دولي

المعلمة الحروب والانتفاضة

القلم الفلسطيني



تكمن العلاقة بين انجاز المعلمة حنان الحروب وبين انتفاضة القدس في شهرها السادس؛ أن  الحروب الفلسطينية - المفخرة والانجاز والتألق- تعلم العالم أن الشعب الفلسطيني؛ هو ليس بأقل  من الشعوب الأخرى في تطور البشرية وتحقيق الانجازات؛ وكبقية شعوب الأرض لديه  الكثير  من الانجازات الخلاقه؛ ولديه من المحبة والتعطش للحرية ما يدفعه للثورة والانتفاضة على آخر احتلال ظالم في العالم؛ بعمليات الطعن والدهس وإطلاق النار.
هذا هو حال الشعب الفلسطيني؛ استشهاد ثلاثة فلسطينيين صباح يوم الاثنين 14\3\2016 تزامن مع فوز الحروب بجائزتها وبعد عدة ساعات فقط؛ والشهداء من منطقة الخليل هم من نفس منطقة المعلمة حنان الحروب، فالشعب الفلسطيني منه من يستشهد ومنه من يحصد الجوائز، لتستمر قافلة الشهداء والحراك والحياة حتى كنس الاحتلال. انجاز الحروب؛ أفرح الفلسطينيين، وشد من ساعد انتفاضة القدس، وأعطى الشعب الفلسطيني دفعة معنوية كبيرة، فكل انجاز يساهم بشكل تلقائي في تصويب الحالة الفلسطينية، ويخرجها من مأزق الانقسام ولو لوقت قصير خلال الشعور فرحة الانجاز. الانجاز هو من افرح الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم؛ كون ما فعلته الحروب جاء والاحتلال يقتل ويجرح ويعتقل ويصادر الأراضي ويهجر الفلسطينيين ويقوم بعد أنفاس الشعب الفلسطيني عدا، ليقتل فيه أي انجاز وطموح وأمل نحو الحرية والتحرر من الاحتلال الظالم المتغطرس. برغم قساوة الاحتلال وإجرامه وصعوبات التعلم والتنقل في الضفة الغربية؛ تحرز الحروب جائزة "أفضل معلم في العالم"، لتبرهن الحروب أيضا أن أفضل وسيلة للتعامل مع الاحتلال هي محاربته بالإنجاز والسمعة الطيبة للشعب الفلسطيني وعلى مستوى العالم جميعه، وهي أفضل بكثير  من الكثير؛ وحققت الكثير، ورفعت رأسها ورأس شعبها بإنجازها الطيب المثمر الذي تطول أوقاته. حنان الحروب (43 عاما) لم تحرز الجائزة على طبق من ذهب؛ كما هي الحرية التي لا تأتي على طبق من ذهب؛ فقد كانت ضمن عشرة مرشحين لنيل الجائزة المذكورة التي تنظمها مؤسسة "جيمس فاركي" العالمية وتبلغ قيمتها مليون دولار، علما بأن أكثر من ثمانية آلاف معلم حول العالم تقدموا للجائزة هذا العام. ما فعلته الحروب أنها ابتكرت منهجية إبداعية في التدريس تقوم على اللعب ونبذ العنف وتعتمد شعار "لا للعنف في التعليم"، واستخدامها تقنيات اللعب لتحقيق هذا الشعار؛ حيث استخدمت الحروب اللعب بوسائل بسيطة كوسيلة للعلم وتغيير سلوكيات الأطفال وبناء الثقة معهم وغرس الأخلاق والقيم فيهم قبل تعليمهم. ماذا لو أتيح للشعب الفلسطيني أن يحيا ويعيش كبقية شعوب الأرض دون حواجز الذل والاهانة، ودون قتل يومي واعتقالات يوميه، ودون مصادرة الأراضي، ودون سرقة مقدراته وخيراته؛ عندها سيكون كل يوم لدينا انجاز مثل انجاز الحروب. كل انجاز يسجل بمداد من ذهب لاحقا عبر صفحات التاريخ المشرفة والمشرفة، وانجاز طي صفحة الانقسام وتحقيق المصالحة، وعدم ترك الساحة خالية للموتورين ومريضي النفوس؛ هو أعظم انجاز ينتظره الشعب الفلسطيني؛ فهل سارع الجميع؛ قيادة وشعبا لذلك قبل فوات الأوان؛ نأمل ذلك
خالد معالي

من نفس القسم دولي