الوطن

المتشددون والمتطرفون نتاج عنف الأسر

العنف الأسري يحرك وزارة الشؤون الدينية عيسى يؤكد:


أمام الانتشار الواسع لظاهرة العنف في المجتمع بما فيها المؤسسات التربوية وميول فئات الشباب إلى التطرف والتشدد، ما أدى بالقابل إلى التوسع في الآفات الاجتماعية، كل هذا فرض ضرورة تحرك كل وسائط المجتمع ومساعدة الخلية الأولى في المجتمع، المتمثلة في الأسرة، من أجل معالجة ومحاصرة هذه الظواهر. وفي هذا الإطار، تشهد الساحة الوطنية تحركات من مختلف القطاعات المعنية من أجل التحسيس والتوعية والتنبيه إلى المخاطر على المجتمع والدولة. وضمن هذا المسعى، أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس، بوهران، على افتتاح ملتقى وطني حول العنف الأسري بحضور جمع هام من العلماء والأخصائيين، يدوم يومين، ويتناول محاضرات حول "الوقاية من العنف الأسري من خلال رسالتي أمامة بنت الحارث لابنتها والإمام أحمد بن حنبل لابنه"، و"مطالب الأسرة حاضنة الاستقرار والأمن" و"المرأة بين الحلم والعنف ".
وأكد الوزير، في كلمته الافتتاحية، على أن "الأسرة هي الخلية الأولى للقضاء على ظواهر التشدد في الأفكار والتطرف والعنف، من خلال تغليب الحوار وروح الوسطية والاعتزاز بالإسلام بين مختلف مكونات الأسرة". واعتبر عيسى أن "داء العنف والتطرف استشرى في العديد من الدول والمجتمعات، ومنها المجتمع الجزائري، ويمس الفئات الشابة بصفة خاصة، وهو ما جعل الأخصائيين يؤكدون أن هذه الظاهرة دخيلة، وعلى الأسر لعب دورها الأساسي في الوقاية من هذه الآفات"، مؤكدا أن "العديد ممن يتخذون التشدد والتطرف مبدأ عاشوا في أسر يسود فيها العنف". وأكد محمد عيسى أن التحلي بروح الوسطية والاعتزاز بالدين الإسلامي هو النهج الأصلح للقضاء على هذه الظواهر التي أصبحت تنخر المجتمع الجزائري، مستشهدا بكتاب الله وسنة رسوله الكريم "اللذين ينبذان العنف بكافة أنواعه ويجعلانه فعلا مشينا ومذموما".
هذا وأشار إلى أن الجزائر عاشت تجربة مريرة خلال العشرية السوداء، كما هو الشأن حاليا في العديد من البلدان العربية والإسلامية، فعرفت أنواعا من العنف "لم نجد لها في بلاد الإسلام موطنا، فأصبح من يتطرق إلى الإسلام يتحدث عن الحرق والتخريب وقطع الرقاب وسبي الحرائر"، كما قال، مشيرا إلى أن قطاعه عرف استشهاد 100 إمام ومؤذن خلال تلك الفترة، "غير أن المرجعية الدينية القوية للشعب الجزائري وتمسكه بدينه جعلت من الشعب ينتفض ضد هذه الآفات وبفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية".
خالد. ش

من نفس القسم الوطن