الوطن

حكومة بن كيران تتهجم على الأمين العام للأمم المتحدة

متجاوزة كل الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية



  • زيارة روس للمنطقة في نهاية مارس


لم تهضم الحكومة ولا الإعلام المغربي الزيارة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة وما كان فيها من رسائل، خاصة حين استقبل في بئر الحلو، المنطقة المحررة من قيادات الصحراء الغربية، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الصحراوية. واعتبرت حكومة بن كيران، في تصريح لها يشتم فيه رائحة الغضب والندم في نفس الوقت لامتناع الرباط عن استقبال الأمين، واتهمته بـ"التخلي عن حياده وموضوعيته"، وبالوقوع في "انزلاقات لفظية"، خاصة حين عبر أن الصحراء الغربية أرض "محتلة".
وتجاوزت الحكومة المغربية كل القوانين والمواثيق الدولية التي يمثلها بان كيمون، حين اعتبرت أن وصفها بالمحتل وأن "استعمال هذا التوصيف ليس له سند سياسي أو قانوني ويشكل إهانة بالنسبة للحكومة". وقالت حكومة الاحتلال المغربية في بيانها أنها تبدي اندهاشها الكبير لما وصفته بـ"الانزلاقات" اللفظية وفرض أمر واقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي، بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة. وأضاف البيان المغربي أن الرباط تعبر عن "احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام الأممي حول قضية الصحراء الغربية"، مؤكدا أن "هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن".
ويقرأ بعض المراقبين موقف الحكومة المغربية من الخوف مما هو آت وانزعاج الأمين العام والوفد المرافق له، خاصة الدبلوماسيين الأمريكيين من رفض الرباط استقبالهم، ولم يتأخر رد الهيئة الأممية، حيث قال أمس، فارهام هاك، المتحدث باسم الأمين العام الأممي، أن المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، أخطره يوم الإثنين بأنه قبل دعوة للتوجه إلى الرباط نهاية شهر مارس، حيث سيلتقي بالسلطات المغربية. كما تقود هذه الزيارة روس إلى بلدان المنطقة.
وعن سؤال حول ما إذا كان الأمين العام الأممي سيواجه الضغوط التي تمارسها بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والتي تعرقل تسوية المسألة الصحراوية، على غرار فرنسا، أكد السيد هاك أن الأمين العام الأممي على وعي بالتأثير الذي تمارسه هذه البلدان بشأن هذا الملف.
وينوي بهذا الصدد، حسب هاك، إبلاغ رسالة إلى مجلس الأمن لإخطاره بحقيقة الوضع في الصحراء الغربية المحتلة. وقال في هذا السياق أن "الأمين العام الأممي لاحظ غضب وتذمر الصحراويين تجاه الأمم المتحدة وأعضاء المجلس، لنسيانهم على مدار 40 سنة خلت". وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من قبل المغرب منذ 1975 بدعم من فرنسا وسكوت الولايات المتحدة الأمريكية وتذبذب مواقفها، رغم أن جل المبعوثين الأمميين في القضية كانوا أمريكيين، وكثيرا ما اصطدموا مع خيارات البيت الأبيض رغم قناعاتهم بضرورة إجراء الاستفتاء لتقرير المصير.
وحاول الإعلام الغربي قبل الزيارة وبعدها إشاعة نوع من الطمأنة لدى الرأي العام المغربي، وترديد مقولات منسوبة لمقربين من المخزن، مفادها أن "الزيارة لا تغير من الواقع شيئا، بحيث إنها زيارة عرضية لقوات أممية في الميدان، ومخيم لاجئين، والسعي إلى تحسين أحوالهم"، كما حاول البعض التقليل من أهميتها، بما في ذلك بيان الحكومة التي حرصت على وصف الزيارة بأنها تتزامن مع آخر ولاية الأمين العام


خالد. ش

من نفس القسم الوطن