دولي
حل السلطة والمخطط الاستراتيجي الجديد لإسرائيل
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 مارس 2016
ماذا يجري في فلسطين وتحديداً في الضفة الغربية..؟ نعلم أن الأزمات والاضطرابات لم تقف يوماً ولم نستطع العيش في أمن وأمان مثل باقي شعوب المعمورة وهذا قدرنا شتات ولاجئون واحتلال ومتناقضات وسلطة عجوز عجزت عن مجارات الاحداث وكبرت بل شاخت ولم تستطع أن تبني دولة بل هدمت المؤسسات التي بنيت فالمجلس الوطني مثلاً.. لم يعقد أي جلسة منذ 30 عاماً والمجلس التشريعي المنتخب أقفلت أبوابة ولم يعقد أي جلسة منذ 15 عاماً وأما الشرطة الفلسطينية في الضفة فهي تحت قيادة الجنرال الأمريكي (دايتون) يأمرها من تل أبيب أو القدس. ولا تخضع للسلطة الفلسطينية. والرئيس الفلسطيني لا يستطيع أن يغادر ( رام الله) إلا بإذن أو تصريح.. من "إسرائيل" ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لا نريد أن نوجه سهاماً إلى صدر أحد.. فيكفيهم ما هم فيه. وصدق من قال تكسرت السهام على السهام. ولكن ماذا يجري هذه الأيام.. شيء خطير جداً ويجب الوقوف عنده ومعرفته والمساعدة في تقديم حل فهذه بلدنا أولاً وأخيراً ونحن نرى الأزمات المتتالية على السطح تهدد بشيء خطير أولاً:- (الأسير محمد القيق). فرج الله كربته فقد اضرب عن الطعام 94 يوماً واسرائيل غير مكترثه والسلطة لا تستطيع ان تعمل شيئا لإنقاذه او مساعدته وثانياً:- الشهيد الأسير الفلسطيني المحرر (عمر النايف) رحمه الله الذي تم اغتياله وهو في السفارة الفلسطينية في صوفيا عاصمة بلغاريا. والتقرير الطبي البلغاري يشير إلى إصابات في الجمجمة فمن أطلق النار عليه وهو في سفارة فلسطين..؟ وثالث الأزمات عضو المجلس الشريعي الفلسطيني (النائب نجاة أبو بكر) وإصرار الرئيس على محاكمتها بالرغم من أنها نائب في المجلس التشريعي وهي عضو في حركة فتح. والانتفاضة الفلسطينية على أشدها.. و"إسرائيل" تعدم الفلسطينيين في الشوارع.. بدم بارد وبدون محاكمة بحجة تافهه وهي أن الفلسطيني يحمل سكيناً لقتل إسرائيلي.
ماذا جرى واليهود المتطرفون يقتحمون.. باحات المسجد الأقصى المبارك يومياً والفلسطينيون يعتمدون على الله أولاً وعلى سلطتهم وهي حكومة ورئيس ودولة معترف بها من الهيئة العامة للأمم المتحدة.. إلا أن السلطة لا تفعل شيئاً أو دعونا نضع النقاط على الحروف.. السلطة الفلسطينية لا تستطيع أن ترفع حاجزاً من الحواجز الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية.. فهي سلطة على الورق فقط طبعاً أنا شخصياً.. أكرر أنني لا أحب توجيه سهام إلى صدر أحد في السلطة. ولكن بدافع المصلحة الفلسطينية التي نفديها بدمائنا وأرواحنا فعلاً وليس قولاً فقط. صحيح أن الرئيس عرفات قال (جهزوا السكاكين) في الانتفاضة الأولى وهي انتفاضة الحجارة بينما عباس قال (جهزوا البالونات الملونة) للاحتفال بالصمود. الفرق كبير بين قامات تشبه المآذن.. وقامات لا تكاد تراها بالعين المجرده. إلى متى سوف يبقى الحال على هذه الحال..؟ سئمنا من محاربة التنسيق الأمني.. مع "إسرائيل" وإصرار عباس على أن (التنسيق الأمني مقدس) وعلى كلماته التي أصبحت إسطوانة مشروخة. واخيراً سمعنا وزيراً إسرائيلياً يقول..:- إن حل السلطة الفلسطينية مسألة وقت صحيفة (هآرتس) وأن نتنياهو صرح في مؤتمر صحفي بأن تهديدات عباس بحل السلطة وتسليم مفاتيح السلطة الى نتنياهو أصبحت لا تخيف أحداً.. ولا تعني شيئاً. "إسرائيل" تستولي على الأرض الفلسطينية وتبني عليها المستوطنات بحسب خطة مدروسة ومن قبل قيام "إسرائيل". فقد صرح (اسحق شامير) في لحظة وجدانية عميقة:- (بأن إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر هي عقيدتي وحلمي الشخصي وأنه بدون هذا هذا الكيان الصغير لن تكتمل الهجرة ولا الصعود إلى أرض الميعاد الكبرى. كتاب (الصهيونية والعنف) ونتنياهو ما زال يريد العودة إلى الحدود التوراتية.. ل"إسرائيل" بإعادة الحياة الى "إسرائيل الكبرى". وأن ما يجري في (سوريا) الآن هو أمل "إسرائيل" في تقسيم سوريا.. والحصول على مغانم جديدة من الأرض السورية التي تقع في أحلام نتنياهو "من النيل إلى الفرات حدودك يا إسرائيل". فقد قال في كتابة (مكان تحت الشمس) لن اعطي للفلسطينيين شبراً في غور الأردن ولن أسمح لهم بالوصول إلى نهر الأردن.) إن الذي دفعني الى كتابة هذا المقال هو معرفة نحن إلى أين..؟ فالسلطة لا تملك عصا موسى.. ولا قوة عنترة.. فهي على الورق فقط. كما يعرف الجميع فإذا تم حل السلطة الفلسطينية.. فما هو المستقبل خاصة وأن (أبو مازن) بلغ أكثر من سن الشيخوخة.. وأن الصراع بين خلافائه عميق وهم والحمد لله كثيرون والصراع على الأبواب فكل يشحذ سكينه. وزير المالية الاسرائيلي قال بأن "إسرئيل" سوف تبحث عن (أورشليم دولية) أو تجبر "إسرائيل" على الاعتناء بكل الفلسطينيين.. باعتبارهم شعباً محتلاً. بينما قال (اسحق هرتزوج) "إسرائيل" لن تسمح أبداً بدولة لشعبين.. ونسمع صوت إيهود (باراك) وهو يحاول العودة إلى المسرح السياسي.. بأنه لا سبيل أفضل من إعادة الحكم العسكري للضفة... كل هذا ونحن في سبات عميق..لا نبحث مستقبلنا..! الذي لفت نظري هو سرعة الديناميكية الإسرائيلية.. والتكيف مع الظروف الدولية فإن عقول الإسرائيلين وكبار المفكرين الاستراتيجيين ل"إسرائيل" في الخارج أمثال (كيسينجر) و(مادلين أولبرايت) وهم الذين يضعون الخطوط العريضة للسياسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط. هؤلاء يقولون إنه من منظور النظام العالمي الجديد.. قد تغيرت طلبات "إسرائيل" ووظيفتها في المنطقة. ولم يعد ضم الأراضي أو الاستيلاء عليها.. مسالة حيوية بالنسبة لها. ف"إسرائيل" الآن تحاول أن تلعب دوراً وظيفياً جديداً.. يتطلب منها التغلغل في العالم العربي بالتعاون مع بعض النخب السياسية العربية الحاكمة.. كجزء من عملية تدويل المنطقة وضمها إلى النظام العالمي الجديد. وهذا يتطلب أن تتخلى "إسرائيل" عن لونها (اليهودي الفاقع) وكل المتواليات السياسية والعسكرية المرتبطة بهذا اللون. وتكمل الطوق الحديدي بقفاز من حرير هو معاهدات السلام مع العالم العربي.. بمختلف اشكالها. ترى ماذا أعددنا لمواجهة المخطط الرهيب؟ أين المفكرون الفلسطينيون والعرب؟ أعداؤنا يتحركون ويفكرون ويضعون الخطط ل"إسرائيل" ونحن إلى أين..؟ هل عدنا إلى قول
المحامي سفيان الشوا