دولي

"إسرائيل" تحت الحصار .. نجاحات بفعل الانتفاضة والمقاطعة الدولية

مع دخول انتفاضة القدس شهرها السادس


مع دخول انتفاضة القدس شهرها السادس، بأداء عمليات متصاعد وممتدّ على خارطة الوطن الفلسطيني، مسّ منظومة الأمن الصهيونية؛ ما أدى إلى تغير في نمط السياحة الوافدة للكيان؛ بالتوازي مع تزايد تأثيرات حركة المقاطعة الدولية للاحتلال؛ لنكون أمام مشهد استثنائي يتعرض فيه الاحتلال إلى شكل من أشكال الحصار الداخلي والخارجي.
ووفق موقع NRG العبري؛ فإن تزايد العمليات الفدائية دفع وزارة السياحة الروسية أن تطلب من رعاياها في الكيان الصهيوني إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم الذهاب إلى الأماكن المزدحمة والانصياع لتعليمات الأجهزة الأمنية الصهيونية.
وتسببت سلسلة العمليات الأخيرة، في زعزعة الأمن لدى الصهاينة في كافة الأراضي المحتلة، مع نجاح المقاومين الفلسطينيين في تجاوز كل الحواجز والمعيقات الصهيونية وتنفيذ عملياتهم الفردية، وسط مخاوف من تطور هذا الفعل إلى عمليات نوعية منظمة. وأشار الموقع العبري إلى مقتل عسكري أمريكي من ولاية تكساس "تايلور ألين فورس" خلال تواجده في يافا شمال فلسطين المحتلة في عملية طعن نفذها الثلاثاء الماضي مقاوم من قلقيلية، نجح في الوصول للمكان رغم عدم حصوله على تصريح دخول لـ"إسرائيل". وبحسب الإعلام العبري؛ فإن القتيل الأمريكي حاصل على درجة البكالوريوس في الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، وخدم كضابط مدفعية من 2009-2014، وشارك في الحرب على العراق وأفغانستان. وأظهرت صور بعض الشوارع داخل فلسطين المحتلة منذ عام 1948 شبه خاليه، بعدما طلبت قوات الاحتلال من المستوطنين البقاء في منازلهم خشية تواجد مقاومين فلسطينيين خلال الأيام الماضية؛ وهو مشهد تكرر أكثر من مرة منذ بداية انتفاضة القدس؛ الأمر الذي يعكس حجم الرعب الذي يثيره الفدائيون في عمق الكيان الصهيوني.
وبالتوازي مع آثار الانتفاضة في زعزعة الأمن الصهيوني، بدأت آثار المقاطعة الدولية تؤتي نجاحات على صعيد حصار الاحتلال. وكشفت صحيفة هآرتس أن شركة الحراسة البريطانية ستغلق مكاتبها وتبيع حصتها في "إسرائيل"؛ تماشيا مع ضغوط من حركة المقاطعة الدولية العالمية الناشطة في مقاطعة "إسرائيل" ووقف العمل فيها والتطبيع معها.
وتشغل الشركة حوالي 8 آلاف موظف في "إسرائيل" بمبلغ يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل "142 مليون دولار"، علما بأن استثمارات هذه الشركة في الخارج على المدى المنظور تصل ما بين 250-350 مليون جنيه استرليني (355-479) مليون دولار.
وأضافت الصحيفة، أن الشركة بدأت فعلا ببيع حصتها، لأنها تخشى خسارات أخرى فادحة إذا ما استمرت في العمل بـ"إسرائيل"، بعدما تعرضت لانتقادات عالية جدًّا لمشاركتها في تأمين شركات حراسة وأمن للاحتلال ومنشآتها في الضفة الغربية المحتلة، سواء لصيانة المعدات أو أدوات كشف وتمشيط أو نصبها الحواجز العسكرية، وإدارتها لسجن عوفر الذي يتواجد فيها أسرى فلسطينيّون.
ويؤكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن انسحاب شركة G4S البريطانية من "إسرائيل" بإغلاق مكاتبها "يمثل انتصارا جديدا بالغ الأهمية لحركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل". وأضاف البرغوثي، إن إغلاق مكاتب شركة G4S يؤكد على فاعلية حركة المقاطعة التي تتصاعد وتتسع وتلحق خسائر جدية في الاقتصاد الصهيوني، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز الرائع سيساعد حركة المقاطعة في الضغط على شركات أخرى تتعامل مع الاحتلال، ويؤكد على نجاح المقاطعة.
الجدير بالذكر أن منظمة BDS ركزت نشاطاتها في السنة الماضية ضد كبرى الشركات العالمية للأمن والحماية التي تعمل في الكيان الصهيوني؛ ما أدى إلى فقدان تلك الشركات عقودا عالمية ضخمة أضرت بمصالحها، وأصبح مصير تلك الشركات إما الخسائر في العالم أو "إسرائيل"، وقد نشطت منظمة BDS في زعزعة استثمارات شركة "جولتر البريطانية"، وكبدت تلك الشركة خسائر كبيرة في العقود، جراء تورطها في بيع معدات حراسة لسجن عوفر غرب رام الله.
أمال.ص

من نفس القسم دولي