الوطن

الموالاة في مهمة قطع الطريق على المعارضة

سعداني يحضر لأكبر تجمع يتزامن مع المؤتمر الثاني للمعارضة نهاية الشهر



لم تكتف أحزاب الموالاة بتوجيه انتقادات لاذعة إلى المعارضة واتهامها باختيار الفنادق، بل توجهت إلى الميدان في منافسة واضحة، الهدف منها تنظيم أكبر تجمع ممثل في مبادرة سعداني، يكون فيه الملف الأمني في الواجهة. بالمقابل، تسابق أحزاب المعارضة الزمن لتنظيم نفسها تحسبا لعقد مؤتمرها الثاني في 30 مارس بتعاضدية العمال بزرالدة، بعد حصولها على الموافقة النهائية من وزارة الداخلية.
يستعد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني إلى تنظيم أكبر تجمع له نهاية الشهر، بعد أن قرر إعادة بعث مبادرته التي أطلق عليها "مبادرة التقدم في انسجام"، حيث انطلق سعداني في شحذ قواعده واستقطاب أكبر عدد ممكن من الأحزاب والشخصيات السياسية، والتي تعدت الـ40 حزبا و100 جمعية، ومن المنتظر أن ترد 5 تشكيلات سياسية أخرى على عرض عمار سعداني خلال الأيام المقبلة، من بينها حركة التغيير التي يقودها عبد المجيد مناصرة وحركة البناء الوطني التي يقودها الشيخ مصطفى بلمهدي. ومن المرتقب، حسب مصادر مطلعة، أن ينظم التجمع الحاشد خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس، حيث سيعقد اجتماع تشاوري بين التشكيلات السياسية خلال الأيام القليل المقبلة لضبط التاريخ الرسمي لانعقاده بالقاعة البيضوية.
بالمقابل، غيرت أحزاب المعارضة، بعد تعديل الدستور، من خطتها تجاه السلطة، حيث قررت وضعها أمام الأمر الواقع عبر تجاهلها لها خلال مؤتمرها المزمع تنظيمه نهاية الشهر الجاري، فيما تقرر وضع برنامج توافقي حكومي انتقالي لما بعد الرئيس ومقترح مشروع دستور, فيما قررت توجيه دعوة لأكثر من 100 حزب سياسي وشخصية وطنية.
هذا ولا تزال الاتهامات المتبادلة بين مكونات الطبقة السياسية تصنع الحدث في الجزائر، آخرها كان الانتقاد الذي وجهه عمار سعداني لأحزاب المعارضة، والتي اتهمها بالعمل داخل الفنادق وتجاهل الوضع الخطير على الحدود. ولم تمض ساعات حتى وردت أحزاب المعارضة على الاتهامات الأخيرة التي وجهتها لها أحزاب الموالاة، وأكدت أن الأمر دليل على حالة الارتباك التي تعيشها السلطة على أعلى مستوى ومحاولات للتغطية على فشل اقتصادي واجتماعي تسببت فيه.
كما أكدت أحزاب المعارضة أن المؤتمر الثاني للمعارضة، الذي سينظم نهاية الشهر الحالي، أخلط أوراق أحزاب الموالاة التي صعدت من لهجتها في الفترة الحالية عبر خطاب تصعيدي، كالت فيه تلك الأحزاب اتهامات خطيرة لأحزاب تطالب بضرورة التغيير وتحقيق انتقال ديمقراطي سلس، عن طريق انتخابات شفافة وهيئة مستقلة لمراقبتها، مشيرة أن أحزاب الموالاة متضايقة من حالة الانسجام التي تعمل فيها أحزاب المعارضة المجتمعة رغم الاختلافات الإيديولوجية لكل حزب وقناعاته السياسية والمصاعب التي تتلقاها، سواء معنويا أو ماديا، مقابل تناقضات تعيشها على غرار الصراع المعلن بين جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي


أمال. ط

من نفس القسم الوطن