الوطن

سلال : لسنا في إفلاس ولدينا ما نواجه به أزمة النفط

أكد على التحديات الملقاة على عاتق الجزائر اليوم في ظل تحولات الراهن الدولي

 

  • الحكومة تلتزم ببرنامج عدل


جدد الوزير الأول، عبد المالك سلال، رسالة التعهد للجزائريين، بمواصلة الحكومة دعم الجبهة الاجتماعية مهما كانت حدّة الظروف الاقتصادية الراهنة، خاصة تلك التي نتجت مع الأزمة المتعلقة بانهيار أسعار النفط في السوق الدولية،.وقال المتحدث مخاطبا الجزائريين بأن الحكومة ستواصل سياستها وبرامجها المتعلقة بهذا الجانب، وخاصة ملف السكن الذي تعهدت في السابق بإخراج الجزائريين من أزمة السكن قريبا وهي تقوم، على حدّ تعبيره، بذلك الآن. وأوضح المتحدث بشأن سياسة الحكومة تجاه ما خلفته أسعار النفط المتدهورة في السوق العالمية قبل أشهر عديدة، بالتأكيد بأن الجزائر ليست في حالة إفلاس بعد، مشيرا إلى أن الحكومة لديها الأدوات التي من شأنها أن تواجه هذه الأزمة مستقبلا. وذكر المكلف بإدارة الجهاز التنفيذي بالتحديات الملقاة اليوم على عاتق الجزائر، في ظل ما أسماه بـ"تحولات" الراهن الدولي التي خلفت منافسة شرسة ولا حدود لها، سواء تعلق الأمر بالشق السياسي أو الاقتصادي.
أوضح عبد المالك سلال، خلال التصريحات التي أدلى بها للصحفيين، أمس، على هامش الزيارة التفقدية التي قادته لولاية عنابة، بأن الجزائريين مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى الذود عن مصالح الجزائر ومكانتها بين الأمم، في ظل نظام سياسي واقتصادي عالمي تسوده "منافسة شرسة لا حدود لها"، مشيرا إلى أنه "يتعين علينا جميعا الذود عن مصالحنا وعن مكانة الجزائر في هذا النظام السياسي والاقتصادي العالمي الجديد"، وأضاف يقول في هذا السياق أن ذلك يعد بمثابة "واجب وطني ومهمة كل جزائري يحب وطنه".
الوزير الأول ذكر الجزائريين بأهمية التحولات التي يشهدها العالم اليوم، حيث قال إن "العالم اليوم يشهد تحولات هامة على كل الأصعدة الجيو-إستراتيجية منها والسياسية والاقتصادية, تسوده منافسة شرسة لا حدود لها"، ودعا في هذا السياق كافة المواطنين إلى العمل من أجل "إسماع صوت الجزائر في المحفل الدولي", خاصة، كما قال، وأن الجزائر "أصبحت فاعلا سياسيا واقتصاديا هاما على الصعيد القاري والجهوي وفي حوض البحر الأبيض المتوسط".

•    الجزائر "ليست في حالة إفلاس" رغم انهيار أسعار النفط
وفي سياق متصل بالتحولات الدولية الاقتصادية، أكد سلال أن الجزائر "ليست في حالة إفلاس" وأنها تملك "مؤهلات هامة" تمكنها من مواجهة الانهيار العالمي لأسعار النفط. وقال بهذا الخصوص أن الجزائر "تملك مؤهلات هامة تسمح لها بمواجهة الظرف الاقتصادي المتأزم الذي يفرضه السياق الدولي"، وأوضح أن الإطارات والكفاءات الشابة "القادرة على تحقيق المعجزات" تأتي في مقدمة هذه المؤهلات. وقد "فرضت نفسها في الخارج ومن شأنها أن تفرض نفسها في بلدها"، وأمام هذا الوضع, ناشد الوزير الأول جميع الجزائريين من أجل "تركيز الجهود على المصلحة الوطنية وتقديم التضحيات في سبيل ذلك", مشيرا إلى أن "ضمان مستقبل الأجيال القادمة هو مسؤوليتنا ومهمتنا جميعا".
 
