الوطن

الأئمة يخرقون تعليمة الوزير عيسى بتوحيد خطب الجمعة

أثار ردود فعل متباينة

 

رفض العديد من الأئمة عبر مختلف ولايات الوطن التقيد بقرارات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف توحيد خطبة الجمعة حول التحديات الأمنية والمخاطر المحدقة بالبلاد، وتعبئة الجزائريين إزاء المخاطر الأمنية، ضاربين بذلك تعليمات الوزير محمد عيسى عرض الحائط.

أجمع الأئمة، أمس، في خطبهم التي ألقوها عبر كامل مساجد الجمهورية، على ضرورة إلقاء خطب عادية، متحدين بذلك قرارات وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، حول التحديات الأمنية والمخاطر المحدقة بالبلاد وتعبئة الجزائريين إزاء المخاطر الأمنية، متجاهلين كل ما له صلة بأمن واستقرار الوطن والمواطن على حد سواء. وتأتي مقاطعة الأئمة لنشاطات الوزارة بعد الاجتماع الوزاري الأخير المصغر الذي ترأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الأحد الماضي، حول الوضع في المنطقة، حضره رئيس أركان الجيش الجزائري والوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من أعضاء الحكومة، توّج بإصدار 3 أوامر رئاسية "لتحصين الجزائر ضدّ تداعيات الوضع الأمني المحيط بالبلاد".

وأثار قرار وزارة الشؤون الدينية ردود فعل متباينة بين من يعتبره ضرورة فرضتها التحديات الأمنية المتزايدة والمخاطر الناجمة عنها، وبين من يتهم السلطة "باستغلال الدين لأغراض سياسية والبحث عن دعم للسلطة الحاكمة التي تبحث عن تحويل الأنظار عن واقع سياسي واقتصادي واجتماعي معقد، بالتركيز على خطاب التحديات الأمنية في حين أن الأزمات والمشاكل التي تتخبط فيها البلاد عديدة ومتشعبة".

في حين ركزت خطب المساجد التي التزمت بالتعليمة على دعوة المواطنين إلى رص صفوفهم والالتفاف حول قيادة البلاد وجيشها، لإفشال كل الأخطار والمؤامرات التي تستهدف أمن الجزائر وسلامتها ووحدتها الوطنية. وتأتي هذه الدعوة استجابة لمبادرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي كانت قد وجهت نداء، يوم الإثنين الماضي، لأئمة المساجد، تناشدهم فيه تخصيص فقرات من خطبة الجمعة لدعوة المواطنين إلى "إدراك ما يحيط بالبلاد من مخاطر وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية والالتفاف حول قيادتنا الوطنية الرشيدة".

كما دعتهم أيضا إلى "بث رسائل واضحة وقوية يرفعون من خلالها معنويات قوات جيشنا الوطني الشعبي المغوار، وكل أسلاك الأمن الساهرة على الاستقرار والطمأنينة، وأن يدعوا لهم ولولي الأمر بأن يحفظهم الله ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويحميهم من كل سوء".

وذكر الأئمة، في ذات السياق، أن الدين الإسلامي "يمقت العنف والتطرف", مستشهدين في ذلك بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى الصلح والتسامح ونشر ثقافة الأمن والأمان بين الناس.

وفي هذا السياق, شدد العديد من أئمة المساجد على أهمية نعمة الأمن وضرورة الحفاظ عليها من خلال "توخي اليقظة والحذر إزاء ما يحاك ببلادنا من مؤامرات", داعين المواطنين إلى "استلهام الدروس والعبر من ثورة أول نوفمبر المجيدة ومن تضحيات شهدائنا ومجاهدينا الذين حرروا الجزائر من الاستعمار، وحافظوا على وحدتها الوطنية". وأكدوا بالمناسبة أن الحفاظ على أمن البلاد ووحدتها وسلامتها هي "مسؤوليتنا جميعا" وأنه "يتعين علينا أن نعمل دائما في هذا الاتجاه لنجعل وطننا في منأى من كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضده من طرف الأعداء المتربصين بنا".

هني. ع

 

من نفس القسم الوطن