الوطن

الجزائر تدعو إلى مقاطعة فعليّة للكيان الصهيوني

حثت على ضرورة بعث صندوق القدس والأقصى

 

  • بوتفليقة: القضية الفلسطينية لا تزال تشغل وجدان كل الجزائريين


أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن "القضية الفلسطينية لا تزال تشغل وجدان كل الجزائريين، وتحظى باهتمام الجزائر رسميا وشعبيا"، مضيفا أنها "لم تتوان الجزائر يوما عن مؤازرة الشعب الفلسطيني ودعم نضاله البطولي وصموده أمام آلة الاحتلال، إلى أن يسترد كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طبقا لمرجعيات السلام ولكل القرارات الأممية ذات الصلة".
وأوضح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، في كلمة له ألقاها بالنيابة عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، ممثلا عنه في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي حول فلسطين بجاكارتا - إندونيسيا، أن "الجزائر وإيمانا منها بمبدأ حق الشعوب في الحرية والانعتاق من الاستعمار وتقرير المصير، فقد ظلت الجزائر دوما واقفة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ومؤازرة لقضيته وداعمة لمقاومته البطولية ضد الاحتلال"، مؤكدا أن "الأمانة التاريخية تقتضي منا التذكير بالدور المفصلي الذي لعبته الجزائر خلال القمة العربية الخامسة المنعقدة بالجزائر في عام 1973 والذي تكلّل بتكريس منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني". وأضاف بوتفليقة أن "هذا القرار التاريخي شكّل مكسبا هاما ومنعطفا حاسما في مسار المساعي الدبلوماسية الفلسطينية، حيث كان بمثابة الشرارة الأولى لاعترافات المجتمع الدولي بدولة فلسطين كحقيقة تاريخية"، مستطردا أن "المجتمع الدولي أضحى أكثر تجاوبا مع مطالب الشعب الفلسطيني، وأوسع تنديدا بسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يفرض علينا عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية لاستغلالها وتكثيف جهودنا من أجل توسيع دائرة المتضامنين والمتعاطفين مع نضال الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته".
ودعت الجزائر، في سياق متصل، الدول الإسلامية إلى حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي والمالي للسلطة والشعب الفلسطينيين، حيث اقترحت في هذا الصدد "اعتماد مجموعة من الإجراءات العملية، منها تجسيد المقاطعة الكيان الصهيوني وتفعيل مكتب المقاطعة على مستوى الأمانة العامة، مع تقديم تقارير دورية من قبل الأمين العام إلى مجلس وزراء الخارجية وإلى مؤتمر القمة الإسلامي"، وطالبت الجزائر بضرورة "حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي والمالي للسلطة والشعب الفلسطينيين، والالتزام بمساندة المبادرات الدبلوماسية الفلسطينية في المحافل الدولية والتصويت لصالح القرارات المتعلقة بفلسطين، لاسيما على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة".
كما ناشدت الجزائر دول المنظمة "ضرورة العمل على توسيع الاعترافات الدولية بدولة فلسطين واستكمال الاعتراف الرسمي لكل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي".
وتطرق ولد خليفة إلى "الظروف الدولية والإقليمية بالغة الحساسية التي ينعقد فيها هذا المؤتمر"، مبرزا أن القضية الفلسطينية "تواجه تحديات جسام ومخاطر كبيرة يأتي في مقدمتها تصاعد الانتهاكات المستمرة للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وسياسات الاستيطان وتهويد القدس الشريف والحصار الجائر المفروض على قطاع غزة".
من جهة أخرى، أشار رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى أن "الانسداد الذي تعرفه عملية السلام بات يمثل تحديا كبيرا أمام الشعب الفلسطيني وقيادته وللمجتمع الدولي برمته"، وتابع "ما زاد الوضع سوءا هو تفشي الأزمات في العالم الإسلامي، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط", مشيرا إلى أن البلدان العربية "التي عاشت منذ 2011 حراكا سياسيا واجتماعيا تفكيكيا، باتت تعيش حالات من الصراع الداخلي وعدم الاستقرار والإرهاب"، وأضاف بأن هذا الوضع "استقطب اهتمام المجتمع الدولي والقوى الإقليمية على حساب قضيتنا المركزية، قضية فلسطين".
وأشار في هذا الصدد إلى أنه بالإضافة إلى التهديدات العديدة التي تمثلها الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من الأزمات على الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي قاطبة، فإنها "أصبحت، مع مرور الزمن، ذريعة أخرى يستخدمها المجتمع الدولي للتنصل من مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية". وأكد المتحدث أن القضية الفلسطينية "كانت ولا تزال تشغل وجدان كل الجزائريين وتحظى باهتمام الجزائر رسميا وشعبيا"، مبرزا أن الجزائر "لم تتوان يوما في مؤازرة الشعب الفلسطيني ودعم نضاله البطولي".
وذكر ولد خليفة بـ"الدور المفصلي الذي لعبته الجزائر خلال القمة العربية الخامسة المنعقدة بالجزائر في عام 1973 والذي كلل بتكريس منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني"، وتابع بأن هذا الدور"مكن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وزير الخارجية الجزائري آنذاك ورئيس الدورة 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974، الشهيد الراحل ياسر عرفات من إلقاء خطابه التاريخي بالأمم المتحدة وبث رسالة فلسطين المناضلة إلى العالم أجمع".
 
•    عباس يشيد بثبات موقف الجزائر الداعم لكفاح الشعب الفلسطيني
بدوره، أشاد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بـ"ثبات الموقف الجزائري الداعم لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل بناء دولته المستقلة"، وذلك خلال لقائه برئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، حسب ما أورده بيان للمجلس. وأوضح المصدر أن عباس نوه بـ"المساهمات الجليلة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إعلاء صوت فلسطين في المحافل الدولية وجهوده الدائمة من أجل الدفاع عن القضية المركزية للعرب والمسلمين"، كما شكل هذا اللقاء فرصة تطرق من خلالها الطرفان إلى "آخر مستجدات القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وكذا التهديدات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الأوضاع الدولية الراهنة


هني. ع

من نفس القسم الوطن