الوطن

أويحيى أول الغائبين عن مؤتمر الموالاة

رغم حرص قيادات على حضور التجمع باسم منظمات المجتمع المدني

 

يبدو أن الأمين العام بالنيابة في التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، غير مقتنع بجدوى مؤتمر الموالاة الذي يحشد عمار سعداني لتنظيمه في الـ 30 من مارس الجاري، تزامنا مع مؤتمر المعارضة الثاني، حيث أشارت مصادر قيادية في الأرندي لـ"الرائد" أن مشاركة أويحيى في المؤتمر، الذي سيعقد الأربعاء القادم بالقاعة البيضوية بالعاصمة، غير وارد، حيث سيكتفي الحزب على أقصى تقدير بإرسال ممثلين عنه لهذا التجمع الشعبي الذي لا تبدو أسباب عقده واضحة المعالم بالنسبة لبعض الأحزاب والشخصيات التي تدعم الرئيس، وترى في انفراد الأمين العام للحزب العتيد، عمار سعداني، بقيادة قاطرة الموالاة أمرا غير مقبول.

أويحيى الذي يرى البعض أن أسباب غيابه رفقة الكوادر الأولى للحزب عن مؤتمر الموالاة أو مؤتمر عمار سعداني بالتحديد، كما نقل عن البعض، بأنه منشغل بضبط ترتيبات عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب الذي سيعقد شهر ماي المقبل، يرى البعض الآخر بأن هذه الالتزامات غير مقنعة خاصة وأن المؤتمر الذي يحضر له مدير ديوان رئاسة الجمهورية هو مؤتمر على مقاسه. وتوضح ذلك خلال الترتيبات الهياكل التي تم وضعها لتحضير ذلك، وتضم في مجملها رجال أويحيى ومحيطه الأول داخل الحزب، كما أن الأرندي عكس الأفلان الذي تشهد مؤتمراته حراكا متسارعا وأحداثا غير متوقعة حتى آخر لحظة، وحتى الخرجات غير مقنعة لبلقاسم ملاح، ورغبته في الترشح أمام أويحيى ومزاحمته على منصب الأمانة العامة لثاني حزب سياسي في الجزائر قوة ونفوذا، لا تبدو بأنها مقلقة بالنسبة لأويحيى الذي ما كان ليتقدم لمنصب الأمين العام في غياب ضمانات الفوز الساحق على خصومه، ولو كان الأمر يتعلق بوزير الطاقة والمناجم عبد السلام بوشوارب الذي تقول بعض الأطراف بأنه من بين الشخصيات القوية داخل الحزب ممن ترفض عودة أويحيى لمنصب أمين عام.

ويرتقب أن يؤثر غياب الأمين العام بالنيابة للأرندي رفقة القيادات الأولى للحزب عن تجمع الموالاة، الذي سيعقد بالتزامن مع مؤتمر المعارضة الثاني الأربعاء القادم بالعاصمة، على طبيعة العلاقة بينه وبين غريمه التقليدي عمار سعداني، الذي شنّ طوال خرجاته الإعلامية الأخيرة هجوما مباشرا وبالاسم على أويحيى، معتبرا إياه "السياسي غير الموثوق فيه"، على اعتبار أن أويحيى الذي حاول التهكم على الأغلبية أثناء تقديمه لمشروع تعديل الدستور ثم محاولة التهدئة مع سعداني في ظهور آخر قبل أسابيع، لم يتركه سعداني يمر مرور الكرام عليه، بل خرج الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أكثر من مرّة منذ تلك الحادثة ليصعدّ من حدّة الصراع بين الطرفين، خاصة مع اقتراب موعد التعديل الحكومي الذي تشير عدّة مصادر بأنه سيكون خلال الأيام القليلة القادمة.

ومعروف أن سعداني الذي يريد أن ينتزع حكومة أغلبية فعلية وليس بالتبني كما هي في صورتها الحالية، لكون غالبية أعضاء الحكومة الرابعة لعبد المالك سلال أصبحوا قياديين في الحزب العتيد بعد المؤتمر العاشر للحزب العتيد وليس قبل ذلك، يتصارع مع مدير ديوان رئاسة الجمهورية حول تشكيلة الحكومة القادمة وهوية الوزير الأول فيها من جهة ثانية، وهي الصراعات التي من شأنها أن تؤثر على قطب الموالاة في نظر المراقبين الذين يرون بأن تواجد أويحيى على رأس الأرندي وسعداني على رأس الأفلان لا يمكن أن يجعل من هذا القطب موحدا، فحتى الرئاسيات السابقة وطريقة التحضير للدستور الأخير للبلاد كان كل طرف يغردّ خارج سرب الآخر، وهو ما يؤكد على وجود شرخ كبير بين الرجلين سبق وأن قال سعداني بأنه غير شخصي، ولكن المتابعين للشأن السياسي عندنا يرون عكس ذلك، خاصة أن اسم أويحيى يبقى من أهم الشخصيات التي تعول عليها السلطة في التحضير للاستحقاقات القادمة.

هذا التوجه الذي يبديه أويحيى لغريمه في الأفلان عمار سعداني، يبدو أنه لا يعجب بعض القياديين في التجمع الوطني الديمقراطي، وسبق وأن عبر عنه البعض وفي مقدمتهم نورية حفصي التي ترأس الأمانة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، حيث قالت بعض الأطراف المقربة من الأرندي بأن هذه الأخيرة تنسق بشكل مباشر مع عمار سعداني من أجل حشد كتلة النساء للمشاركة في التجمع الذي سيعقد نهاية هذا الأسبوع، وشرعت في تشكيل ما يشبه "مبادرة سياسية نسوية" ستدعم مبادرة سعداني وأجندة عمله، سواء في قطب الموالاة أو في المبادرة التي يدافع عنها، والتي تتحدث عما يسمى "المبادرة السياسية الوطنية للتقدم بانسجام واستقرار".

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن