الوطن

شكيب خليل يعود في انتظار توليه منصبا رفيعا

بعد إقالته وصدور أمر دولي بالقبض عليه وخروجه بطريقة غامضة

عاد شكيب خليل ومن صالون كبار الزوار واستقبل من والي ولاية وهران. هكذا تناقلت وسائل الإعلام الخبر مصحوبا بصورة سربت عن قصد لتمرر رسالة واحدة، أن ما طالب به عمار سعداني لم يكن من فراق بقدر ما كان إجراء مطلوبا لتنفيذ ما تبقى، ويبقى الأهم هو استوزاره في قادم الأيام كعنوان ورسالة اعتذار ممن أقالوه في الفترة السابقة، وسربوا لوسائل الإعلام بأنه هرب وسرق، وهي نفسها التي تحاول اليوم أن تقدمه بأنه أفضل الكفاءات وتدخله ضمن من استهدفوا في المراحل السابقة من الدياراس الذي أصبح رمز الشر والشرور في وجهة نظرهم، وأي ملف يراد تسويته يعلق على مشجب أفعال كل الدياراس في الفترة السابقة.

شكيب الذي غادر الجزائر في فيفري 2013 بعد أن أقاله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتهمة الفساد لمحيطه قبل أن تمس شخصه في 28 ماي 2010، ليصدر النائب العام لمجلس قضاء الجزائر في 12 أوت 2013 أمرا دوليا بالقبض عليه مع زوجته وأولاده.

يعود شكيب وقد تمت إقالة كل من النائب العام الذي أصدر الأمر بالقبض ووزير العدل السابق محمد شرفي الذي كان يشرف على العدالة وقت إصدار الأمر، كما تم إبعاد الضباط الذين أجروا التحقيق في قضية سوناطراك بعد إقالة الفريق توفيق، لتتحرك الآلة السياسية والإعلامية في حملات منظمة لتبرئة وزير الطاقة السابق، وتقديمه ضحية مرحلة، بل حتى المطالبة بإعادة الاعتبار له من خلال عودته كوزير أو ربما حتى منصب أعلى في التعديل الحكومي القادم الذي لا يستبعد أن يكون من أسباب تأخره هو انتظار عودة شكيب خليل.

شكيب خليل يعد من رجالات الرئيس ومن المقربين أيضا بحكم علاقاته المتشابكة في دوائر دولية وخاصة أمريكية، بل يقول البعض أنه من أكبر المستشارين للرئيس وأصحاب القرار في البلد، ولا يستبعد علاقاته بلوبيات نافذة في واشنطن، ومن القلة من العرب ممن يسمح لهم بالتعامل معها. والعارفون بملف الرجل يقولون أن عودته تمت بصفقة ترسمت منذ ظهوره على "شاشة بلومبيرغ" الأمريكية وقدم على أنه رئيس سابق لـ"أوبك".

الجزائريون منقسمون حول عودة الرجل، فبين أحزاب المولاة التي عبر عنها سعداني وغول، في انتظار دعمه بشكل معلن في تجمع أواخر مارس، بمناسبة مبادرة سعداني في القاعة البيضوية، والدفع بترشيحه إلى مناصب عليا، في نفس الوقت اشتعلت موجة غضب في الفيس بوك من الناشطين الحقوقيين والمجموعات المختلفة التي تتهم السلطة بالفساد والسكوت عنه، بل حمايته بدل إعطاء مؤشرات تطبيق الدستور الجديد الذي بشر به الجزائريون، وتذهب أغلبية التعاليق إلى أن تعميم الفساد بل أكبر من ذلك هو حماية الفساد.

وفي تحاليل مقارنتية، يتوقع البعض أن يكون خليل هو "عز" مبارك الذي كان يشتغل بالسياسة والمال وكان الناصح للعائلة، وهو من أدى بها إلى ما وصلت إليه مصر.

كما برزت أصوات تدعو وتحمل الشعب المسؤولية فيما يحدث لأنه يقبل بكل شيء ولا يتحرك، كما أن القضية ستكون محل توظيف من قوى المعارضة التي سترى فيها فرصة لتأكيد أطروحاتها وخاصة في ملف التردد في محاربة الفساد.

ويصعب الربط بين التهديدات الأمنية المحيطة بالحدود الجزائرية وعودة شكيب خليل، وخاصة أن داعش أصبحت أداة التهديد الغربي بيد الدول الكبرى واللوبيات النافذة وتستعمل في الابتزاز والضغوطات السياسية والمالية، وأن إدارة الصفقات الكبرى تتم وفق مراتب ودوائر مغلقة.

خالد. شعودة شكيب خليل من جديد ستزيد من حدة التوترات الداخلية وتوسع الهوة في الاصطفافات أيضا، ما يجعل تحدي تماسك الجبهة الداخلية صعبا ويقلل من المشاركة ومقاربات معالجة مشاكل وأزمات الجزائريين.

 

خالد. ش

من نفس القسم الوطن