دولي

حرب على الإعلام

القلم الفلسطيني

 

 

 

بدأ الاحتلال الصهيوني حملة شعواء على وسائل الإعلام الفلسطينية، بغية إسكات الصوت المقاوم، ووقف الصورة التي تفضح همجيته وقتله للفلسطينيين والتضييق عليهم. وكان آخر مسلسل هذا الهجوم هو إغلاق مكتب قناة «فلسطين اليوم»، التي تُعنى بفضح جرائم الكيان، وإظهار صورته البشعة على الملأ. إسرائيل» أعلنت حربها على وسائل الإعلام الفلسطينية، وتوعدتها بالملاحقة والإغلاق، وهذا ليس جديداً؛ فخلال سنوات الاحتلال لفلسطين، هاجم الكيان القنوات الإعلامية وقصفها، ولاحق الصحفيين، وقتل الكثير منهم، وزجّ بقسم كبير داخل معتقلاته، وما الأسير الصحفي محمد القيق الذي خاض إضراباً أسطورياً للإفراج عنه عنا ببعيد. إغلاق قناة فلسطينية وملاحقة قنوات أخرى، لها ما وراءها، فالاحتلال يعلم علم اليقين أن استمرار الانتفاضة الفلسطينية مرهون بالإعلام، الذي أوقد جذوة المقاومة، وحافظ على كينونتها، وجعل القضية الفلسطينية حية في نفوس أبنائها، ولهذا عزم الاحتلال على أفعال نكراء مخالفة للقوانين الدولية كافة؛ بملاحقة الصروح التي تفضح صلفه وعنجهيته.  إن الهجمة الإرهابية لقوات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية هو إعلان حرب، وهذا الإرهاب تقف خلفه حكومة وجيش الاحتلال، ولذا لا بد من أصحاب الضمير العالمي، والمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتهم، وردع الاحتلال ومنعه من خنق الفلسطينيين على الصعد كافة، وحماية المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، حتى لا يستفرد الاحتلال بهم. قرارات الاحتلال العنصرية تأتي في سياق التحريض المتصاعد بحق الإعلام الفلسطيني، وأيضاً بعد فشله في وقف المد الثوري الفلسطيني، الذي تكثفت أعماله في الآونة الأخيرة، وأضحى كالسوط يجلد الاحتلال ولا يجد له حلاً، ففتية فلسطين شكلوا معادلة صعبة، أذاقت الاحتلال بعض المرارة التي لطالما أذاقها للشعب الأعزل، وكان الإعلام داعماً أساسياً في ذلك.

 

فالاحتلال شنّ حربه ضد الإعلام الفلسطيني، لإدراكه مدى التأثير الذي أصبح يحدثه في مستوى الأحداث الجارية في الانتفاضة، حيث شهد هذا الإعلام تطوراً على صعيد التغطية وإظهار الحقائق، كما أظهر قدرته الكبرى والمؤثرة في تحريك الشارع، عبر توعيته بقضيته الأولى، وبضرورة مقاومة المحتل، والدفاع عن الحرمات والمقدسات والانتقام لدماء الشهداء. الاحتلال أدرك حجم الضغط الذي يواجهه، مع تطور الوسائل والعقول الإعلامية، فاليوم هناك الفضاء المفتوح الذي يسمح لكل الفلسطينيين أن يقوموا بدورهم في مضمار فضح الكيان وكشف مخططاته، ولكن في مقابل ذلك، فإن الاحتلال وضع كل جهده لطمس معالم الحقيقة، ومحاربة كل من يرفع صوته عالياً.

ارتكب الكيان 130 اعتداء بحق الصحفيين منذ بداية انتفاضة القدس في أكتوبر/تشرين الثاني، كما اعتقل أكثر من 80 فلسطينياً بتهمة التحريض على العنف على «الفيسبوك»، وأقر «الكنيست» الصهيوني مشروع القانون الذي يمكن من خلاله لسلطات الاحتلال أن توسع حملات الاعتقال التي تطال الفلسطينيين بسبب تهم التحريض، ومن المعلوم أن تهمة التحريض هي كلمة فضفاضة جداً عند الاحتلال، فكل من ينتقده فهو عنده يعد محرضاً. ولذا فالمطلوب من العالم أن يضع حداً لهذا الإسفاف المستمر، والانتصار للإعلام الذي هو عين المظلوم التي توثق ما يتعرض له.

على قباجة

من نفس القسم دولي