الوطن
المساجد تتقدم في محاربة التطرف والإرهاب
مستفيدة من تجارب الماضي وتوجهات الدولة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 مارس 2016
سارعت وزارة الشؤون الدينية إلى إشراك إطاراتها في التعبئة والتأهب لحماية الوحدة لوطنية وحفظ المرجعية الدينية للشعب الجزائري أمام التهديدات التي تحيط بالبلاد، خاصة بعد توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الداعية إلى التعبئة الشاملة للأمة في مواجهة التهديدات المختلفة. وناقش مفتشو القطاع أهمية ودور المنظومة المسجدية في مكافحة التطرف ومعالجة الاختلالات الفكرية التي يتعرض لها الشباب. ووفق بيان الوزارة، فإن إطارات القطاع عبروا عن كامل استعدادهم لرصد هذه الأفكار النحلية والحركات الطائفية، والسعي إلى وقاية بلدنا المفدى بلد الشهداء وموطن المجاهدين من المخاطر الإقليمية والدولية التي تخدم أجندات أجنبية.
وجاء في البيان أن المساجد تؤدي دورها الديني والوطني في مختلف الاستحقاقات الدينية والوطنية، كما نوه بوعي الأئمة المحصنين بوحدة الخطاب المتناغم والمنسجم مع توجيهات القيادة الوطنية، وأن وظيفة الأئمة مكملة للدور الريادي الذي تضطلع به قوات الجيش الوطني الشعبي المرابطة على حدود الوطن، وكذا قوات الأمن الساهرة على ضمان استقرار المجتمع وطمأنينته وتعمل على حفظ الأمن الفكري، وحماية المجتمع من محاولات تغلغل أفكار دخيلة على تدينه، يروم مروجوها ضرب استقرار البلاد وأمنها.
يأتي هذا الموقف واليوم الدراسي في وقت كثر الحديث عن اختراقات فكرية ووجود تحركات على جميع المستويات بما فيها المساجد من أفكار لا تنسجم مع توجهات المجتمع، سواء تعلق الأمر بالتطرف أو التشييع أو حتى طرق صوفية منحرفة غير التي يعرف بها مجتمعنا في عمومه.
ويعتبر مراقبون أن توعية الأئمة وتكوينهم وتأهيلهم للرد العلمي، ومن خلال التأصيل الشرعي لما هو مطروح من أفكار، خاصة من التنظيمات الإرهابية، من شأنه أن يقلل بل يعزل هذه الجماعات عن الشباب بصفة خاصة، ولازال قطاع واسع من الأئمة تنقصه القدرة على الرد الشرعي على الأفكار بسبب غياب التكوين والتأهيل.
ويدعو بعض المراقبين إلى ضرورة التعاون مع الدعاة المؤهلين وليسوا منخرطين في قطاع الشؤون الدينية، لما يملكونه من مرجعية وعلم شرعي، خاصة أنهم معروفون بوقوفهم ضد الجماعات الإرهابية والتطرف عموما، ويخشى البعض من العودة لتحزيب المساجد ومحاولة استغلال السلطة محاربة الإرهاب كخطوة لاستعمال المساجد في الاستحقاقات السياسية القادمة.
خالد. ش
