دولي

مخاطر تواجه الجيش "الإسرائيلي" في حال قرر مهاجمة غزة

القلم الفلسطيني




برغم حالة الهدوء التي يعيشها قطاع غزة، وفي ظل إعلان حركة حماس و"إسرائيل" بطرق مباشرة وغير مباشرة أنهما لا يسعيان لدخول جولة تصعيد أو حرب جديدة إلا أنهما يتجهزان بشكل فعلي لتلك المعركة كأنها ستحدث غداً، فالمقاومة تواصل اعدادها في شتى المجالات، بينما الجيش "الإسرائيلي" يواصل تدريباته واستعداداته الميدانية والتقنية بشكل مكثف. وقد توالت مؤخراً التدريبات التي يجريها الجيش "الإسرائيلي" لمواجهة سيناريوهات يعتقد أن المقاومة الفلسطينية تعد لها لمفاجئته بها خلال أي حرب مقبلة، بما في ذلك مواجهة الأنفاق والقذائف الصاروخية، والقدرات البحرية والجوية التي امتلكتها حركة حماس. الجيش "الإسرائيلي" يجد نفسه محاطاً بعدة مخاطر في حال قرر العودة لمهاجمة قطاع غزة بعد عام ونصف من انتهاء حربه الأخيرة عليه أولها القذائف الصاروخية التي تواصل حركة حماس تطويرها وتصنيعها على الرغم من شح الموارد المالية ومواد الخام لتصنيعها وذلك بعد إغلاق الأنفاق الحدودية مع مصر التي كانت المصدر الرئيس لإدخالها. الفترة الأخيرة شهدت تكثيفاً لعمليات إطلاق الصواريخ التجريبية من قطاع غزة تجاه البحر بشكل واضح، ما يدلل على أن كتائب القسام تعمل بشكل متواصل على تعزيز قدراتها الهجومية الصاروخية كماً ونوعاً لتغطي مدياتها -حسب التوقع- كامل فلسطين التاريخية. ويعد خطر القذائف الصاروخية بأنواعها المختلفة مصدر قلق "لإسرائيل" خلال أي حرب وذلك لمساسها بالجبهة الداخلية "الإسرائيلية" بشكل أساسي، ولقدرتها على إصابة مناطق حساسة واستراتيجية كالمطارات والمفاعل النووي ومخازن المواد الكيميائية ومحطات استخراج الغاز ومحطات توليد الكهرباء، وهي مناطق شديدة الخطورة، بالإضافة لإثبات قذائف الهاون نجاعتها في طرد سكان مستوطنات غلاف غزة من أماكن سكنهم. إلا أن التخوف الأكبر لدى الجيش "الإسرائيلي" وقيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن تتسع دائرة المناطق التي يمكن للمقاومة أن تستهدفها بكثافة نيران أكبر وتجبر سكانها على إخلائها بحيث تكون أكبر من تقديرات الخطة التي وضعها الجيش الإسرائيلي لإخلاء المستوطنين في غلاف غزة خلال أي حرب مستقبلية، فمثلاً أن يصل الاخلاء لأسدود أو المجدل أو مدينة بئر السبع فهذا يمثل كارثة حقيقية. القوات "الإسرائيلية" تجد صعوبة في التعامل الميداني مع القذائف الصاروخية في حال كان القرار الدخول لغزة برياً، لأن التجربة أثبتت أن الهجوم البري لا يوقف أو يضعف منظومة الصواريخ التي تمتلكها المقاومة فهي تطلق من باطن الأرض عبر أنفاق خاصة ولا يمكن السيطرة عليها ووقفها قبل الاطلاق، بالإضافة لعدم قدرة القبة الحديدية على الصمود أمام رشقات الصواريخ التي باتت سمة الصواريخ التي تطلق من غزة. الخطر الثاني الداهم الذي يخشى منه الجيش الإسرائيلي بشكل فعلي في حال أقدم على دخول قطاع غزة هو ذاته الشرارة التي يمكنها أن تقلب حالة الهدوء الحالية والمتمثل في الأنفاق الاستراتيجية العابرة للحدود التي تبنيها حركة حماس. الجيش "الإسرائيلي" أجرى مؤخراً تدريبات مكثفة لمواجهة الأنفاق في ظل عدم التوصل لحل تكنلوجي فعلي لها، حيث ركزت التدريبات الأخيرة على مواجهة سيناريوهات اقتحام مستوطنات بأعداد كبيرة من المقاتلين، بالإضافة لحماية الجبهة الجنوبية بما في ذلك مستوطنات غلاف غزة والتجمعات الأبعد منها بالإضافة للقدرة على إخلاء المستوطنين بشكل سريع في حال اندلاع الحرب. ويتدرب الجيش على مواجهة تسلل أعداد كبيرة من عناصر حركة حماس عبر الأنفاق لمناطق داخل إسرائيل ومحاولتهم السيطرة عليها وتنفيذ عمليات كبيرة بعيدة عن مناطق القتال الحدودية. مصادر إسرائيلية تحدثت بأن التدريبات الأخيرة تأتي كنظرة عميقة لدراسة الواقع الذي يشير إلى أن حركة حماس وضعت لنفسها هدفاً عسكرياً كبيرا منذ الحرب الأخيرة تسعى من خلاله لأن تصبح قوة كبيرة. في حال قرر الجيش "الإسرائيلي" دخول قطاع غزة سيجد نفسه أمام خطر الأنفاق المخصصة لعمليات أسر الجنود، التي تتميز تشعبها وكثرتها واختلاف المصائد داخلها، بالإضافة لعدم معرفته بالكمائن التي تتصل بالأنفاق وما يتم اعداده له طيلة الفترة الماضية.
الخطر الثالث الذي يواجه الجيش الإسرائيلي في حال قرر مهاجمة قطاع غزة يتمثل في امتلاك الأخيرة لأدوات جديدة لمهاجمة إسرائيل كالطائرات المسيرة بأنواعها الاستطلاعية أو الانتحارية، بالإضافة لوحدات الكوماندوز البحري الذي بإمكانه الوصول لأماكن غير محصنة كشواطئ اسدود وعسقلان أو أبعد من ذلك، الأمر الذي يزيد من الأعباء الأمنية على إسرائيل بشكل واضح.
فيما يعتبر ضعف المعلومات الاستخبارية لدى اسرائيل موازياً للأخطار الثلاثة سابقة الذكر، وذلك يعود للجهود الأمنية الكبيرة التي تبذلها حركة حماس وأجهزتها الأمنية لتجاوز محاولات إسرائيل الوصول للمعلومات عن استعداداتها التي يكتسب عنصر المفاجئة فيها دوراً أساسياً لنجاحها.

هذه المخاطر جميعها لا تشكل كابحاً للحرب في حال وجدت القيادة السياسية والأمنية "الإسرائيلية" نفسها مضطرة لخوضها، فهي تدرك هذه المخاطر وتبذل جهوداً معلنة وغير معلنة لمحاربتها أو للحد من فعاليتها كتطوير القبة الحديدية ومنظومة كشف قذائف الهاون وتواصل البحث عن وسيلة تقنية توصلها للأنفاق.
أيمن الرفاتي

من نفس القسم دولي