•    الدستور الجديد وضع بصفة نهائية معالم التجديد المؤسساتي في الجزائر
 وعاد المتحدث للحديث عن الدستور الجديد للبلاد بعد أن أصبح ساري المفعول، ليقول أن الدستور المعدل الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه شهر فيفري الفارط، "يضع بصفة نهائية معالم التجديد المؤسساتي والديمقراطي في الجزائر"، وأضاف بأنه "كرس نهائيا وبشكل لا رجعة فيه الطابع الجمهوري للدولة الجزائرية والفصل بين السلطات والمبادئ الديمقراطية, كما عزز الوحدة والهوية الوطنيتين"، مشيرا إلى أن "أشواط التقدم السياسي والمؤسساتي والاقتصادي التي أدخلها الدستور الجديد ليست في الواقع, سوى تطبيقا للجيل الجديد من الإصلاحات التي ستسمح للجزائر من تحقيق أحد أهم الأهداف التي رسمها بيان أول نوفمبر1954"، وحذر من أن الظرف الراهن "لا يسمح بالوقوع في أي خطأ, بل يستوجب علينا جميعا التركيز على المصالح العليا للبلاد"، وتابع قائلا: "لقد أصبح الوقت الآن, وقت العمل وإنشاء الثروات ومناصب الشغل, فلم تعد لدينا خيارات أخرى سوى العمل بجد وفعالية وبسرعة من أجل ضمان إقلاع اقتصادي لبلادنا".
 
•    لا بد من تغيير الذهنيات لتسيير القطاع الفلاحي الآن
وفيما يتعلق بتحديات الراهن الملقاة على عاتق الحكومة، أكد الوزير الأول على ضرورة تغيير الذهنيات في تسيير القطاع الفلاحي واعتماد رؤى أخرى تماشيا وبرنامج الحكومة. وقال سلال، لدى تدشينه مستثمرة فلاحية خاصة تتربع على 380 هكتار، في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى ولاية عنابة، "نحن الآن مجبرون على تغيير الذهنيات على اعتبار أن برنامج الحكومة قائم أساسا على الصناعة، ولكن أيضا على الفلاحة"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق في الوقت الراهن بـ"تحسين المؤهلات التي نتوفر عليها".
ولدى تلقي الوزير الأول عرضا حول وضعية القطاع الفلاحي بولاية عنابة، تم التوضيح له بأن الأبقار الحلوب تنتج يوميا 6 لترات من الحليب للرأس الواحدة، حيث اعتبر سلال أن الأمر يتعلق هنا بوضعية "غير اقتصادية وغير مقبولة"، وأكد المتحدث في هذا الصدد على ضرورة "التحكم في تقنيات تربية المواشي واعتماد رؤية أخرى للقطاع الفلاحي، من خلال التوجه نحو الشراكة مع الأجانب"، كما دعا سلال، الذي شجع مسير المستثمرة على توسيع المساحة المخصصة لزراعة الطماطم الصناعية مع دعم ومرافقة الدولة، إلى "التخطيط للتصدير"، مذكرا في هذا السياق بالإنتاج الوفير للبطاطس والطماطم بولاية الوادي، وقال سلال: "يتعين على الجزائر اليوم استغلال مساحتها الفلاحية ولديها الإمكانات للقيام بذلك.".
 
•    رغم الظرف الاقتصادي الصعب سنلتزم ببرنامج عدل!
وفي نفس السياق، أكد أن الحكومة ستفي بالعهد الذي قطعته مع المواطنين، على الرغم من الظرفية الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وستنجز جميع المشاريع السكنية المسطرة في برنامج "عدل". وخاطب المكتتبين يقول: "تعرفون جميعا الوضع المالي الصعب الذي تمر به البلاد، لكننا مصممون على الوفاء بالعهد الذي قطعناه معكم"، وأشار الوزير الأول، إلى أن حوالي 8 آلاف سكن عدل لبرنامج 2001 و2002 ستوزع بالعاصمة شهر رمضان المقبل.
 
•    سلال: كمال داود يتعرض للاستغلال !!
هذا وتطرق الوزير الأول لقضية الروائي المثير للجدل، كمال داود، حيث قال للصحفيين بأنه سبق وأن تحدث معه وطلب منه الكتابة في الجزائر وليس في فرنسا، في إشارة إلى أن الكتابة هناك ستجعل أطرافا عديدة تستغله، وهو ما حدث بالفعل في تلميحات سلال، الذي رفض التطرق لطبيعة هذا الاستغلال وإن كانت مرتبطة بالدعم الذي يلقاه الآن من قبل الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس.


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن