الوطن

أسعار اللحوم البيضاء تنهار في انتظار ارتفاع رمضان!

موازاة مع تجاهل الوصاية وعدم تدخلها لامتصاص فائض الإنتاج


تعرف أسعار اللحوم البيضاء هذه الأيام انخفاضا محسوسا بسبب فائض الإنتاج الذي سجله مربو الدواجن جعلهم يبيعون أنجتاهم بالخسارة وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على الأسعار الفترة المقبلة خاصة وأن شهر رمضان لم يعد يفصلنا عنه سوي ثلاثة أشهر ما يعني أن الأسعار ستلتهب بسبب الخسار بالجملة التي يتكبدها المربون موازاة مع تجاهل وزارة الفلاحة للوضع وعدم تدخلها لا امتصاص فائض الإنتاج وتخزينه.
بلغت أسعار الدواجن أمس مستويات منخفضة حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 250 دينار في العاصمة في حين بلغ أسعار أقل تراوحت بين 190 دينار و220 دينار في بعض الولايات على غرار وهران عنابة، بالمقابل فان مربو الدواجن هذه الفترة يبيعون منتوجهم بالخسارة في حدود 130 و140 دينار ما جعلهم يطلقون نداء استغاثة مطالبين وزارة الفلاحة بالتدخل لامتصاص فائض الإنتاج هذا وتخزينه حفاظا على الأسعار من الانهيار هذه الفترة من جهة والارتفاع المفاجئ خلال شهر رمضان على وجه الخصوص خاصة وأن هذا الشهر يعرف نقصا فادحا في مادة اللحوم البيضاء ما جعل الحكومة في العديد من المناسبات تستورد دواجن مجمدة من بلدان أسيوية، وحسب ما أكده عدد من مربي الدواجن لـ"الرائد" فإن انهيار الأسعار جاء بعد تسجيل وفرة في الإنتاج هذه السنة بسبب الظروف الطبيعية التي تميزت بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة بداية فصل الشتاء وهو مناخ ساعد على تكاثر الدواجن، ما خلق فائضا كبيرا في الإنتاج وأدى إلى انخفاض الأسعار، بحيث أصبح المربي يبيع الدجاج بسعر أقل من تكلفة تربية الدجاجة الواحدة. ويطالب مربو الدجاج في هذا السياق بضرورة اتخاذ إجراءات من أجل امتصاص الفائض في إنتاج اللحوم البيضاء تفاديا لمزيد من الخسائر للمربين جراء انخفاض الأسعار في السوق و"الإبقاء على استمرارية تربية الدواجن"، مؤكدين أنه يتعين على السلطات العمومية "بذل المزيد من الجهود لحث المذابح الخاصة على ضم المربين من حولهم وكذا منتجي الأغذية والكتاكيت لإنشاء مجمعات ذات اهتمام مشترك حتى يتسنى لهم الاستفادة من مرافقة تقنية ومالية".
كما أوضح المربون أن هذه الخسارة المتواصلة قد تدفع ليأس البعض وتراجعهم عن تسمين الكتاكيت، مما قد يدفع بشعبة الدواجن إلى الانقراض، من جانب آخر يحمّل مربو الدواج مسؤولية ارتفاع الأسعار الأشهر القادمة  لوزارة الفلاحة، متسائلين ما الفائدة أن نأكل الدجاج رخيصا هذا العام وتنقرض شعبة الدجاج العام المقبل، فالأسعار المنخفضة هذه السنة وإن تواصلت ستدفع العديد من المربين للتخلي عن هذا النشاط، الأمر الذي سيخلق تفاوتا بين العرض والطلب ويسبب عجزا في الإنتاج ما معناه ارتفاعا جنونيا في أسعار اللحوم البيضاء التي تسهلك أكثر من تلك الحمراء، وكان نائب رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك قد اكد في تصريحات سابقة لـ"الرائد"  أن الفوضى التي تعرفها شعبة تربية الدواجن وفائض الإنتاج المسجل هذه السنة، والذي سبب خسائر بالجملة للمربين سينعكس سلبا في المدى القريب على المستهلك، من خلال ارتفاع جنوني في الأسعار حيث توقع لقصوري أن تصل الأسعار إلى مستويات قياسية بسبب تخلي المربين عن النشاط في حال لم تتدخل وزارة الفلاحة لامتصاص الفائض والحفاظ على مستويات الأسعار وهو مالم يحدث لغاية الأن.
مضيفا أن مشكلة شعبة تربية الدواجن هي مشكلة فوضى قطاع وليس فقط فائضا في الإنتاج هذه السنة لم يتم امتصاصه من طرف الجهات الوصية. وأوضح لقصوري ذلك بالقول إن حوالي 80 بالمائة من مربي الدواجن ينشطون بطرق غير شرعية داخل إسطبلات ومستودعات حيث لا يخضع هؤلاء لأي إحصاء أو مراقبة ومتابعة من طرف مصالح وزارة الفلاحة، ما يجعل إنتاج الجزائر من اللحوم البيضاء غير معروف بصفة دقيقة وكذلك معدل الاستهلاك، وعليه طالب لقصوري في هذا الصدد من وزارة الفلاحة والجهات المعنية بضرورة تفعيل دور ديوان اللحوم البيضاء، مؤكدا أن هذا الديوان كجهاز هو موجود لكنه غائب إن نظرنا إلى نشاطه الذي من المفروض أن يكون الإحصاء والمراقبة والتحكم في الأسعار، مؤكدا أنه على وزارة الفلاحة إجراء إحصاء دقيق لعدد مربي الدواجن وضمهم في تنظيم رسمي بهدف معرفة حجم الإنتاج الوطني من اللحوم البيضاء ومقارنته بحجم الاستهلاك وتوجيه الفائض من هذا الإنتاج إما للتصدير للدول المجاورة أو تخزينه عن طريق تجميده من أجل استعماله لضبط الأسعار إن تم تسجيل عجز بسبب ظروف مناخية أو مهنية للمربين.
س. زموش

من نفس القسم الوطن