادية والوضع على الحدود، بينما يتلخص اجتماع المعارضة في الطعن في شرعية النظام وعينها على كرسي الرئاسة، وتنمق مطالبها بالطعن في الإنجازات والحديث عن النهب دون تقديم البديل، ولا أحد يعرف ما تريده المعارضة، مشددا على أن تجمع "الجدار الوطني" لا يهدف إلى تعطيل اجتماع المعارضة وإنما لإظهار أن الكفة ليست في صالحها، مضيفا أنه "خطاب فاته الزمن في ظل جزائر بدستور جديد وإنجازات عظيمة، وغدا سيفصل المواطن بين الموالاة والمعارضة"، وأبدى الأمين العام للأفلان استعداده للقاء المعارضة شريطة أن يكون الحديث عن مستقبل الجزائر والظروف الراهنة التي تمر بها حاليا والوضع على الحدود ومساندة الجيش الشعبي الوطني، موجها في هذا الصدد نداء إلى أطرافها لحضور تجمع اليوم إن كانت تريد حقا الخير للجزائر. وقال إنه من الغباء السياسي أن تغيب الطبقة السياسية عن هذا التجمع الذي سيحضره 36 حزبا والمئات من جمعيات المجتمع المدني وأبناء الشهداء والفلاحين، وغيرهم من المواطنين الغيورين على استقرار البلد.
من جانب آخر، أطلق عمار سعداني النار محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي واصفا إياه بالشخص الكارثي على الاقتصاد الوطني، نحمله كل المسؤولية في حال انهيار الاقتصاد الوطني أو العملة أو حتى مسألة تهريب الأموال من وإلى الخارج، مؤكدا أنه ومنذ قدومه على رأس بنك الجزائر لم يقدم أي جديد حيث أن البنوك لا تزال تلعب دورها المنوط بها وأن البزنسة أصبحت الصفة البارزة والمتحكم الرئيس في السوق السوداء". واعتبر سعداني أن هذا الأخير لا يزال على كرسيه يتفرج في الوضع الاقتصادي دون أية بدائل قدمها، وأن مشروعه الذي قدمه هو نفسه الذي جاء به العام الماضي مع تغيير بعض الأرقام، وأموال الجزائريين لا تزال مكدسة في البنوك ولا تقدم خدمات للمؤسسات.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن