الوطن

بطالو عنابة يقطعون أجسادهم للمطالبة بفرص العمل

أسبوعا بعد حراك ورڤلة


شهدت ولاية عنابة، أمس، حراكا شعبيا بطله 3 شبان بطالين، حاولوا تقطيع أجسادهم بآلات حادة للمطالبة بفرص عمل في الولاية التي ينحدرون منها، والتي تعرف بكونها عاصمة الحديد والصلب، وقد دام الاستنفار الأمني الكبير الذي تسبب فيه هؤلاء البطالون، قرابة الأربع ساعات وفق شهود عيان. سيناريو عنابة لم يكن يختلف كثيرا عن سيناريو بطالي ورڤلة الذين دشنوا عهدا جديدا مع الإضرابات والتصعيد الاحتجاجي ضد الإقصاء والتهميش الذي تتعامل به الإدارة معهم، حيث قال شهود عيان أن الاحتجاج الذي قام به هؤلاء كان ناتجا عن سياسة الإقصاء التي طالت ملفات تشغيلهم في البلدية التي يتمنون إليها، بالرغم من أن مناصب العمل هناك متوفرة وحاز عليها بعض الغرباء عن البلدية، ما جعلهم يفضلون التصعيد ضد هذه القرارات التي تصدر عن السلطات المحلية بعاصمة الولاية.
المحتجون الذين لا يقل سنهم عن 35 سنة، تسللوا خلسة إلى سطح مقر الولاية، صبيحة أمس، مستغلين حراكا شعبيا نظمه بعض قاطني الولاية، ليهددوا من أعلى السطح بالانتحار أو فرص العمل. وبعد مفاوضات عسيرة دامت لأكثر من ثلاث ساعات، تم إقناع هؤلاء بضرورة الكف عن تقطيع أجسادهم والدخول في حوار مع الوالي مباشرة، الذي وعد بالتكفل بملفاتهم ومتابعة القضية عن كثب.
ويرى مراقبون أن المسألة بالنسبة للبطالين لا تتعلق بفرص العمل التي يحصلون عليها بعد التهديد بالانتحار أو جلسة حوار مع السلطات المعنية، بل القضية أعمق بكثير، خاصة أن التهديد بالانتحار أصبح الميزة الرئيسية في حراك البطالين والمحتجين في الجزائر، سواء على فرص عمل أو فرصة الحصول على مسكن لائق، في ظل تفشي المحسوبية والبيروقراطية من جهة ثانية. وأشار البعض الآخر أن هناك موجة غضب عارمة تعيشها الجبهة الاجتماعية التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة وتخلف ضررا كبيرا في هذا الوقت الأمني غير المستقر، الذي تشهده دول الجوار والذي أثر بصورة مباشرة على الجزائر.
إكرام. س

من نفس القسم الوطن