دولي
نتنياهو يعلن إفلاسه
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 مارس 2016
الإعلام ينقل الحدث؛ ونقل الحدث ضاق به ذرعا "نتنياهو"؛ فراح يغلق فضائية فلسطين اليوم ويعتقل الصحفيين؛ وهذا يشكل إفلاس لحكومة "نتنياهو" في وقف عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار؛ كون الأمر يتعلق بحرية وكرامة شعب وليس ضيق اقتصادي ويأس وبطالة؛ كما يحاول قادة وكتاب الاحتلال أن يروجوه.
لم يأت الفلسطينيون من كافة دول العالم ليحتلوا شعبا آخر ويمارسوا الجرائم بحقه من قتل وطرد وتهجير وسرقة الأراضي؛ بل جاء يهود تشبعوا بالفكر الصهيوني من كافة دول العالم واحتلوا الأرض الفلسطينية؛ وراحوا يمارسوا بحق هذا الشعب كل أنواع الجرائم؛ وما يجري من عمليات طعن هي رد فعل للدفاع عن النفس والتخلص من الاحتلال ونيل الحرية، وبناء دولة تعيش بسلام كبقية شعوب الأرض التي لها دولة، وعلم، وحدود. يقبع 16 صحفيا فلسطينيا خلف القضبان في سجون الاحتلال؛ لمجرد أنهم نقلوا حقيقة ما يقوم به جنود الاحتلال في قرى ومدن الضفة الغربية من عمليات قتل بدم بارد، وتنكيل وتعذيب للشعب الفلسطيني المسالم. صحفيو فلسطين المحتلة؛ يدفعون ضريبة الكلمة، ويلاحقون صباح مساء؛ وتمارس الضغوط عليهم بطرق وأساليب شتى لكشفهم جرائم الاحتلال؛ كل ممارسات الاحتلال لاسكات الكلمة الحرة باءت بالفشل الذريع، ولن ينجح هذه المرة أيضا. تتهم حكومة "نتنياهو" وسائل الإعلام الفلسطينية والصحفيين بالتحريض على الطعن والدهس؛ والاتهامات الكاذبة درج الفلسطينيون على سماعها دوما من الاحتلال في السابق؛ وسيبقوا يسمعونها في اللاحق ولن تتوقف إلا بزوال الاحتلال. حاجة الشعب الفلسطيني كبيرة جدا للعيش بحرية؛ فالحرية كالنفس والروح؛ لا بديل عن الحرية، ولا بديل عن طرد الاحتلال وكنسه لمزابل التاريخ، ومن هو قوي ألان لن تدوم له القوة لاحقا؛ كون الأيام دول. الاعتقال وقتل الصحفيين كما جرى في غزة خلال الحروب الثلاث العدوانية التي شنت على القطاع؛ لم يثني الصحفيين؛ عن مواصلة واجبهم نحو شعبهم؛ بفضح وكشف ما يقوم به جنود الاحتلال من انتهاك للقانون وجرائم.
ينكر كتاب الاحتلال أن الشباب الفلسطيني يريد إنهاء الاحتلال؛ وان المسألة تدور حول الحرية والكرامة؛ ومن بينهم "ايتان هابر" الذي كتب في صحيفة "يديعوت" العبرية يقول بان هذه الانتفاضة خطرة علينا أكثر من سابقتيها لأنها ملقاة على عاتق الشبيبة الفلسطينية المحبطة والسئمة؛ هم على ما يبدو، من ناحيتنا، جيل ضائع، وهم سيكبرون مع الكراهية والسكاكين، وسيجعلون أيام صباهم أسطورة فلسطينية. لا يعشق الشعب الفلسطيني الذبح والطعن، ولا يحبه ولا يريده؛ ولكن قسوة وبطش وإجرام جنود الاحتلال؛ جعل الشباب الفلسطيني لا يجد وسيلة أخرى يدافع فيها عن شعبه ونفسه؛ فالمسئول هنا هو حكومة "نتنياهو" التي لا تريد أن تعترف بالحقوق الفلسطينية؛ ومن لا يعترف الآن؛ غدا سيجبر على الاعتراف؛ إن لم يجبر على أشياء أخرى أكثر خسارة له. في المحصلة والنتيجة النهائية؛ سيذهب قسرا "نتنياهو" هو وجيشه إلى مزابل التاريخ غير مأسوفا عليه، وفي سنوات قليلة جدا قادمة لا محالة؛ ولكن حتى ذلك الوقت لا بد من وحدة الصف والكلمة والهدف وتجميع الطاقات الفلسطينية والعربية، فالزمن يجري بسرعة، ولا مجال لهدر المزيد من الطاقات الخلاقة؛ فهل سارعنا لذلك!
خالد معالي