الوطن

فتح مكاتب صرف لا يعني القضاء النهائي على الأسواق السوداء للعملة الصعبة !

أغلب نشطاء السوق السوداء يفضلون العمل بعيدا عن الرقابة، رشيد بوجمعة:

 

قال أمس المحلل الاقتصادي رشيد بوجمعة أن قرار بنك الجزائر مراجعة نظام مكاتب الصرف بطريقة تشجع المتعاملين الخواص الدخول لهذا القطاع لا يعني القضاء النهائي على الأسواق الموازية للعملة الصعبة حيث قال بوجمعة أن الكثير من المتعاملين في سوق العملة الصعبة يفضلون إبقاء تعاملاتهم في السوق السوداء بدل نقلها لقنوات رسمية خوفا من الضرائب.

وقال بوجمعة في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن محاولة الحكومة استقطاب الناشطين في سوق العملة الصعبة وتحويلهم من نشطاء غير شرعيين لمتعاملين رسمين لن تلقي صدي كبير لدي النشطاء في بور سعيد والسكوار كون هؤلاء النشطاء يعملون دون غطاء رسمي ويجنون أرباحا بالملايير صافية من أي ضرائب تفرضها الدولة خاصة وأن بنك الجزائر سيختار من المتعاملين والنشطاء الكبار فقط والذين يملكون رؤوس أموال ضخمة، وأضاف بوجمعة  في السياق ذاته أن،  الوضع الاقتصادي والمالي الذي تعرفه الجزائر في الوقت الراهن يحتّم أكثر من أي وقت مضى ضرورة تفعيل مكاتب الصرف وهو القرار الذي تأخر كثيرا مضيفا أن السيولة النقدية المتداولة في القنوات غير الرسمية تقدر بـ 3700 مليار دينار، وهو ما يفوق الأموال المتداولة ضمن الأطر الرسمية والمقدرة بـ 2324 مليار دينار، وهو ما دفع الحكومة لإعادة تفعيل مكاتب الصرف التي تعد احدي الخطوات التي تسعى من خلالها الحكومة إلى استرجاع جزء من هذه الأموال، أو التقليل من حجم الخسائر التي تتكبدها الخزينة العمومية من خلال فرض تسديد رسوم جبائية على هذه الأنشطة. كما تندرج هذه الخطوة التي تعتمد عليها العديد من الدول عبر العالم ضمن بحث الحكومة عن بدائل عن انخفاض المداخيل الوطنية المرتبط بانهيار أسعار المواد الطاقوية. وقال بوجمعة أن هذه الخطوة مصيرها الفشل أن لم تنجح الحكومة في إشراك أصحاب الأموال الموجودة في السوق الموازية، والتي تفوق تلك المصرح بها من قبل الجهات المسؤولة، واقترح المتحدث في هذا الشأن إجراءات أكثر ليونة من تلك التي اتخذتها الحكومة من أجل استقطاب رؤوس الأموال في السوق الموازية وعدم فرض أي ضريبة على أصحاب رؤوس الأموال، وفي الجزء المتعلق بفتح مكاتب صرف أقترح بوجمعة مضاعفة هامش الربح بالنسبة للمهتمين بالدخول في هذا القطاع وتسهيل الاجراءت المتعلقة بفتح مكاتب الصرف، من جانب أخر قال بوجمعة أن الأمر الايجابي في فتح مكاتب صرف هو أن هذه الخطوة ستخفض من أرتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدينار كون هذه النسب تتحكم فيها بارونات السكوار والأسواق السوداء مضيفا أن الصرافات ستعمل مستقبلا على استقرار أسعار العملات أكثر مما هو متداول حاليا.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن