الوطن

سرغاي لافروف: تنسيقنا في الملفات الدولية سيكون أكثر وثاقة

في زيارته الخامسة للجزائر التي اعتبر العلاقات معها جيدة جدا



تأتي زيارة وزير الخارجية الروسي، سرغاي لافروف، في توقيت جد حساس تمر به المنطقة المغاربية من جهة، وأدوار دبلوماسية متنامية لروسيا في مختلف الملفات الدولية المطروحة على المجتمع الدوالي. وقد أولت وسائل الإعلام الغربية أهمية لهذه الزيارة، كما كان واضحا أيضا أن الجزائر حرصت على إنجاحها بكل الوسائل، ومنها استقبال الوزير من مختلف المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
الزيارة كما هو واضح من تصريحات المسؤولين، ناقشت العديد من الملفات التي تهم العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تعرضت إلى المسائل الإقليمية التي توليها الجزائر اهتماما خاصا، وكان لافتا تصريح لافروف في مطار هواري بومدين حين أشار إلى "الوضع على الحدود الجزائرية". ولم تمر هذه الكلمة مرور الكرام أمام حالة الاستنفار الموجودة على الحدود الجزائرية والتقارير الإعلامية الراصدة إلى احتمالية تدهور الوضع بعد الضربات العسكرية التي بدأتها بعض الدول الغربية في ليبيا.
العلاقات الجزائرية الروسية تعتبر تاريخية، وفي عهدة الوزير لافروف تعد هذه الزيارة الخامسة بالنظر إلى عمق العلاقات من جهة وأهمية الجزائر لروسيا كأحد أهم المستوردين في التعاون العسكري، وحتى في جانب النفط، رغم أن روسيا ليست من الدول الأولى في الاستثمارات البترولية والطاقوية عموما.
روسيا تعتبر العلاقات مع الجزائر "جيدة جدا" كما أن الجزائر تولي أهمية قصوى لـ"الشراكة الاستراتيجية التي تربط الجزائر وروسيا بموجب البيان الذي وقع عليه رئيسا البلدين في أبريل 2001، وهي حريصة على استمرار "تقييم التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي والتقني والعلمي والثقافي على ضوء انعقاد الدورة السابعة للجنة المختلطة الجزائرية - الروسية بموسكو في يوليو 2015".
وهو ما أكده أمس وزير الخارجية الروسي بعد محادثاته مع نظيره الجزائري، حيث قال السيد لافروف: "لقد لاحظنا وجود آفاق تعاون اقتصادي وتجاري جيدة بيننا وعلينا تكثيف أشغال اللجنة الحكومية المشتركة حول التعاون الاقتصادي والتجاري". وذكر لافروف بأن البلدين يتوفران على لجنة ثنائية حول التعاون العسكري والتقني، مشيرا إلى أن مقاولين جزائريين زاروا مؤخرا موسكو لاستكشاف فرص التعاون بين المؤسسات الروسية والجزائرية.
ودائما بخصوص الملف الاقتصادي وخاصة ما يشغل البدين من تهاوي أسعار النفط، أوضح لافروف أن "هناك عوامل كثيرة لها تأثير على السوق الطاقوية وأن كل مسؤولي هذا القطاع في بلدانهم مدعوون إلى مراعاة هذا، سواء كانوا أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيب) أم لا". وذكر قائلا: "لقد قامت وزارتنا المكلفة بالطاقة بفتح حوار بين البلدان الأعضاء في الأوبيب والبلدان غير الأعضاء", مؤكدا أن هذا الحوار "سيتواصل للبحث عن توازن في المصالح بين البلدان المصدرة والبلدان المستوردة". وبخصوص الغاز، أوضح لافروف أن الجزائر وروسيا "تتعاونان" في هذا المجال وكذا مع بلدان أخرى تابعة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز، وهو منتدى "ذو منفعة كبيرة".
وبخصوص الأوضاع الإقليمية التي أصبح الدور الروسي له وزنه في الفترة الأخيرة، قال رئيس الدبلوماسية الروسية أنه "يستحسن كثيرا" الجهود التي تبذلها الجزائر لتسوية الأزمات في ليبيا ومالي، وبشكل عام في منطقة الساحل، مؤكدا أن "تحاليلنا ومقارباتنا في تسوية هذه المشاكل تتقارب". وأشار إلى أن البلدين يتفقان على ضرورة استناد تسوية أي أزمة دولية إلى "معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة" وكذا "احترام السيادة والوحدة الترابية لجميع الدول وتفادي أي تأثير على سياستها الداخلية". كما أعرب عن عرفان بلده إزاء "أصدقائنا الجزائريين" على الدعم الذي قدموه للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تترأسها روسيا والولايات المتحدة. وأضاف أن الالتزامات في إطار هذه المجموعة، والتي وافق عليها مجلس الأمن الأممي، ترمي إلى "تخفيف وتحسين الوضع الإنساني في سوريا ووضع حد لأعمال العنف، وهذا بموافقة جميع الأطراف المعنية مرورا بمسار شامل يرمي إلى تنفيذ اللائحتين 22 و54 لمجلس الأمن". وقال لافروف من جهة أخرى أن "رؤية مشتركة" توجت هذا الاجتماع, مشيرا إلى ضرورة "تسريع العمل" قصد تسوية "المسألة الفلسطينية", من خلال "تنفيذ جميع لوائح مجلس الأمن ذات الصلة وكل الالتزامات الدولية الأخرى المبرمة".
وأضاف قائلا "أنا على قناعة من أنه بعد هذه المفاوضات بالجزائر العاصمة سنتمكن من تنسيق أعمالنا على الساحة الدولية بشكل أكثر وثاقة


خالد. ش

من نفس القسم الوطن