الوطن

الغرب مدعوون للاستلهام من التجربة الجزائرية في القضاء على الإرهاب

القضاء على التطرف أصبح أداة ضرورية لتأمين البيئة السياسية



أكد وزير الشؤون الخارجية البرتغالي، أوغوستو سانتوس سيلفا، أن التجربة الجزائرية في مجال القضاء على التطرف "تحمل الكثير من الدروس"، وعلى الأوروبيين استخلاص العبر منها. وأثنى المتحدث على الخطوات التي قامت بها الجزائر، على مدار السنوات القليلة الماضية، للتخلص من آفة الإرهاب التي تغلغلت في العالم اليوم وتوسع خطرها ليشمل دولا غربية وعربية، ولم يعد حكرا تواجده على دولة أو منطقة دون أخرى، خاصة مع ظهور وتوسع التنظيم الإرهابي "داعش". ورأى المتحدث أن التطرف أصبح أداة تقضي على البيئة السياسية، لهذا بات من المهم التعجيل في القضاء عليه. وفي الشق الاقتصادي الذي يشكل بدوره أهم تحديات القوى الدولية في السنوات الأخيرة، أثنى المتحدث على الدور الذي يلعبه التعاون الاقتصادي بين بلاده والجزائر، مشيرا إلى وجود تطور نوعي ومحسوس في المجال.
رئيس الدبلوماسية البرتغالية أوضح، في تصريح للصحافة، عقب محادثاته مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، ووزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أمس، بالعاصمة، أن "تجربة الجزائر في مسار القضاء على التطرف جد ثرية (..) وتحمل الكثير من الدروس، ويجب على كل الأوروبيين أخذها بعين الاعتبار واستخلاص العبر منها". وأكد أن البرتغال "ملتزم أيضا في هذه الجبهة، وهي جبهة جد هامة في ترقية قيم الديمقراطية"، وأن القضاء على التطرف يشكل "أداة ضرورية لتأمين بيئتنا السياسية والجغرافية".
وأشار مساهل، من جهته، إلى أن المحادثات دارت أساسا حول ثلاث نقاط أساسية: الحوار بين الجزائر والبرتغال والوضع في ليبيا والساحل وكذا التطرف العنيف الذي أصبح نقطة مدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة. وقال المتحدث: "لقد تطرقنا إلى الوضع الذي تعرفه المنطقة خاصة حول حوض المتوسط، لاسيما المسائل المتعلقة بالسلم والاستقرار، خاصة الوضع في ليبيا ومالي"، مشيرا إلى وجود "تطابق في وجهات النظر حول ضرورة إيجاد حل سياسي من خلال الحوار". وأوضح أن الطرفين قد تطرقا إلى مسألة التطرف العنيف والتجربة الجزائرية، وكذا النتائج التي تم التوصل إليها بفضل سياسات رئيس الجمهورية.
على صعيد آخر، أوضح وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية - البرتغالية "تشهد تطورا وتوسعا"، وصرح لعمامرة للصحافة على هامش محادثاته مع نظيره البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا، أن "العلاقات الاقتصادية الثنائية تشهد تطورا وتوسعا، ونحن نعمل على تحقيق المزيد من التقدم والمشايع بين البلدين". وأضاف أن هذا اللقاء يندرج في إطار متابعة معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمت بالجزائر يوم 08 جانفي 2005 بين البلدين، موضحا أن هذا اللقاء يهدف إلى تعزيز مكتسبات هذه العلاقة "الاستراتيجية" وفتح آفاق جديدة من أجل علاقات "متميزة" بين البلدين. وأكد يقول: "نعلم بأن هذه العلاقات متجذرة في تاريخ الجزائر والبرتغال وقائمة على علاقات إنسانية متميزة". وقال السيد لعمامرة أن هناك بالبرتغال سمعة "متميزة وإيجابية" لعدد من الشبان الجزائريين الذين ساهموا في صنع مجد كرة القدم البرتغاليةـ بدءا بماجر وصولا إلى إبراهيمي وسليماني، مؤكدا أن الجزائر "تذكر دوما في البرتغال من خلال هؤلاء الأبطال"، وأضاف أن "العديد من البرتغاليين يعتبرون الجزائر مصدر إشعاع وسلم ومجد تتقاسمه مع كافة البلدان الصديقة والشقيقة". وبخصوص الجانب الدولي، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هناك "تطابقا في وجهات النظر" بشأن عدة مسائل، موضحا في هذا الإطار أن البرتغال أدرج في دستوره مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأضاف لعمامرة في هذا الشأن أن الجزائر معروفة بسياستها الخارجية التي تهدف إلى تمكين الشعوب من تحقيق تقرير مصيرها، لاسيما فيما تعلق بتيمور الشرقية في الماضي والشعب الفلسطيني والصحراء الغربية وناميبيا، وأكد يقول: "نحن واثقون من أن الحل السلمي سيفضي إلى تسوية النزاعات، سواء تعلق الأمر بالمسائل الخاصة بالمتوسط أو بإقامة علاقة متميزة بين إفريقيا والبلدان العربية من جهة وأوروبا من جهة أخرى".
وأوضح في الأخير أن العلاقات بين البلدين تطبعها "الثقة"، لاسيما في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وقال أن زيارة رئيس الدبلوماسية البرتغالية موجهة "لتعميق كل هذه العلاقات المتميزة" بين البلدين، مضيفا "أملنا الكبير هو أن تستمر لاسيما من قبل رؤساء المؤسسات قصد رفع التعاون الثنائي إلى أعلى مستوى ممكن".
إكرام. س

من نفس القسم الوطن