الوطن

نقاط قوة الجيش في صدّ الإرهاب في الجزائر

بعد تنامي المخاطر الأمنية والتحول في استراتيجية الإرهاب


 لازالت التطورات الأمنية التي تحدث في دول الجوار، خاصة بعد حادثة بن قردان التي اعتبرت نقطة تحول في العمل الإرهابي واستراتيجية داعش التي كثيرا ما كانت مجرد تهديدات وتخوفات، انتقلت إلى الواقع وتحولت إلى خطط نجح الجيش التونسي والقوى الأمنية في تجاوز المحاولة الأولى. ولكن أكدت تحول داعش إلى استراتيجية نقل قواعدها إلى دول الجوار وأنها تبحث بكل الوسائل الممكنة إيجاد ولايات في تونس أو أي منطقة يمكنها أن تؤسس لها، مثل ما فعلت من قبل في العراق وسوريا.
وتأخذ الجزائر وقيادة الجيش بشكل جاد وحتى القيادة السياسية ممثلة في رئيس الجمهورية، الذي عبر في رسالته، أول أمس، بمناسبة عيد المرأة، ويؤكد على "اليقظة والمشاركة في الحفاظ على أمن الجزائر في هذه اللحظات التي تعرف فيها منطقتنا مخاطر وأزمات تزداد وتشتعل يوما بعد يوم". وقد ترجمت قيادة الجيش هذه التوجيهات من خلال إعلان حالة الطوارئ على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية. وتحدثت مصادر على أهمية الانتقال العملي لليقظة عبر توسيع مراكز القيادة والزيادة في عدد المناطق العملياتية، والتي يفهم منها أنها تضم عدة قطاعات عسكرية وبصلاحيات أكبر في الرد على أي تهديد ولا تنتظر الأوامر المركزية، خاصة في المناطق المحاذية للحدود مع تونس وليبيا. ولا يستبعد أن تشكل مثل هذه المناطق في وادي سوف التي تعتبر من النقاط الرخوة التي بدأ فيها العمل الإرهابي من قبل، بل كانت المنطلق في حادثة قمار التي حاول فيها الإرهابيون وقتها الاعتداء على ثكنة عسكرية. كما أن تكثيف وجود الجيش في المناطق التي بها المنشآت البترولية قرار وتوجه اتخذ منذ الاعتداء على تيڤنتورين، رغم أن أغلب التحاليل والمراقبين يرون أن تنظيم الدولة لم يستهدف في الفترات السابقة حتى في المناطق التي احتلها سواء في العراق أو ليبيا، الآبار إلا التي سمح له دوليا.
وتأكدت التجربة الجزائرية في الفترات السابقة سواء في محاربة الجريمة المنظمة أو ملاحقة الإرهابيين في الممرات المحتملة في الصحراء الكبرى، ما يسهل عملية المراقبة من جهة ومتابعة أي محاولة للدخول للتراب الجزائري، ومن شأن المنطقة العملياتية أن تصد أي محاولات اعتداء أو اقتراب، بالنظر إلى الإمكانيات سواء من تأطير بشري أو العتاد الذي يتوفر عندها.
كما يعول الجيش كثيرا على التعاون الشعبي بالنظر إلى المكانة التي يتمتع بها نتيجة مواقفه العملية في كل أنحاء البلاد، ومساهمته في تقديم المساعدات المباشرة للبدو والرحل وكذا سكان المناطق النائية، وهي مكانة تمكنه من أداء مهامه الوطنية في أريحية مستندا إلى الدعم الشعبي والحاضنة الشعبية التي أدركت وثمنت مواقفه ومبادراته القبلية في الوقوف مع السكان في مختلف أزماتهم من جهة، كما أن الخطاب وأساليب التعبئة الإرهابية أصبحت غير مجدية في الجزائر عموما وفي المناطق الحدودية على وجه الخصوص.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن